Monday 6th September, 1999 G No. 9839جريدة الجزيرة الأثنين 26 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9839


مرشح انتخابات الرئاسة اليمنية نجيب قحطان الشعبي لـ (الجزيرة)
ترشيحي ليس دورا تمثيليا,, فأنا مرشح جاد ولي برنامجي الخاص

نجيب قحطان الشعبي عضو مجلس النواب اليمني الذي رشح نفسه في مواجهة الرئيس علي عبدالله صالح، رغم انه عضو في الحزب الذي يرأسه الرئيس إلا انه يصر على ان مقارعة الرئيس في انتخابات الرئاسة حق دستوري وانه لن يكون جزءا مكملا في العملية الانتخابية فلديه برنامجه الانتخابي وله ايضا طموحاته السياسية، وهو في النهاية ليس بعيدا عن الرئاسة فوالده كان اول رئيس لجمهورية اليمن الجنوبية قحطان الشعبي الي ان انقلب عليه الاشتراكيون فسجنوه حتى توفي في السجن.
نجيب قحطان الشعبي مستمر في خوض معركة انتخابات الرئاسة رغم قلة امكانياته المادية في مواجهة الرئيس الذي يسنده حزب كبير، وانصار اكثر ماذا يقول نجيب الشعبي وكيف يفكر (الجزيرة) من خلال مراسلها في صنعاء عبدالمنعم الجابري التقت مرشح الرئاسة اليمنية وكانت بداية الحوار:
* بداية نود لو تحدثنا عن رؤيتك للانتخابات الرئاسية التي تجرى في اليمن لاول مرة؟
- هذه الانتخابات تأتي كاستحقاق دستوري اولا,, وهي تمثل قفزة كبيرة على طريق تعزيز الديمقراطية بعد ان شهدت اليمن عمليتين انتخابيتين على صعيد المجلس النيابي منذ قيام الوحدة في عام 1990م,, واجراء الانتخابات الرئاسية خطوة مهمة لترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة بأن يتم اختيار رئيس الدولة مباشرة من قبل الشعب.
حق دستوري
* ما هو المعيار الذي على اساسه اتخذت قرار ترشيح نفسك في هذه الانتخابات؟
- لقد مارست حقي الدستوري عندما وجدت ان الشروط الدستورية المطلوبة لمرشح الرئاسة متوفرة لديّ فاتخذت قرار ترشيح نفسي، خصوصا عندما وجدت ان قائمة المتقدمين لترشيح انفسهم وعددهم 30 شخصا لم يكن بينهم اي اسم معروف سياسيا ناهيك عن اني وجدت ان بعض الاسماء السياسية المعروفة من ابناء المحافظات الجنوبية قد عرض عليهم ترشيح انفسهم وذلك من قبل القيادات السياسية والحزبية لكنهم جميعا احجموا عن ذلك وقدم كل منهم عذرا قد لا يكون مقبولا حينها قررت ترشيح نفسي، خصوصا ان لدي مبادىء وافكارا واهدافا اود لها ان تنتشر بين الشعب وافضل طريقة لذلك هي ان ارشح نفسي,, هذا الى جانب ان الكثير من الزملاء في مجلس النواب ومن خارجه كانوا يلحون علي في هذا الجانب فأعطاني ذلك دفعة حماسية اضافية للترشيح.
ترشحت كمستقل
* المنافسة في انتخابات الرئاسية طبعا اصبحت محصورة بين شخصين كلاهما ينتمي الى المؤتمر الشعبي العام,, ما هو تفسيرك لذلك؟
- الدستور يشترط حصول من يرشح نفسه للانتخابات الرئاسة على تزكية 10 بالمائة من اعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 301 عضو وبالتالي لم يحصل على هذه التزكية سوى الرئيس صالح وانا وهذا هو ما يفسر انحصار المنافسة ين شخصين,, اما كوننا الاثنين ننتمي الى المؤتمر الشعبي العام حيث الاخ الرئيس هو رئيس المؤتمر وانا عضو في قيادته المركزية، فذلك لا يعني ان المنافسة انحصرت بين شخصين ينتميان الى نفس التنظيم,, فالاخ الرئيس هو مرشح المؤتمر، بينما انا ترشحت كمستقل ولدي برنامجي الانتخابي الذي يختلف عن برنامج مرشح المؤتمر,, وليس هناك في النظام الداخلي او لائحة شروط العضوية للمؤتمر الشعبي العام ما يمنع اعضاءه من الترشيح كمستقلين امام المرشحين الرسميين للتنظيم.
لعبة سياسية
*بعض احزاب المعارضة تقول ان المسألة لا تعدو اكثر من مجرد لعبة سياسية من جانب المؤتمر الشعبي,, ما هو تعليقك؟
- بالعكس فتلك المعارضة منذ رفض مجلس النواب تزكية مرشحها وهي تبكي وتتباكى على عدم حصول ذلك المرشح على العدد المطلوب من الاصوات للتزكية,, ومازالت تتهم السلطة بانها تقف وراء عدم تزكية اعضاء مجلس النواب لمرشح المعارضة,, وبالتالي فإن من يطلب من خصمه تزكيته إنما هو الذي يسعى لجعل الانتخابات ديكورية او عبارة عن مسرحية، فالسلطة لن تزكي مرشح المعارضة الا اذا جعلت منه انسانا يؤدي دورا تمثيليا في الانتخابات في مقابل تزكيته ومنح حزبه بعض الامتيازات لاحقا، وقد قبلت احزاب المعارضة تلك القيام بذلك الدور التمثيلي، لكن السلطة كانت اذكى,, فعندما قدموا طلب الترشيح فإنهم بذلك اعترفوا بشرعية مجلس النواب، وبعد ذلك رفضت السلطة تزكية مرشحهم.
مرشح المعارضة
* في اعتقادك لو ان احزاب مجلس التنسيق للمعارضة دفعت بمرشح آخر غير علي صالح عباد,, هل كان سيحصل على التزكية؟
- ربما كان ذلك خاصة اذا كان ذلك المرشح من خارج الحزب الاشتراكي ,,.
*يقال ان المنافسة بينك وبين الرئيس علي عبدالله صالح غير متكافئة,, ما هو تعليقك؟ وكيف تنظر الى الفارق بينكما بالنسبة للامكانيات؟
-يقال ذلك بالنظر الى ان الرئيس صالح يحكم منذ 21 عاما، استطاع خلالها تحقيق انجازات اهمها الوحدة اليمنية، ويقال ذلك بالنظر الى انني مرشح مستقل لا املك ثروة او امكانات حزبية ولا يدعمني تنظيم سياسي حاكم,, اما الفارق في الامكانات المادية ايضا هو كبير، ويكفي ان الرئيس يقف الى جانبه المؤتمر الشعبي العام - التنظيم الحاكم، والتجمع اليمني للاصلاح ثاني الاحزاب اليمنية من حيث حجم اعضائه وعدد نوابه في البرلمان 64 نائبا كما ان الرئيس قد تلقى خلال ايام قليلة تبرعات مالية تزيد عن 150 مليون ريال، مقدمة من الشركات ورجال الاعمال والتجار، بينما كل ما املكه انا هو مبلغ 25 مليون ريال المقرر من جانب مجلس النواب لتغطية تكاليف الحملة الانتخابية حسبما ينص القانون،, وهذا المبلغ لايغطي سوى جزء يسير من التكاليف الفعلية، ولا اعلم كيف ساغطي بقية تكاليف الحملة,, ولذلك اضطررت اخيرا الى فتح حساب لتلقي التبرعات في نفس البنك الذي فتح الرئيس صالح فيه حسابه وطبعا لا اتوقع ان اتلقى مبالغ كبيرة لكنني سأكون في غاية السعادة عندما اجد من يتبرع لي ولو بمائة ريال,, فهذا سيكون له عندي معنى كبير جدا.
واود الاشارة هنا الى ان هيئة رئاسة مجلس النواب رفضت زيادة مبلغ الدعم رغم مطالبة اعضاء رئاسة اعضاء المجلس ووقوفهم الى جانبي في هذا الجانب,, وهذا امر مؤسف يلحق ضررا بالغا بحملتي الانتخابية، بل وانهم بذلك قد ابعدوني عن المنافسة الحقيقية,, ومع ذلك لن انسحب حرصا على ترسيخ مبدأ ان ياتي رئيس الدولة الى موقعه بارادة الشعب مباشرة.
لا أثر يذكر
* احزاب مجلس التنسيق اعلنت مقاطعة الانتخابات,, ما هو الأثر الذي يمكن ان يتركه هذا القرار على العملية الانتخابية من مختلف جوانبها؟
لن تترك تلك المقاطعة أي أثر يذكر,, فأولا القاعدة الجماهيرية لتلك الأحزاب محدودة، وثانيا هذه القاعدة لن تلتزم بقرار المقاطعة كون الاحزاب لم ترجع اليها عند اتخاذها للقرار هذا.
دوافع شخصية
* البعض يرى انه كان الأحرى بهذه الأحزاب ان تقف الى جانبك وان تعلن مساندتها لك بدلا من المقاطعة,, ما هو قولك؟ وهل يمكن لهذا القرار ان يؤثر عليك من حيث عدد أصوات الناخبين؟
ذلك صحيح لو كان هناك بعد سياسي لدى قيادات تلك الأحزاب,, والواقع ان بعض تلك القيادات طرحت مسألة دعمي في الانتخابات واعتباري مرشحا لاحزاب المعارضة، لكن أغلبية القيادات رفضت ذلك,, وغالبا بدوافع شخصية وخاصة قيادات الحزب الاشتراكي,, التي لم تطق أن يرفض مرشحها من جانب مجلس النواب، بينما يفوز نجيب قحطان الشعبي بالثقة، وكأنني انا الذي اجرم في حقهم وليسوا هم الذين تمردوا على والدي رحمه الله، وعندما استقال في يونيو 1969م من رئاسة الجمهورية حبسوه في معتقل انفرادي دون محاكمة او تهمة، حتى اعلنوا عن وفاته في عام 1981م ثم انهم قتلوا خالي فيصل عبداللطيف مؤسس حركة القوميين العرب في اليمن، ورائد ثورة 14 اكتوبر، قتلوه في زنزانة بمعتقل فتح بعدن في عام 1970 واضطهدونا أنا واشقائي ووالدتنا رحمها الله، حتى اننا اضطررنا الى الفرار من اليمن الجنوبي بدءا من عام 1976م واحدا تلو الآخر,, وما فعلوه بنا كان جرائم كبيرة فهل هناك أكثر من القتل والحبس حتى الموت؟ ومع ذلك فان هؤلاء الناس يتصرفون وكأننا نحن المجرمين وهم الأبرياء,, وعموما نحمد الله فقد رأينا نحن وبقية ابناء الشعب اليمني في جنوب الوطن ممن لاقوا الويلات على يد قادة الحكم الشيوعي، راينا نهاية ذلك النظام وراينا كيف ان قادته اخذوا في تصفية بعضهم البعض قبل ان يخرجوا من السلطة الى الشارع والى الأبد.
وهذه عاقبة الظالمين والمكذبين بدين الله,, ومن المضحك ان نجد اليوم بعض قادة الاشتراكي وهم يعلنون بعد ان رفض ممثلو الشعب تركية مرشحهم في مجلس النواب بانهم يحملون برنامجا لانقاذ اليمن، وكأن الشعب قد فقد ذاكرته او نسي ما كانوا يقترفونه من قتل وسحل وانتهاك الاعراض ومصادرة الممتلكات الخاصة والتنكيل بكل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله.
* بكل صراحة هل انت مقتنع فقرار مجلس النواب عدم تزكية مرشح المعارضة علي صالح عباد؟
نعم مقتنع تماما,, فأنا عضو في مجلس النواب وأعلم بأن الأعضاء قد صوتوا وفقا لقناعة كل منهم، واجراءات التصويت ايضا كانت سليمة دستوريا وقانونيا وبنسبة 100 بالمائة وليس هناك اي مجال او مدخل للتشكيك في ذلك.
ولكن للأسف ما زالت تصريحات مقبل وبقية رفاته وصحفهم تستنكر حجب التزكية عنه, ويعتبرون الانتخابات غير تنافسية لانه لا يوجد فيها مقبل,, ثم انهم قاطعوا الانتخابات لان ممثلي الشعب لم يمنحوا لمقبل اصواتهم، اي ان قادة تلك المعارضة يريدون ديمقراطية مفصلة على مقاسهم, فإما ان يحصلونا على ما يريدونه وإلا فانهم يقاطعون العملية الديمقراطية,وبالطبع وكما هو حاصل فانه منذ يوم التزكية وهم يأخذون في شتمي والهجوم البذيء على شخصي وكأنني انا وحدي مجلس النواب الذي رفض تزكية مرشحهم.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved