Monday 6th September, 1999 G No. 9839جريدة الجزيرة الأثنين 26 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9839


من الإسكندرية إلى شرم الشيخ
توقيع الاتفاق الفلسطيني- الإسرائيلي
نصف انتصار ونصف أمل,, والمسار السوري ينتظر

* القاهرة- مكتب الجزيرة- د, محمد شومان
فيما يشبه الاحتفالية وقّع الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي على المذكرة التنفيذية لاتفاق واي ريفر، حضر التوقيع الملك عبدالله بن الحسين ملك الاردن، ووزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت، والمبعوث الاوربي للسلام في المنطقة ميجيل موراتينوس، ودنيس روس المسنق الامريكي لعملية السلام.
ورغم تعثر توقيع الاتفاق وبعد تأخير يومين فان كل الاطراف حرصت على اضفاء نوع من البهجة والامل على وقائع التوقيع الذي تابعته باهتمام بالغ وسائل الاعلام العربية والاجنبية.
مصر من جانبها بذلت جهوداً مضنية للتوصل الى الاتفاق والتوقيع عليه لاستئناف مسيرة السلام ومع ذلك فثمة شعور بعدم الراحة نتيجة تعثر التوصل الى الاتفاق والتوقيع عليه يوم الخميس الماضي، وكون التوقيع على الاتفاق قد تأخر لحين وصول مادلين اولبرايت الامر الذي دفع بالمراقبين للقول بان واشنطن حرصت ان يكون الاتفاق من خلال جهودها، وعبر وساطة امريكية مباشرة، على ان الصورة والاعلام والرموز هي البطل في توقيع المذكرة التنفيذية لاتفاق واي ريفر، فالتفاصيل الخاصة بتطبيق بنود الاتفاق ربما لا تعني الشيء الكثير في ظل السلوك الاسرائيلي وغياب الثقة والمصداقية في مدى التزام الجانب الاسرائيلي، سواء كانت القيادة لنتنياهو الليكودي او باراك.
واذا كان حصول الفلسطينيين على ضمانات امريكية لحق اعلان دولة فلسطينية فان الموافقة على الطلب الاسرائيلي بشأن الافراج على المعتقلين وربط المدة الزمنية للانسحاب الثالث بالمدة الزمنية لاطار الحل النهائي ستثير مشاكل داخلية في داخل الدولة الفلسطينية فملف الاسرى الفلسطينيين معقد وثري بالرموز والدلالات، من هنا فان مكاسب الطرف الفلسطيني تبدو صعبة او غير مريحة، او بعبارة مراسل فرنسي حضر مراسم التوقيع هي مكاسب من لا يملك شيئاً !!
على اي حال يبقى لعرفات انه نجح، في احراز تحرك ما، ونجح وهذا هو الاهم، في استئناف عملية السلام، والحصول على وعد مراوغ بالدولة، كذلك فان باراك كسب توقيع اول اتفاق بعد انتخابه في مايو الماضي، وهو توقيع لمسئول اسرائيلي كانت صورته في العالم العربي تشير الى انه اكثر تساهلا، لكن وفي الاختبار الاول اكد العكس، واكد انه اكثر تصلبا من كل التوقعات، فقد فرض تعديل اتفاق واي وتعديلات مهمة في مواعيد تنفيذه.
وتبقى اخيرا دلالات ورموز احتفالية التوقيع او ما يوصف بالزفة الاعلامية، ثم هل تنتهي الاحتفالية باجراءات حاسمة للتنفيذ,, أم ستثار مشاكل وتحتاج مذكرة الاتفاق لمذكرة اخرى واتفاق جديد، ومواعيد جديدة اكثر صعوبة.
نأمل في جدية والتزام الطرف الاسرائيلي، ونأمل في تحريك قطار المفاوضات على المسار السوري والمسار اللبناني، فبعيداً عن اضواء الاعلام والفضائيات وعشرات المراسلين هناك توتر وتصعيد قتالي في جنوب لبنان وهناك اراضي عربية في الجولان ماتزال محتلة ولا يمكن احلال السلام بدون استكمال المفاوضات على بقية المسارات, واذا كان باراك قد اعلن في غير مناسبه استعداده للتفاوض مع سوريا فان المنتظر ان يبادر بتنفيذ هذا الوعد عمليا، لكن السلوك التفاوضي لباراك منذ توليه الحكم في اسرائيل وحتى اليوم يشير الى انه لا يريد البدء من حيث انتهى نتنياهو او من حيث انتهى رابين، وبالتالي يمكن القول بأن تشدد باراك واصراره على تعديل اتفاق واي ريفير هو نهج سيتكرر مع السوريين، بعبارة اخرى ربما كانت مفاوضات الاتفاق التنفيذي لواي ريفير بروفة لسلوك باراك المتوقع مع السوريين، كذلك فان تشدده كان رسالة على دمشق وبيروت قراءة محتواها بعناية وحرص.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved