Saturday 4th September, 1999 G No. 9837جريدة الجزيرة السبت 24 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9837


مع تباين الرغبة بين التلميذ وولي أمره
زخرف العرض وكثافة الطلب رفع أسعار المستلزمات المدرسية,.
آراء متكررة تنادي بتولي المدرسة لهذه المهمة بأسعار ونوعيات مناسبة,.

* تحقيق : داود بن أحمد الجميل
مع قرب بداية الدراسة من كل عام يتسابق أصحاب المكتبات ومحلات بيع الأدوات المدرسية في عرض كل ماهو جديد من مستلزمات المدارس وتواجه تلك المحلات زحاماً كبيرا من الزبائن، ويلاحظ أنها اصبحت تستغل مثل هذه المناسبة كما يرى بعض أولياء الأمور لعرض مستلزمات ذات أسعار مرتفعة مع إمكانية توفير بدائل عنها تفي بنفس الغرض ولكن كون هذه المستلزمات الحديثة ذات الأسعار المرتفعة لها ألوان خاصة أو تحمل زخارف لاحاجة لها لكنها تغري الطلبة والطالبات بالإصرار على شرائها ، وحتى نسلط الضوء على هذا الموضوع أجرينا هذا التحقيق مع بعض اولياء الامور وبعض منسوبي التعليم وخرجنا بالآراء التالية:
ندفع فارق الزبرقة
* المواطن فهد الصالح يقول: كان الله في عوننا مع بداية الدراسة من كل عام فكما تلاحظ تلك الجموع الغفيرة التي تزدحم بها المكتبات هذه الايام كلها من أجل شراء لوازم أبنائهم وبناتهم الدراسية وليت الأمور يقتصر على الحاجة المطلوبة فعلاً بغض النظر عن شكلها أو موديلها!! فنحن أمام تسابق هذه المحلات مخيرين بين ان نقتصر على شراء لوازم عادية لأبنائنا وبناتنا مقابل تحمل المشاكل معهم كونهم يرغبون مسايرة زملائهم او أن نستسلم ونؤمن لهم كل مايطلبونه من لوازم بأسعار غير معقولة وندفع تكاليف ذلك من جيوبنا فقط لمجرد انها انوع حديثة وذات زخرفة وزبرقة ما أنزل الله بها من سلطان , ونحن نتساءل لماذا يصر أصحاب المكتبات على عرض وجلب مثل هذه الأشياء هل هو لارضاء رغبة الطلبة والطالبات فقط والحصول على الكسب المادي دون النظر للأولياء ومراعاة ظروفهم أم أن ذلك امر ليس بأيديهم؟؟
* المواطن علي العبدالرحمن عندما يقترب موعد الدراسة من كل عام في بلادنا يبدأ الطلبة والطالبات وأولياء أمورهم في الاستعداد لهذه المناسبة من حيث توفير أدوات الدراسة والملابس وكل ما يحتاجه الطالب والطالبة في دراستهما ومن ناحية الملبس أعتقد ان أولياء الأمور لايواجهون مشكلة كتلك المشكلة التي يواجهونها في توفير المستلزمات المدرسية كالحقائب والدفاتر وما شابهها وذلك بسبب مايعرضه اصحاب محلات بيع هذه الأدوات من أشكال وموديلات مختلفة وبأسعار مرتفعة تفوق إمكانات بعض الآباء المادية ولو ألقيت النظر على بعض هذه الأدوات لوجدت أنها تكاد تكون عادية جداً ولا تستحق هذا السعر كما أنه يمكن الاستغناء عنها بشراء أدوات مماثلة خالية من هذه الزخارف وبأسعار معقولة, وتعرف أن ولي الأمر يكون في موقف لايحسد عليه فهو يريد تشجيع ابنه وابنته على الدراسة خصوصاً صغار السن منهم ويوفر لهم كل مايطلبونه من أدوات لكنه يتحمل أعباء مالية فوق طاقته ولكن لو أن أصحاب المحلات تعاونوا معنا واقتصروا على عرض الأدوات التي يرون أنها ضرورية ولابد منها ومن ذوات الأسعار المناسبة فهذا بلاشك سوف يسهم في راحة ولي الأمر بالدرجة الأولى ومن ناحية أخرى يحقق كسبا ماديا معقولا لصاحب المحل فمتى يتحقق ذلك؟؟
أصحاب المكتبات يخططون للفرصة
المواطن مساعد بن عبدالله الجديع يقول نحن نستغرب أولاً تأخير أصحاب المكتبات للبدء في عرض مستلزمات المدارس حتى قبل بدء الدراسة بأيام قلائل فقط ولكن لماذا لايبدؤون قبل الدراسة على الأقل بشهر، ويبدو انهم يريدون استغلال الوضع من أجل الكسب المادي بعرض وبيع اللوازم المدرسية وقت الزحام حتى لايكون أمام ولي الأمر الوقت ولو لمجرد التفكير باسعار مبيعاتهم التي نلاحظ أنها تختلف من مكتبة لأخرى وتجد المكتبة الأكثر شهرة تزيد في الأسعار دون مراعاة ظروف أولياء الأمور ونحن نطالب المسؤولين في الجهات المختصة مراقبة البيع في هذه المكتبات خلال تلك الفترة كما أطالب جميع أولياء الأمور بمقاطعة المكتبات ذات الأسعار المرتفعة ومحاولة إقناع أبنائهم وبناتهم بالاقتصاد على شراء الحاجات الضرورية التي لاغنى عنها فقط ومن المكتبات التي تتعامل بأسعار مناسبة.
آراء تربوية
الاستاذ احمد بن صالح الخنيني: مدير العلاقات العامة والإعلام التربوي بتعليم البنين بالزلفي قال: مشكلتنا دائماً هي عدم التخطيط وتنظيم الوقت وكأننا لانعلم ان العيد يأتي بعد انقضاء رمضان، وان الدراسة تبدأ بعد الإجازة,, فنحن دائماً ننتظر حتى حلول آخر المهلة لنوجد لأنفسنا قضية من لاشيء!!
باعتقادي ان اصحاب المكتبات التجارية او محلات بيع الأدوات المدرسية هم تجار بالدرجة الأولى يبحثون عن الرزق,, وبالتالي فهم لايلامون عندما يوفرون السلعة المطلوبة في السوق مهما كان ثمنها باهظاً، ولكن ينحى باللائمة اولاً على المعلمين والمعلمات الذين يشجعون مثل هذه المظاهر الباذخة او على الأقل لايحركون ساكناً في معالجتها والقضاء عليها، وثانياً على أولياء الأمور الذين ينساقون أو يساقون عنوة لمثل ذلك دون أن يكون لهم موقف يتعاضد مع تعليمات الجهات المسؤولة عن التعليم والتي لاتفتأ تنادي بعدم المبالغة او اشتراط انواع محددة من الأدوات المدرسية.
ولمعالجة هذه الظاهرة ارى ان تتولى المقاصف المدرسية مهمة توفير هذه المستلزمات، بحيث يتم مع بداية كل عام دراسي تسليم الطالب حقيبته وبداخلها مايحتاجه من أدوات ودفاتر يراعى في اختيارها البساطة والوفاء بمتطلبات الاستخدام، وعندما نعمد الىمثل هذا الأسلوب في توفير المستلزمات المدرسية فإننا بالتأكيد سنحقق ايجابيات متعددة سواء في تقديمها كخدمة لأولياء الأمور، أو من خلال توفير هذه المستلزمات بمواصفات متماثلة للجميع وبتكلفة مناسبة يكون عائدها الربحي لصالح المقصف المدرسي.
الاستاذ عبدالرحمن بن حمود الطريقي المشرف التربوي للنشاط الثقافي بتعليم الزلفي قال مع الأسف الشديد فلقد اسرف الناس في السنوات الأخيرة في التفنن بشراء أفضل الأنواع من الأدوات المدرسية ذات الشكل الجذاب والمنظر الغريب بغض النظر عن المتانة والجودة وذلك من أجل الاستعراض والتباهي بها أمام الآخرين، بل إن البعض من الناس يغير ادواته المدرسية بين الحين والآخر دون ما سبب ومهما كان ثمنها علماً بان هناك من السلع والأدوات الجيدة الصنع وبأقل الأسعار ولكنها لاتواكب الموضة السائرة، وهناك من أولياء امور الطلاب من يضطر لشراء هذه الأدوات من غير اقتناع بها ولكن لطلب ابنائه لها دون غيرها رغم انه من ذوي الدخل المحدود، ولكنه يضطر لمسايرة الواقع المرير.
ولو نظرنا إلى هذه الظاهرة المتكررة في كل عام بتمعن وتمحص لوجدنا ان المسؤولية مشتركة يتحملها اكثر من طرف ولعلنا نبدأ بولي الامر كأول الاطراف كونه هو المعني بهذا التحقيق فنقول: إن ولي امر الطالب قد يضطر احيانا لشراء هذه الأنواع غالية الثمن رديئة الصنع لا لجهل فيه ولكن لان اولاده سيشاهدون زملاءهم في المدرسة يتفننون بأنواع الصناعات الحديثة ذات المناظر الجميلة والأشكال العجيبة فما الذي يفرقهم عنهم ولكن لماذا ولي الأمر لم يذهب لشراء هذه الأدوات قبل بداية الدراسة بوقت كاف وقبل تزاحم الناس على المكتبات؟!!
قد يكون السبب في ذلك أن ولي الأمر ينتظر نزول آخر الموديلات الى الأسواق، أو يكون مشغولاً في أمور أخرى الى أن تأتي ساعة الصفر ويضطر حينئذ لشراء هذه الأدوات أو غير ذلك من الأسباب.
ولعل المجتمع الذي نعيشه في هذا الزمان هو الطرف الثاني في هذه القضية ويتحمل المجتمع جزءا كبيرا من هذه الظاهرة فلا ترى احداً يوجه وينصح الآخرين ويرشدهم الى عدم المغالاة في هذه الأمور وعدم الازدحام على المكتبات في هذا الوقت.
اما الطرف الثالث فهم التجار وعلى الأخص تجار الجملة الذين يتحكمون في الأسواق فلا تنزل البضائع الجديدة إلا قبل الدراسة بأسابيع فقط وذلك من أجل تصريف السلع القديمة وكذلك رفع أسعار السلع الجديدة لأن الوقت ضيق والتاجر الموزع يريد الإسراع بإحضار بضاعته وعرضها للزبائن والضحية دائماً هو المستهلك المسكين الذي لو حاول ان يشتري ادواته المدرسية قبل الدراسة لما وجد إلا البضائع والأدوات القديمة لأنه كما اسلفت يواكب آخر الصناعات وأغربها، وعلى هذا فإن المسئولية مشتركة يتحملها التاجر المستورد أولاً والمجتمع ثانياً وولي الأمر ثالثاً، ويبقى دور وسائل الإعلام والمدارس لتربية الطلاب والطالبات على عدم الإسراف في شراء الأدوات والاقتناع بالأنواع الجيدة التقليدية التي تؤدي الغرض المنشود وتوفر الكثير على رب الأسرة وتجبره على عدم التأخر في شراء هذه الأدوات لكون الأَدوات العادية متوفرة في كل وقت وبالتالي سيضطر التجار إلى إنزال البضائع الجديدة في وقتها دون التلاعب بالأسعار.
التخطيط جزء من الحل
الاستاذ محمد بن سعود النصار، وحدة التوجيه والإرشاد في تعليم البنين في الزلفي قال: مع بدء أو قبل هذا الموعد من كل عام يتجه الآباء وأولادهم إلى المكتبات مكتبات الأدوات المدرسية من أجل شراء حوائجهم للعام الدراسي ويكون هناك زحام شديد علىالمكتبات مما يجعل ولي أمر الطالب أو الطالب يقضي اكبر وقت في البحث والتنقيب عما يحتاجه من أدوات وتكون هذه فرصة مواتية لبعض ضعاف النفوس من أصحاب محلات بيع الأدوات المدرسية لاستغلال الكسب المادي من خلالها وهم قلة ولله الحمد, ولكن أليس بالإمكان معالجة مثل المشكلة بقضاء حوائجنا من المكتبات قبل بداية الدراسة بوقت كافٍ لاسيما وأن مدارسنا ومعلمينا ومعلماتنا بحمد الله لايطالبون الطلاب والطالبات بنوعيات معينة او أشكال او موديلات إن صح التعبير, وإذا وجد فرضاً من يطالب بمثل هذه الأشياء ويفرضها على الطلبة والطالبات فإن أنظمة الجهات المسؤولة عن التعليم في وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات تمنع ذلك وهي كفيلة بردع مثل هؤلاء.
ربما كان الحل لدى المدرسة نفسها
الاستاذ عبدالله بن سعود الجديع يقول: إن المستلزمات المدرسية كغيرها من السلع ذات المواسم المعينة التي مع حلولها يقبل الناس عليها بشكل ملفت وهذه الأيام هي الموسم المعروف لها ولذا من الطبيعي ان يقوم أصحاب محلات بيع مستلزمات الدراسة بتوفير جميع الأصناف وعرضها للبيع في موسمها ولكن دون إلزام أحد من أولياء الأمور بشراء نوع معين أو فرض سعر موحد بل تختلف الأسعار باختلاف الأنواع والاشكال وهنا يكون الحل بيد ولي الأمر بحيث يمكنه شراء المستلزمات المناسبة لأولاده من ناحية النوع ومن ناحية السعر ومن وجهة نظري ان الحل لمثل هذه المشكلة التي تواجه أولياء الأمور كل عام أن يقوم كل ولي أمر بشراء مايحتاجه أولاده من مستلزمات الدراسة قبل بدايتها بوقت كاف اي قبل الزحام وارتفاع الأسعار كما أنه يفضل لو أن المدارس تولت توفير مستلزمات الدراسة مثل الأقلام والمساطر والدفاتر والألوان وماشابه ذلك ثم تقوم ببيعها داخل المدارس وبأسعار مخفضة ومناسبة مع ضرورة تفهم أولياء الأمور لتلك الخطوة حتى تنجح وتستمر وتحقق هدفها.
ولأصحاب المكتبات رأي آخر
وحتى نستكمل الموضوع من جميع جوانبه استضفنا أحد أصحاب المكتبات الذي فند آراء أولياء الأمور وغيرهم حول هذه القضية ودافع عن نفسه وزملائه في المهنة حيث قال:
ليس صحيحا أننا نستغل مناسبة قرب بداية الدراسة من أجل مضاعفة الكسب وعرض بعض اللوازم المدرسية التي يرى بعض المواطنين أنها باهضة الثمن لكننا ملزمين بمسايرة العرض والطلب ولأننا مطلوب منا عرض كل مايستجد في هذا المجال وإلا لهجرنا الزبائن الى غيرنا واحب ان اقول لكل مواطن ان هذه الأدوات التي يرونها مرتفعة الاسعار هي أنواع تختلف اختلافا جذريا عن غيرها من الأدوات العادية فهي ذات ميزات وخصائص تختلف عن غيرها ولذا تكون أسعارها غير أسعار البضائع العادية ونحن في محلاتنا مضطرون لجلبها مواكبة للتحديث في هذا المجال وحتى لانخسر الزبائن الذين لو لم يجدوها لدينا لاتجهوا لغيرنا ولو أن أولياء الأمور اقتصروا على الأدوات العادية لاكتفينا بها ولكن طالما انهم يهمهم إرضاء أولادهم في طلباتهم فهذه ليست مسئوليتنا بل هي مسؤوليتهم كما هي مسؤولية العرض والتوريد على وجه العموم.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved