عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كثرت الكتابة مؤخراً عن الزواج والعراقيل امام الزواج وكيفية اختيار الزوج او الزوجة ومن خلال تلك الكتابات يسرني ان اشارك بعدد من الملاحظات حول تلك المواضيع.
الملاحظة الاولى: وهي موجهة الى دعاة تخفيض المهور فالكل ينادي ويطالب بتخفيض مهور الفتيات وانها سبب عزوف الشباب عن الزواج وكأن المهر قد فرضته الفتاة بنفسها وليس حقاً من حقوقها المشروعة, انا لا انكر أن هناك بعض العائلات التي تشترط مهوراً خيالية لبناتها وانا لا اؤيد ذلك وقد يتسببون في حرمان فتياتهم من الزواج بسبب المهور المرتفعة, ولكنني اتساءل انتم تطالبون بتخفيض مهر الفتاة مقابل ماذا؟ هل تضمنون لهذه الفتاة التي خفض مهرها زوجاً مستقيماً صالحاً قادراً على تحمّل المسؤولية؟ لا اعتقد ذلك, فلو بحثنا عن الشاب الذي تتوفر فيه صفات الزوج الناجح فلن نجد الا القليل, ان ما دعاني لكتابة هذه الملاحظة هو ما نقرؤه في بعض الصحف من قيام بعض الآباء بتزويج بناتهم مقابل ريال او عشرة ريالات او خمسين ريالاًومفاخرتهم بذلك أليس في ذلك ظلم للفتاة؟ فلو حدث الطلاق ماالفائدة التي تكون الفتاة قد حصلت عليها من هذا الزواج؟ لا شيء فقد ذهب المهر والزوج وبقي لها لفظ مطلقة, فقبل ان تطالبوا بتخفيض المهور ادعوا الآباء الى الالتفات الى ابنائهم وتعويدهم على تحمّل المسؤولية منذ الصغر وتربيتهم التربية الدينية الصحيحة وان يكون قدوتهم الشباب الطاهر من ابناء الصحابة والتابعين, وان يراقبوا ابناءهم خارج المنزل واعدادهم ليكونوا آباء صالحين قادرين على تكوين اسرة مترابطة ومتماسكة عند ذلك فانهم يستحقون ان يخفض المهر من اجلهم ولكن ان يكون تخفيض المهور حقاً مشاعاً للجميع سواء كان الشباب صالحا او طالحا فان ذلك ليس عدلاً ولا يرضى به عاقل, انني اخشى ان يأتي يوم ونسمع فيه من يقول تزوج ابنتي وسأعطيك ابنة عمها مجاناً.
الملاحظة الثانية: وهي موجهة الى الرجل الراغب في التعدد، حيث نلاحظ ان اغلب الرجال المعددين يفضلون الفتاة الصغيرة والجميلة فهل جميع الارامل والمطلقات صغيرات في السن وجميلات؟ ماذا عن الفتاة غير الجميلة او الكبيرة او الفتاة التي يوجد بها عيب بسيط الى من نتركهن هل يبقين دون زواج ام يتزوجن من الخارج؟ فلو نظر كل شخص الى نفسه لوجد ان له اختا او ابنة تحمل مثل تلك الصفات فهل يرضى ان تبقى دون زواج؟ أليس هناك من يرغب في الجمع بين خيري الدنيا والآخرة في الدنيا الحصول على زوجة وفي الآخرة سينال الاجر العظيم من الله والمثوبة لقاء زواجه من هذه الفتاة التي فقدت الامل في الزواج لسبب من الاسباب واعادة الفرح الى قلبها وتحقيق حلمها بأن تصبح اماً وزوجة مثل باقي الفتيات, انا اعلم ان الارزاق بيد الله ولكني احببت ان ألفت الانتباه الى مسألة قد تكون غائبة عن البعض رغم اهميتها.
الملاحظة الثالثة: وهي موجهة الى السيدات الارامل والمطلقات حيث نلاحظ ان اغلبهن يفضلن الزواج من رجل ارمل او مطلق ولا يرغبن الزواج ممن معه زوجة، فلو بحثنا هل سنجد لكل مطلقة او ارملة زوجا مطلقا او ارمل ذلك مستحيل بسبب ان عدد المطلقات وحدهن يفوق عدد الارامل والمطلقين فيجب التنازل عن هذه الفكرة والرضا بالزواج ممن لديه زوجة خاصة عندما نعلم ان المرأة عندما تصل الى سن معينة فانها تتوقف عن الانجاب فالافضل لها ان تسارع الى الزواج من اجل الحصول على الذرية وتكوين اسرة سعيدة بغض النظر عن زواج الرجل او عدمه.
وللجزيرة جزيل الشكر والتقدير