Monday 6th September, 1999 G No. 9839جريدة الجزيرة الأثنين 26 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9839


الرئة الثالثة
موظفون (تحت الصفر)!!

شاركتُ مرة في حوار مفتوح حول ظاهرة (تجمد) الموظف في المرتبة التي يشغلها سنوات، دون ترقية، وقد كتبتُ المداخلةَ التالية,, محاولاً بها التصدي لذلك المحور، بشُعبه العديدة,, فقلت:
* قد يبقى موظفٌ ما مجمداً في مرتبته وراتبه بضع سنين، لأنه اختار لنفسه هذا المصير.
كيف ؟
أ - حين يُصر أن تكون الترقية في الجهاز الذي يعمل به، أو المدينة أو القرية التي يعيشُ بها، متسلحاً بقائمة من الأعذار!
ب - حين يرفض، بأسلوب أو آخر، فرص التدريب لتطوير قدراته وتحسين فرص النمّو له، عَبر منافسةٍ شريفة مع الآخرين!
ج- حين يقعُد مع القاعدين، فلا يبذلُ جهداً، ولا يُحسِنُ بلاء، ثم يحلم أن تأتيه الترقيةُ حبواً، أو محلقةً بجناحين، أو ان تقدمَ له على طبق من فِضة!
**
* وقد يبقى الموظفُ مجمداً في وظيفة ما لأنه بلغ نهاية المطاف المخصص لمهنته، وفق قواعد التصنيف الوظيفي، ويتعذر تجاوزُه إلى مرتبة أعلى,, إلا ان يتغير تأهيلهُ، ليدخل مداراً جديداً من الرُقي، والتخصص المهني!
**
وهناك أسباب أخرى قد تكون مسؤولة عن تجمد الموظف,, لا ناقة له فيها ولا شاة، مثل تعذر وجود وظائف شاغرة في الجهاز الذي يعمل به,, أو وجود مَن أكفأ منه، في الجهاز ذاته مقابل شُح في الوظائف، وعدم قدرته هو على بذل المزيد للظهور على منافسه الآخر، فالناس مختلفون: قدراتٍ واداءً!
**
إذن، فمهما تعددت الأسبابُ، فالنتيجة واحدة، وهي التجمد، ولكن نصيحتي لأي موظف يعيش هذه المعاناة,, ألا يعتكف في صومعة (الصِّفر),, مكتفياً بتوزيع اللوم على الآخرين,, إلا نفسه!
**
أما مَن ينظر إلى الترقية وكأنهاهِبة أو مبرّة أو حسنة، فأتمنى عليه ان يُصحح مفهومه لنفسه ولقدراته,, وللمحددات التي قد تُحول بينه وبين ما يشتهي,, وأن يعرف أوجه القصور له أو عليه، وأن التجمد الوظيفي، في أحسن أحواله، حالة وقتية، ليس لها من صفات الديمومة إلا أن يشاء الله أن تبقى كذلك!
**
تأثير التجمد على معنوية الموظف يؤثر سلبا على أدائه، هذه مسلمة لا جدال فيها, لكن، إذا عرف الموظف مسؤوليته في هذا التجمد,, هان جزءٌ من التأثير السلبي عليه، ومن ثم، تعامل مع مفردات العمل بأسلوب آخر، فيه شيء من الإصرار على قهر العقبات، وفيه تصميم على تطوير قدراته كي يهزم الأسباب المعيقة لنموه.
**
أما إذا سلم بدءاً بأنه ضحية ظروفٍ وأساليب ومواقف أو أشخاص لا قبل له بهم جميعا، وأنه ليس بامكانه الإتيان في ادائه بأبدع مما هو كائنٌ، وان على الترقية ان تحبو إليه أو تطير,, وهي صاغرة، فإن عُقبى ذلك لا تخدمه,, ولا تخدم العمل المسند إليه في شيء، والكل خاسرٌ,, ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه، فعمل لها، وأنصفها: جُهداً واحساساً وعقلاً، فما نيل المطالب بالتمني، ولكن تُؤخذ الدنيا غلابا! هذه حقيقة صاغها خيال شاعر عاقل,, وهي ناموس العقلاء في كل زمان ومكان!
**
نعم,, هناك من قد تسعى إليهم الترقية دون أرق ولا قلق ولا عناء، فلا يعرفون الجمود,, رغم جمود عقولهم وأفئدتهم، لكنهم قلةٌ، متى وُجدوا، والكثرةُ لا تُقاسُ على الندرة، والكمال دائما لمبدع الكون,, الكامل وحده، ربِّ العالمين!
عبدالرحمن بن محمد السدحان

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved