Monday 6th September, 1999 G No. 9839جريدة الجزيرة الأثنين 26 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9839


تراخي البنك الزراعي زاد حدة المشكلة
التقصير,, السبب الجوهري في تدني إنتاجنا الزراعي

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله
يتذمر البعض من تدني حجم الانتاج الزراعي والحيواني في قطاعنا الزراعي الى الحد الذي يجعل نتاج المزرعة لا يكاد يفي بسداد قروض البنك الزراعي والتزامات المزرعة الاخرى,, يحدث هذا بالرغم من كل التسهيلات والامكانيات الكثيرة التي وفرتها الدولة الراشدة وجعلتها في متناول المزارعين كل حسب حاله,, ووجهة نظري في هذا الموضوع ان معظم المزارعين الذين نشاهدهم الان هم من غير المزارعين المحترفين ولكنهم ممن اجتذبتهم الطفرة الزراعية التي مرت بنا قبل سنوات بكل مغرياتها وفي مقدمتها الاستثمار الزراعي السريع في انتاج القمح الذي اثرى بسببه كثيرون وتورط بسببه كثيرون ايضا بعد ان اصبح محصولا زراعيا شبه عادي على اثر الضوابط الرسمية التي نظمت عملية الانتاج بحيث تكون في حدود الاحتياج المحلي لإعادة التوازن الى منسوب المياه الجوفية وتوجيه الاهتمام الى مجالات انتاج زراعي اخرى تحتاجها البلاد, هذه النوعية من المزارعين لا يعرفون في الغالب عن مزارعهم شيئا الا من خلال الزيارات القليلة لغرض التفسح والنزهة او من خلال الانفاق على عمالها وآلاتها من رواتبهم او مداخيلهم الخاصة اما القائمون بالعمل الرديء فهم العمالة الوافدة التي لا تفقه في اصول الزراعة شيئا الا ما تتعلمه في مزارعنا كما يتعلم الحلاقون المبتدئون الحلاقة في رؤوسنا ايضا, وحتى اصحاب الخبرة القليلة منهم ماالذي يجعلهم يهتمون بالانتاج اذا كان اصحاب الاملاك انفسهم لا يهتمون سواء من خلال العمل بأيديهم من خلال الاشراف الجيد بأنفسهم او حتى القيام بالنيابة عن عمالهم بالاتصال بالمهندسين والفنيين الزراعيين والاطباء البيطريين المتوفرين في الوحدات الزراعية واستشارتهم وحثهم على زيارة مزارعهم وتوجيه وارشاد عمالهم شديدي الجهل بالطرق الزراعية الصحيحة وشديدي الجهل بالمبيدات الحشرية التي يستخدمونها.
وهذه الطريقة لو تحققت ستساعد على تحسين مستوى الانتاج وتساعد على تحفيز الفنيين على مزاولة العمل الميداني خاصة وان الفروع الزراعية لديها الان اعداد كافية او كبيرة في بعض الجهات وكلهم من الوطنيين المؤهلين ولكن الاستفادة الجيدة من هذه الطاقات الفنية المتوفرة لاتزال في بعض الجهات دون المستوى المطلوب لسبب يعود الى الفنيين انفسهم او يعود الى المزارعين الذين يميلون الى الاعتماد على خبرتهم الشخصية ويعتقدون بعدم جدوى ما يراه هؤلاء الشباب من المهندسين والفنيين من معرفة بأساليب الزراعة الفعلية استنادا الى دراساتهم التي كان دافع الكثيرين وغايتهم من ورائها الحصول على الشهادة ومن ثم الحصول على عمل مكتبي مريح كما هو حال غيرهم في المرافق الصحية والبلدية على وجه الخصوص، ومع ذلك هم من اكثر الفئات في التذمر والتشكي من اوضاعهم الوظيفية وان الجهات المسئولة لا تعرف لهم قدرهم كما نقرأ بين الفينة والاخرى عن اوضاع المهندسين, لقد صار اغلب الفنيين الزراعيين في السنوات الاخيرة يؤدون مهمتهم المتواضعة من خلال مكاتبهم ويكتفون بتوجيه النصائح والارشادات الزراعية الى العدد القليل ممن يزورونهم من المزارعين، حتى رش المبيدات صار من اختصاص السائقين والعمال في اكثر الاحيان وتقلصت الزيارات الميدانية التي كانت تتم وفق برنامج يومي من قبل الفنيين المتعاقدين سابقا وانعدمت تلك الحقول التجريبية التي كانوا ينشئونها في مواقع مختارة من منطقة عملهم ثم ذهبت بذهابهم, لقد قلّ التواصل الايجابي بين المزارعين والمرشدين الزراعيين منذ ان فقدت الفروع الزراعية بعض ادوارها الهامة في مجالات اخرى كانت تضطلع بها كتأجير المعدات من دركتورات وحراثات وبيع اسمدة باسعار رمزية وتأمين جميع المبيدات والادوية مجانا، هذه الادوية والمبيدات البالغة الاهمية لسلامة المحاصيل الزراعية والانتاج الحيواني قلّت وانعدمت في بعض الفروع وصار يطلب من المزارعين شراؤها من السوق فمنهم من يستطيع ومنهم من لا يستطيع بسبب ارتفاع اسعارها ويتركون محاصيلهم تتلف وحيواناتهم تموت, واخيرا فإن لنظام تملك المعدات البديل لنظام التأجير وغيره من القروض الزراعية الاخرى دورا كبيرا في اغراق بعض المزارعين بالديون التي كان باستطاعتهم الاستغناء عنها او اكثرها لاسيما وان البنك الزراعي قد ساعد بسبب تراخيه في السنوات الاخيرة في استحصال حقوقه اولا بأول على تراكم هذه الديون وفي جعل انتاج اي مزرعة لقمة سائغة لبعض ديونها والتزاماتها الاخرى, هذه من وجهة نظري بعض الاسباب والمعوقات المسئولة عن تدني مستوى الانتاج في قطاعنا الزراعي لا تختص بطرف بعينه ولكنها تشمل كل اطراف العملية الزراعية التي يقوم بها سائر المزارعين من اصحاب الحيازات الزراعية والمتوسطة دون غيرهم, اخذا في الاعتبار انني ما قصدت التعميم في كل ما اشرت اليه ولكن قصدي بعض المزارعين وبعض الفنيين في بعض الجهات الزراعية والا فالفروع الزراعية لا تخلو من الفنيين المخلصين كما لا تخلو مزارعنا في القصيم وغيرها من المزارعين الناجحين في ادارة مزارعهم وتسويق منتجاتهم بانفسهم وفيهم مزارعون اثرياء مما تدره مزارعهم من منتجات زراعية وحيوانية وفيرة وقد استفادوا افضل من غيرهم من الطفرة الزراعية ولم يتأثروا بانحسارها نسأل الله ان يبارك لهم ونسأله لزملائهم مزيدا من الاهتمام بشئون مزارعهم حتى يفيدوا انفسهم ويفيدوا وطنهم, وعلى العموم هي مجرد وجهة نظر في منظومة التوجه السليم الذي تنتهجه صحافتنا لخدمة الصالح العام.
محمد الحزاب الغفيلي
الرس

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved