Monday 6th September, 1999 G No. 9839جريدة الجزيرة الأثنين 26 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9839


ستعيش على حسنات من شجعوها على الانفصال
تساؤلات حول قدرة تيمور الشرقية في أن تصبح دولة جديدة

* سيدني/ سيد استبوري/ د, ب, أ
بعد شهرين من الان قد يستطيع مواطنو تيمور الشرقية تحية علمهم الخاص وإنشاد نشيدهم الوطني الخاص وبسط السجاجيد الحمراء أمام الشخصيات الاجنبية التي تستعد للترحيب بميلاد أحدث دولة في العالم بإطلاق الوعود بتوفير الاموال لها والتعاطف معها.
أو قد يكون الامر مشابها لما حدث في عام 1974 عندما أنهى البرتغاليون على عجل استعمارهم الذي دام ثلاثمائة عام لهذه البلاد ورحلوا تاركين لهؤلاء الذين يعيشون على النصف الشرقي لجزيرة تيمور فرصة حكم أنفسهم، وهو ما أخفقوا فيه.
ففي عام 1974 أمسك مواطنو تيمور الشرقية، فور انسحاب البرتغاليين، بخناق بعضهم البعض، ولم يتمكنوا من الاتفاق على ما إذا كان يتعين عليهم الاستقلال أم لا، ناهيك عن اتفاق حول تصميم علم للبلاد وصياغة نشيد وطني.
وقد انهارت محاولتهم للاستقلال وتحولت إلى حرب أهلية,ولذلك فإنه من الصعب إدراك ما إذا كان داعية الاستقلال خانانا جوسماو المحتجز حاليا قيد الاقامة الجبرية في منزله بجاكارتا مدركا بصورة واقعية لما يحمله المستقبل لتيمور الشرقية في حالة إذا ما قرر الناخبون في الاستفتاء الذي سيجري خلال هذا الاسبوع القبول بالعرض الاندونيسي بمغادرة بلادهم وتركهم لادارة شئونهم الخاصة بأنفسهم.
ويعترف خانانا قائلا إننا سنبدأ من لاشيء أي من نقطة ما تحت الصفر ونحن نعرف ذلك .
غير أن المعتقل النشيط الذي ظل يناضل على مدى ستة عشر عاما قبل اعتقاله، أشار إلى أن هناكالكثير جداً من الدول الاصغر منا والافقر منا، ولكنها تستطيع الحياة والبقاء .
وتعيش تيمور الشرقية في فقر مدقع حيث لا تزيد مستويات الدخل فيها عن ثلث متوسط الدخل في إندونيسيا.
وتعد مستويات الامية بها الاسوأ في الارخبيل، كما أن معدلات الوفيات بين الاطفال تعتبر من أكبر المعدلات في العالم.
ولولا الاعانات التي تحصل عليها من جاكارتا والتي تشكل تسعين بالمائة من إجمالي الانفاق لاصبحت إقليما مفلسا.
وسوف يعني الاستقلال حتما أن تتحمل حكومات أخرى مهمة دعم حكومة ديلي.
ويعترف خوزيه راموس- هورتا الحائز على جائزة نوبل وزغيم حركة المقاومة الذي يعيش في منفى اختياري، بما هو أكثر من ذلك حيث يقول إن تيمور الشرقية المستقلة ستعتمد على أستراليا ونيوزيلندا في الحصول على المساعدات الاقتصادية والمعونة الفنية والتعليم والتجارة والاستثمار والسياحة وحتى الامن .
وسوف تكون هناك بعض الموارد الطبيعية لهذه الدولة الوليدة حيث يقول أستاذ الاقتصاد بجامعة فيكتوريا ديفيد راي، إن البن وخشب الصندل والصيد قد يكون لها دور هام في جلب الاموال الخارجية غير أنه لا توجد أي ثروات يمكن استغلالها على الفور في تيمور الشرقية باستثناء نصيبها من البترول والغاز في بحر تيمور الذي يفصل بين إندونيسيا وأستراليا.
وقد أثارت حكومة جاكارتا جلبة مشجعة بشأن استعدادها للتفاوض مجددا بشأن اتفاقية تيمور جاب لعام 1989م والتي تقسم المنطقة إلى ثلاثة أقاليم تدير إندونيسيا أحدها وتدير استراليا الاقليم الاخر وتتولى إدارة مشتركة إدارة الاقليم الثالث الذي يضم الاكتشافات البترولية الكبيرة.
ويمكن للحكومة الجديدة في ديلي أن تتوقع الحصول على ملايين قليلة من الدولارات سنويا من هذا المورد.
وتطفو السياحة على السطح كأحد الموارد الجالبة للمال.
غير أن تيمور الشرقية بعيدة عن كل مكان في العالم.
ويشتهر نصف الجزيرة بالجمال غير أن النصف الاخر الذي يشكل جزءا من إقليم نوساتينجارا الشرقي الاندونيسي لم يستطع بعد جلب الكثير من أموال السياحة بالرغم من بدء هذه الصناعة هناك منذ خمسين عاما.
ويتحدث راي عن إحساس إيجابي يرجع إلى مشاعر التعاطف الغربية والشعور بالذنب إزاء المعاناة التي تكبدتها تيمور الشرقية على مدى الربع الاخير من هذا القرن.
ويقول راي ان المحسنين في الغرب سيقومون بدفع أسعار تفضيلية لمحصول البن في تيمور الشرقية كما سيقومون بالضغط على حكوماتهم للتصدق بمساعدات.
وقد يكون راي مصيبا في ذلك.
فقد وعدت البرتغال الغنية بالفعل بدعم أي إدارة في ديلي ماديا خلال سنواتها القليلة الاولى وأن تضع اقتصاد الدولة الجديدة على خطى الاتحاد الاوروبي وذلك من خلال السماح بأن تكون عملتها الاسكودو عملة وطنية انتقالية خلال الاعوام الاولى لهذه الدولة.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved