Monday 6th September, 1999 G No. 9839جريدة الجزيرة الأثنين 26 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9839


تعليم 21
تعليم تدعمه القيادة,, تعليم بخير

مع بدء كل عام دراسي جديد نكبر وتكبر بداخلنا الطموحات وتتجدد الآمال في تعليم قادر على مواجهة واستيعاب تحديات الالفية الجديدة، وهي تحديات كشفت السنوات القليلة الاخيرة عن مدى شراستها, اعناقنا جمعيا تشرئب لترى قافلة التعليم وهي تسير بكل ثقة في الاتجاه الصحيح لتحقق تعليما نوعيا ينقل الوطن والمواطن الى عالم افضل، أليس التعليم هو الذي يصنع المواطن والمواطن بدوره يصنع الوطن؟ على المستوى السياسي يسعد هذا الوطن وينعم بقيادة تقدر دور التعليم وتؤمن بأهميته في نقل حياة المواطن من التخلف والهمجية الى حياة التحضر والابداع ومن لا يقدر اهمية هذا العامل فلينظر الى اين انتهى حال بلدان كثيرة نتيجة تخبط قياداتها وتبديد ثروتها وانجرارها خلف اوهام وشعارات جوفاء يتلهى بها مواطنوها , بالامس القريب رأينا السلطة العليا في هذه البلاد ممثلة بمجلس الوزراء تناقش موضوع تكامل الاستعدادات لبدء العام الدراسي الجديد، وقبل ذلك ناقش المجلس نفسه موضوعات تتعلق بتطوير المناهج التعليمية, هذه مجرد امثلة تبين ان التعليم سوف يبقى هاجسا يشغل بؤرة اهتمام قيادة بلادنا، الامر الذي يبعث فينا مزيدا من الاطمئنان والثقة بقرب تحقق التعليم النوعي الذي يفجّر ما يختزنه مواطن هذه البلاد من طاقات.
على المستوى التنفيذي انطلقت قيادة مؤسسات التعليم في بلادنا من مسلمة مفادها ان مجرد نشر التعليم في البلاد لم يعد فقط هو التحدي الذي تتطلع الى كسبه وان التعليم الذي لا يستثمر ما اودع الله في العقول من قدرات هائلة ولا يحدث في السلوك والاتجاهات والمهارات التغيير الذي تتطلبه مستجدات عصرنا هو في حقيقته تعليم جامد يهدر الوقت والجهد والمال, هذه المسلمة كانت هي فحوى الرسالة التي تجاهد القيادة التربوية لايصالها الى كل المعنيين في الميدان متضمنة الخطوات الاجرائية التي تكفل ليس فقط وصول الرسالة بل تحقق مضمونها.
رغبة وقناعة القيادة التنفيذية في التغيير والتطوير واحاطتها بمضامينه هو شرط ضروري لحدوث التجديد ولكنه غير كاف, المطلوب فوق ذلك ان يتمثل رسالة التطوير والتجديد كل من هو طرف في تعليم ابنائنا افراد، مؤسسات حكومية، هيئات خاصة , وهنا كان لابد من اللجوء الى الاعلام لكي يحمل الرسالة التربوية الى الثغور التربوية, ولابد ان نشير هنا الى ان الاعلام قد يساء فهم دوره وقد يساء استخدامه ايضا, ان مجرد وضوح الرؤية والتصورات المستقبلية والتوجهات في ذهن القيادة لا يكفي لحدوث التطوير، الافكار والرؤى الجميلة الساكنة في اذهان القيادات لن تحقق شيئا ما لم يؤمن الناس من حولهم بهذه الافكار ويؤازرونها, القيادات ترحل وقد ترحل معها رؤاها وافكارها ولكن الرؤية المجتمعية هي التي تفضي الى التغيير الاكثر ديمومة والاعظم تأثيرا، والاعلام يسهم قطعا والى حد كبير في تشكيل تلك الرؤية المجتمعية.
د, عبدالعزيز بن سعود العمر

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved