Saturday 4th September, 1999 G No. 9837جريدة الجزيرة السبت 24 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9837


العطني معقباً على التويجري

اطلعت على ما كتبه الأستاذ الكريم عبدالله بن صالح التويجري في صحيفة الجزيرة الغراء بالعدد رقم 9834 ليوم الأحد 11 من جمادى الأولى لعام 1420ه معقبا على ما كتبته بشأن أوزان الشعر الشعبي وأن أجودها خاضع لأوزان الفصيح وذلك ردا على ما اثاره سعادة الأستاذ الحميدي الحربي المشرف على صفحة مدارات شعبية.
بداية أتقدم بالشكر الجزيل للاخ عبدالله على ما ذكره من موافقته لنا فيما ذكرنا سابقا بأن الشعر الشعبي مماثل في وزنه للشعر الفصيح وإن بيت شاعرنا الكبير أحمد الناصر خاضع لأوزان الخليل، وهذه موافقة اعتز بها أصبحنا صوتين ضد صوت واحد، كما أثني مرة أخرى على حسن بيانه وتفضيل حجته وأدب تناوله للموضوع لكنني لا أرى مسوغا لورود الحكم (التعسفي) الصادر منه على وزننا لبيت شاعرنا أحمد الناصر حين يقول بأن وزننا (لا ينطبق على هذا الوزن اطلاقا) أي على مجزوء الوافر المعصوب وانه من مجزوء الهزج (كما ذكر).
ونظرا لكون الأخ الكريم التويجري يوافقني على أن تقطيعي للبيت صحيح والخلاف فقط في نسبته إلى البحر المذكور فأود أن أوضح بعض الأمور:
أولا: أن الهزج يكون مجزوءاً (كما ذكر) فهو من البحور التي لها أربع تفعيلات لكنه لم يرد في الشعر كاملاً وهناك رأي بأنه على ما ورد عليه فالمجزوء ما بني على حذف الجزء الأخير (التفعيلة) في كلا شطريه.
ثانيا: أن قول الأخ عبدالله بن صالح التويجري كان يبدو مقبولا لو أنه ذكر بأن للبيت وزنا آخر هو الهزج وهذه تذكرة قد سهونا عن ذكرها.
ثالثا: أن يقول إن (مفاعلتن) إذا سكنت لامها تنقلب إلى (مفاعيلن) وأنا حقيقة لا أرى ملزماً لهذا القلب.
أما وقد اتفق الوزنان الهزج ومجزوء الوافر فاني أرجح ما رأيت لأن العروضيين يرون في حال اتفاق الهزج ومجزوء الوافر أن تستعرض بقية أبيات القصيدة فإن ظهرت فيها تفعيلات غير معصوبة من (مفاعلتن) أي بتحريك اللام فالبيت من مجزوء الوافر.
وأنا في الحقيقة لم استعرض بقية أبيات الشاعر حيث ان المحرر أورد هذا البيت فقط وهو مقطع من قصيدة كما أود أن أوضح بأني لا أنكر أن يعد هذا البيت من الهزج إن ثبت وزن الأبيات كلها على مفاعيلن على أنني في النهاية أحيي الأخ عبدالله على موافقته لي على وزن الشعر العامي وهذا مدار الحديث أصلاً الذي اثاره المشرف على الصفحة.
رابعا:
أوضح كل من الدكتور محمد الكاشف والدكتور أحمد هريدي والدكتور محمد عامر في كتاب العروض بين التنظير والتطبيق في كيفية التفريق بين الهزج ومجزوء الوافر بأنه لو رجعنا إلى مجزوء الوافر (مفاعلتن 4 مرات) لوجدنا تفعيلته تقبل العصب فتصير (مفاعلتن) وبهذا تكون تماماً مثل مفاعيلن من حيث ان كلاً منهما عندئذ تتكون من وتد مجموع فسببيه خفيفين //5/5/5 فإذا وقع لنا هذا فكيف نفرق بين الهزج ومجزوء الوافر؟ وكيف نقول بأنه لا ينطبق على هذا الوزن إطلاقا وقد ذكرنا رأي العروضيين بأننا إذا وجدنا في أحد تفاعيل هذه القصيدة مفاعلتن (بفتح اللام) فلابد أن نجع ل هذه القصي دة من مجزوء الوافر وليس من الهزج (انتهى).
** فاصلة:
جاري الشاعر فلاح بن سعدون فوجئت به ذات يوم حاملاً العدد الذي تناولنا به أوزان الشعر ودخل منزلي وهو يتمتم ويزجر ويتوعد قائلاً منذ أكثر من عشرين عاماً وأنا أسمعك قصائدي ولم تقم بتقطيعها وكان يحمل مجموعة من قصائده التي كثيراً ما يتحفنا ويشنف آذاننا بها فطلبت أن يسمعني آخر قصيدة وكتبتها على ورقة وشرعت بتقطيعها يقول مطلعها:
آليا بدا لك لازم وأنت محتاج
ازين على اللي بالمواقف يهلي
السيل ما يدرج على غير مدراج
واللاش لو تحتاج خله يولي
يجعل لمن جاله من الضيم مخراج
فزعه رجل ما هي سوالف تسلي
وهي على وزن البحر السريع (الطي)
مستفعلن مستفعلن مفعلاتن
علماً بأني قد جعلت أحد الأحرف مفتوحاً بدلاً من السكون حتى لا يغضب أخي عبدالله التويجري، وختاماً آمل من الله العلي القدير أن يسبغ علينا جميعاً نعمة الأمن والأمان والصحة والعافية إنه سميع مجيب.
عبدالله بن محمد العطني
حفر الباطن

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved