عزيزتي الجزيرة,.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اطالع واتابع عزيزتي الجزيرة بشكل يومي,, ومن خلال تلك المطالعة أجد عزيزتي الجزيرة تسابق الفكر الى موطن العلم من خلال مانقرأه ونتابعه لأكثر من قلم على هذه الصفحة الرائدة.
ومن هذه الاقلام المبدعة والنشطة الأخ الفاضل احمد بن محمد البدر والذي يكتب من الزلفي.
ومن خلال متابعتنا لاغلب مايكتبه خاصة في امور التربية والتعليم اطلعت على ماكتبه في عزيزتي الجزيرة العدد 9835 يوم الخميس 22/5/1420ه تحت عنوان هذه نصائحي لأركان العملية التعليمية حيث قدم عرضا ومخاطبة لثلاثة اركان، اعتبرها اركانا ركينة لها دورها الملموس وعلاقتها المباشرة والوثيقة بهذه العملية.
ورغبة منا في التواصل مع مايطرح هذا الأخ الكريم والتفاعل معه فيما كتبه اخيراً نود التعليق على الركن الثالث من اركان هذه العملية التي ذكرها وهو مدير المدرسة بما يلي: من المسلّم به ان إدارة المدرسة، اي مدرسة تتأثر تأثيراً مباشرا ووثيقاً بمدى العلاقة الإنسانية بين المدير وزملائه في العمل!!
ومن هذا المنطلق الذي يجسد دور واهمية هذه العلاقة، أجد في تقديري ان الإدارة سلوك وهذا السلوك متى ماترجم الى واقع ملموس ومحسوس اصبح ركيزة اساسية تؤمن الانطلاقة السليمة لإدارة هذه المدرسة وبه تتشكل ملامح المدير الفاعل الإيجابي والمتفاعل مع زملائه ومدرسته ومع الأسرة التعليمية والتربوية.
ورغبة منا للوصول الى تفاعل مثمر ، نلقي الضوء من خلاله لمفهوم هذه العلاقة والتي قد نجدها وللأسف مفقودة في كثيرمن مدارسنا مع معرفة الاسباب وراء ذلك، والحلول المناسبة التي تضمن تعميق الاتجاه الايجابي في نفوس بعض مديرينا عن طريق السلوك الذي يعمل بدوره على نجاح دفة هذه المدرسة ومسيرتها.
وبرأيي ان الكثير من المواقف المتأزمة والافعال المضطربة والنقاشات المحتدمة والتي عادة ماتحدث في اغلب مدارسنا وبالتحديد بين مدير المدرسة وزملائه قد يكون من اقوى بواعثها واخفى مصادرها سوء العلاقة بين هذا المدير وزملائه.
بالاضافة الى ان هناك مفاهيم خاطئة تنشأ عند بعض المديرين من خلال نظرتهم وقيادتهم لإدارة مدارسهم، وينضوي تحت ذلك المفهوم النظرة الفلسفية المنكونة عن الإدارة والمتأثرة بمدى المام هذا المدير بالمهارات الاساسية التصورية - الفنية - الإنسانية .
ايضاً نجد ان بعض هؤلاء المديرين قد لاتتوفر في شخصيته الخبرة، والقدوة وتعزيز امكانية القدرة على التأثير مع المتعاملين معه من خلال التعامل الحسن وكذا تركيزه على مصلحة العمل والعاملين قبل نفسه، واستخدام سلطته الوظيفية في أضيق الحدود.
وكل هذه العوامل مجتمعة سبب من اسباب اخفاق فعالية قيادة هذا المدير والذي يجعلنا نقول انها تدخل في باب مفهوم العلاقات الإنسانية، والتي احدثت هذا الشرخ والتصدع في ادارة المدرسة، ايضاً من الاسباب الاخرى لفقدان هذه العلاقة ان غالبية المديرين يظنون بانهم عنصر غريب عن البشر من حواليهم، متناسين في ذلك انهم كانوا زملاء لزملائهم قبل اسناد هذه المهمة لهم.
والحق يقال ان اكثر هؤلاء المديرين بمجرد استلامهم لإدارة المدرسة تجد انه يعتبر نفسه من طينة غير طينة العاملين معه,, ويشعرهم في ذلك بانه متمايز عنهم ويبدأ بعزل نفسه عنهم، حتى تتغير مفاهيمه وسلوكه ونظرته لهؤلاء الزملاءمما يجعله بالتالي يفقد تقدير العاملين واحترامهم ومصداقيتهم له، وعندها يظهر الخلل واضحاً في صفوف هذه المدرسة، ويظهر مصاحباً لهذا الخلل عوامل اخرى منها الشللية والمتسلقون المنافقون النمامون، ويصبح الجو العام للمدرسة ملبداً بالغيوم التي تجعل مناخ هذه المدرسة غير مستقر ينقصه العمل بروح الفريق الواحد.
ايضا يدخل في باب هذه العلاقة مايلجأ إليه بعض المديرين من نظرة خاطئة كونهم يتعاملون مع زملائهم اعتبارا للالقاب والاشكال والتخصصات وهذا امر للأسف يطبق في كثير من المدارس وهناك مديرون يملكون هذا التصنيف الذي اعتبره قد اضر بمسيرة التربية والتعليم في بلادنا.
والواجب علينا هنا ان نخاف الله قبل كل شيء وان نعلم ان هذه الامانة التي كلفنا بها سنسأل عنها امام الله ثم امام ولاة امرنا والقائمين على التعليم في بلادنا.
والحل الوحيد في رأيي لفقدان هذه العلاقة بين المدير وزملائه هو السلوك والمعاملة فالدين المعاملة والتربية والتعليم المعاملة ومتى ادركنا ذلك وفهمناه فهما صحيحا اصبح تفاعلنا اكثر عطاء وانتاجا وعندها سننطلق من خلال هذا السلوك من رؤى سليمة واصول صحيحة ومنطلقات صائبة تصب في خدمة مسيرتنا التعليمية, والله ولي التوفيق.