Monday 6th September, 1999 G No. 9839جريدة الجزيرة الأثنين 26 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9839


الأحزاب تواجه نواز شريف بالإضرابات
ارتفاع درجة الحرارة السياسية في باكستان مع نهاية الصيف

* اسلام اباد- انور منصوري- د,ب,أ
يشرف صيف باكستان الساخن الطويل على الانتهاء، غير ان حرارته مازالت تحيط برئيس الوزراء نواز شريف مع تعرض البلاد لموسم من الاحتجاجات المعارضة لسياساته.
وافتتح ستة عشر حزبا سياسيا معارضا موسم الاستياء بتنظيم اجتماع حاشد في لاهور، مسقط رأس شريف، يوم الاربعاء للمطالبة باستقالته بدعوى انه فشل في تحقيق اماني الشعب في كافة الجبهات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية.
وخططت النقابات العمالية التي ساعدت شريف على الفوز بأغلبية ساحقة في الانتخابات العامة التي جرت في عام 1997، للقيام باضراب عام في جميع انحاء البلاد يوم السبت احتجاجا على ضريبة المبيعات العامة التي فرضها شريف رئيس الوزراء ورجل الاعمال.
وأيدت جميع الاحزاب المعارضة هذا الاضراب.
وبعد يومين من الاضراب يعتزم حزب جماعة اسلامي، اكثر الاحزاب الدينية تنظيما في باكستان، رفع شعار فليذهب نواز شريف في شوارع باكستان.
وقد سخر مؤيدو شريف من هذا التصعيد المتزايد للاحتجاجات واصفين اياه بأنه ضجيج من جانب سياسيين منبوذين وساخطين, غير انه يبدو ان الحكومة تعيش حالة ذعر حيث اعلنت ان المضربين قد يتعرضون للسجن لمدة سبع سنوات بموجب قوانين مكافحة الارهاب.
وعقدت الحكومة اجتماعا خاصا يوم الاربعاء للنظر في كيفية منع اضراب النقابات, وقالت تقارير صحفية ان الحكومة ستلجأ الى اسلوب الجزرة والعصا الترغيب والترهيب في تعاملها مع المعارضين السياسيين.
وكانت الشرطة قد القت القبض الاسبوع الماضي على ما يزيد على خمسمائة من عناصر حزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو، وحركة متحدة قوامي العرقية التي يتزعمها ألطاف حسين، وذلك لافشال مظاهرات احتجاج مناوئة للحكومة في اقليم السند الجنوبي.
ويذكر ان الحزبين يتمتعان باغلبية في برلمان الاقليم الا ان شريف هو الذي يتولى ادارة الاقليم من خلال احد مستشاريه.
ورغم فشل شريف في انعاش اقتصاد البلاد وتخلي حلفائه البرلمانيين عنه الا انه استطاع ان يمتلك ناصية الامور من خلال سيطرة اخيه شاهباز شريف على اقليم البنجاب الذي يعتبر معقل وحصن السلطة في باكستان ومن خلال تأييد اصحاب المصالح في البلاد له.
وللحقيقة، فان شعبية شريف كانت قد انطلقت الى عنان السماء بعد تحديه للدول المانحة للمساعدات واصداره اوامر باجراء تجارب نووية في عام 1998 في اطار السباق الدائر بين باكستان وخصمها اللدود الهند, وقد وصل الامر آنذاك الى حد قبول الشعب بالمصاعب الاقتصادية التي نجمت عن العقوبات التي فرضت على الدولة المثقلة بالديون.
ووصل الامر كذلك الى انه افلت ايضا من عواقب توجهاته السلمية، التي لا تحظى بالتأييد الشعبي، والتي تبناها في سياسته مع الهند في بداية هذا العام, غير ان حظه السياسي تخلى عنه بعد ان اصدر اوامره بالتراجع عسكريا امام الهند في النزاع الذي نشب بين البلدين في ولاية كشمير في تموز يوليو الماضي.
واستغل معارضوه احساس المهانة الوطنية والاستياء الشعبي نتيجة زيادة معدلات البطالة والجريمة والاسعار في البلاد، لشن حملات منفردة ومشتركة للاطاحة به.
غير ان المحللين السياسيين يتوقعون ان يصمد شريف في وجه معارضيه, وكان شريف قد اعلن صراحة في فترة ولايته الاولى في عام 1991 ان المواجهة تنعشه وتحييه.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved