* دمشق - عصام حمزة - رويترز:
أكدت سوريا مع مجيء وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت الى دمشق ان واشنطن يجب ان تلعب دوراً أكثر فاعلية للمساعدة في استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل من النقطة التي توقفت عندها عام 1996م,وقال مسؤول سوري رفيع ان الولايات المتحدة بصفتها الراعي الاساسي لعملية السلام والدولة التي قدمت ضمانات مكتوبة للاطراف باقامة سلام عادل وشامل على اساس قرارات الامم المتحدة ومبدأ الارض مقابل السلام عليها مسؤوليات كبيرة تجاه المسيرة السلمية والتعهدات والالتزامات التي قدمت تحت رعايتها ومشاركتها الكاملة.
وأكد المسؤول على ضرورة قيام الولايات المتحدة باقناع الحكومة الاسرائيلية استئناف مفاوضات السلام من النقطة التي توقفت عندها,وزارت اولبرايت دمشق في إطار جولتها في المنطقة لاجراء محادثات مع الرئيس السوري حافظ الاسد حول سبل استئناف مفاوضات السلام على المسار السوري الاسرائيلي, وكانت محادثات السلام السورية الاسرائيلية عانت من التوقف التام خلال فترة حكم رئيس الوزراء الاسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو الذي هزمه رئيس الوزراء الحالي ايهود باراك في الانتخابات التي جرت في شهر مايو/ ايار الماضي.
وتقول سوريا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين تعهد خلال المحادثات مع سوريا بالانسحاب الكامل من هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل من سوريا في حرب يونيو/ حزيران عام 1967 وان هذا التعهد مودع لدى الادارة الامريكية بصفتها راعية عملية السلام,إلا ان باراك الذي لاقى انتخابه ترحيبا سوريا نادرا نظرا لتصريحاته الاولية التي قال فيها انه سيقيم السلام مع سوريا قال ان المحادثات يجب ان تستأنف دون شروط.
وقال مسؤول: ان سوريا تدعو لاستئناف المفاوضات وليس لاجراء مفاوضات جديدة وان استئناف المفاوضات يعني الاستمرار بالمحادثات من النقطة التي توقفت عندها وهذا لا يعد شرطا مسبقا وانما مسألة منطقية يجب الا يكون عليها خلاف.
وتؤكد سوريا ان الانسحاب الاسرائيلي يجب ان يكون حتى خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وهي الخطوط التي كانت قائمة قبل حرب الايام الستة وان هذه المسألة ليست خاضعة للنقاش او التفاوض تحت اي ظرف وان سوريا لن تهرول من اجل تحقيق اي اتفاق.
وتقول مصادر دبلوماسية ان سوريا ستصر على الوضوح في اي اتفاق يتم التوصل إليه وعدم ترك الامور عالقة مشيرة إلى التجربة التي تخوضها السلطة الفلسطينية مع اسرائيل حيث تضطر هذه السلطة في كل مرة يتم التوصل فيها إلى اتفاق لاجراء محادثات من اجل تنفيذ هذا الاتفاق كما يحدث الان فيما يتعلق باتفاق واي ريفر.
وتقول مصادر دبلوماسية ان سوريا ستسعى خلال زيارة اولبرايت الى تحسين العلاقات مع واشنطن التي تضع اسم سوريا في قائمة الدول التي تدعي انها تساند الارهاب بسبب ايواء دمشق للتنظيمات الفلسطينية التي تعارض اتفاقية السلام الفلسطينية الاسرائيلية.
وتتهم دمشق عناصر داخل الادارة الامريكية منحازة لاسرائيل بالاصرار على زج اسم سوريا في هذه القائمة وتقول ان هذه التنظيمات تعمل من اجل تحرير اراضيها المحتلة وهي تنظيمات اعلامية, وتقول ان عدم تحسين العلاقات الامريكية السورية يتعارض مع مصلحة الولايات المتحدة التي يجب ان تحافظ على علاقات جيدة مع كافة دول المنطقة بما في ذلك سوريا,وكانت مصادر فلسطينية قالت ان سوريا نصحت التنظيمات الموجودة في دمشق بالتركيز على العمل السياسي خلال الفترة القادمة وتلا ذلك اجتماعات مصالحة بين تنظيمين فلسطينيين بارزين والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.