عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعد العملية التعليمية من اهم جوانب التربية ومن اعقدها نظرا لما تتطلبه من جهود وما يعترضها من صعوبات.
ويظل القائمون في عمل دؤوب مواجهين مستجدات كثيرة تفرضها الطبيعة البشرية التي تسعى العملية التربوية الى دراستها والعمل على توجيهها وتشكيلها.
ويلاقي معظم الاداريين العاملين في الميدان التربوي معوقات عديدة تتطلب منهم جهوداً حثيثة ونظرة ادارية واقعية تتعامل مع مكونات العملية التربوية بدراية وعمق.
ولهذا فقد يفقد بعض المديرين عدداً من المهارات القيادية التي من شأنها ان تساعد على النجاح الاداري ومن ثم نجاح العملية التعليمية بأسرها.
ومن هذه المهارات المفتقدة مهارة ادارة وتنظيم الاجتماعات حيث يفشل البعض في ادارة الاجتماعات وقد يفشل قبلها في عملية تحديد الوقت المناسب للاجتماع وتحديد ما سيناقش في ذلك الاجتماع وبعدها الاخفاق في كتابة محاضر الاجتماعات وترابطها ومتابعتها.
ولهذا فلابد للمدير الناجح ان يطرح اربعة اسئلة قبل كل اجتماع وهي لماذا تفشل الاجتماعات؟ وماذا يجب القيام به قبل الاجتماعات؟ وماذا يجب القيام به خلال الاجتماعات؟ وماذا يجب القيام به بعد الاجتماعات؟ وتحديد هدف الاجتماع ضرورة ملحة بحيث يحدد المدير بوضوح اهداف الاجتماع ويعممها على المشاركين لكي يتهيؤا له مسبقاً,وعلى المدير ايضاً ان يكون واعياً للعوامل التي قد تؤثر سلبا على انتاجية الاجتماع ومنها التأخير الذي قد يحدث من قبل بعض المشاركين وكما يعلم ان ربط بداية الاجتماع باكتمال العدد يعني مكافأة المتأخرين على حساب الآخرين ومن هنا كانت ضرورة بدء الاجتماع في الموعد المحدد له تماماً وعدم قطع الاجتماع من اجل تفسير ما تم مناقشته للمتأخرين.
وادارة النقاش داخل الاجتماع مهارة تحتاج الى تدريب بحيث يمكن ان تؤجل النقاشات غير المجدية الى وقت آخر غير فترة الاجتماع وتحديد نقاط الاختلاف لان الاجتماعات التي تناقش فيها مسائل كثيرة دون الوصول الى قرار موحد عديمة الجدوى, ومن الملاحظ ان كثيراً من الاجتماعات التي تعقد داخل المدارس يمكن ان تؤدي اهدافها دون اضاعة الوقت لجمع المعلمين وتحديد وقت يمكن ان يستفيد منه المعلمون في انجاز اعمال اخرى مهمة.
ونظراً لتجدد العملية التعليمية وتعقد اطرافها فان كثيراً من القرارات والتعليمات تصاحب هذا التجدد مما يجعل العملية التعليمية والقائمين عليها مستعدين دائماً لما يصدر من تعاميم وتعليمات تتواكب مع المستجدات على الساحة التربوية.
ولذلك فقد يلجأ المديرون عادة الى عقد اجتماع لتوضيح المستجدات والتعليمات الحديثة للمعلمين.
ولكن لا يمكن ان يصاحب كل تعميم اجتماع لان كثرة الاجتماعات ونمطيتها تفقدها قيمتها وتحرمها من جدواها.
لابد ان يُشعر المدير المرؤوسين بان الاجتماع لا ينعقد الا اذا كان الامر مهماً وان هدف الاجتماع واضح لهم بحيث يمكن ان يشارك المشاركون بآرائهم فيما يناقش بالاجتماع ويدعوهم ايضاً الى استيعاب نقاط الاجتماع وتفصيلها، لان من الملاحظ ان كثيراً من الاجتماعات التي تعقد يمكن ان يبلغ المعلمون بمضمونها بواسطة التعاميم الداخلية او مناقشتها بدون اقتطاع وقت للاجتماع,وجملة القول ان للادارة مهارات وادارة الاجتماعات من اهمها ويحتاج بعض المديرين الى ترشيد الاجتماعات ومن ثم تفعيلها لان كثرتها افقدتها الجدية وأبعدتها عن الواقعية وحرمت الميدان التربوي من نتائجها.
* إشارة:
لن تتغير سياسة المؤسسة التربوية الا بمشاركة افرادها جميعا.
محمد بن شديد البشري
مشرف تربوي- الرياض