عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعدلقد اطلعت على ما نشر بجريدتكم الغراء ليوم الاثنين الموافق 19/5/1420ه العدد 9832 وبالتحديد الكاريكاتير المنشور في الصفحة الاخيرة بريشة الفنان محمد الخنيفر والذي كان يدور موضوعه حول الكذب فكان بودي ان ادلو بدلوي في هذا الموضوع فأقول: ان بعض المنخدعين من هذه الامة يستمرىء الكذب ويفتي نفسه بحله إما لتهاون بالكذب واما لاعتقاد فاسد يظن ان الكذب لا يحرم الا اذا تضمن في أكل مال واما لطمع مادي يتمتع به في دنياه واما لتقليد اعمى لا هداية فيه وكل ذلك خداع لنفسه وتضليل لفكره، فالكذبة الواحدة تخرق السياج الحائل بينك وبين الكذب حتى لا يبقى دونه حائل, فالكذب كغيره من المعاصي تستوحش منه النفس المطمئنة الراضية المرضية فإذا وقعت فيه مرة هان عليها شأنه ثم تقع فيه ثانية فيهون عليها اكثر حتى يصبح كأنه سجية وطبيعة فيكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً.
وان بعض الناس يكذب على الصبيان لانهم لا يوجهون اليه النقد ولكنه في الحقيقة اوقع نفسه في الكذب وفتح لهم باب التهاون به والتربي عليه.
وان بعض الناس يكذب ليضحك به القوم فيألف ذلك لما يرى من ضحك الناس ويستمر على عمله فيهون عليه وقد جاء في الحديث ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له, فاتق الله ايها المسلم اتق الله في نفسك واتق الله في مجتمعك واتق الله في دينك الم تعلم ان الدين يظهر في اصله فإذا كان مظهر الامة مظهر كذب وتقليد اعمى واكل مال الغير بغير حق فاين المظهر الاسلامي؟ أرأيت اذا ظهر المسلمون بهذا المظهر المشين افلا يكونون سببا للتنفير عن دين الاسلام الا يكونون فريسة لارذال الانام، إن اعداءهم ليسخرون بهم ويضحكون اذا رأوهم على تلك الحال، كذب في المقال وخيانة في الأمانة وغدر في العهد وفجور في الخصومة وان اعداءهم ليفخرون عليهم اذا رأوهم يقلدونهم حتى في رذائل الاخلاق التي يحذرهم الاسلام منها فعجبا وأسفا لامثال هؤلاء القوم الذين البسوا انفسهم ما تعروا به امام اعدائهم واتبعوا سبيل الهالكين وابتعدوا عن سبيل الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
اللهم جنبنا منكرات الاخلاق والاعمال والاهواء والادواء واهدنا لاحسن الاخلاق والأعمال وحبب الينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.