عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من خلال متابعتي لهذه الصفحة قرأت فيها كثيراً من المواضيع التي تتحدث عن احدى المشكلات الاجتماعية الخطيرة والتي قد تحدث لكثيرين كل حسب معاناته او وجهة نظره والمشكلة ليست جديدة ولكن اصبحت احدى الظواهر الاجتماعية الآخذة بالازدياد وهي مشكلة الطلاق.
الحياة الزوجية لماذا نقتلها بالطلاق؟ لماذا الزوج لا ينصف زوجته؟ ولماذا الزوجة لا تنصف زوجها؟ قبل ان نقتلها هل حاولنا بجدية معرفة مكامن الخطأ؟ وهل فكرنا بنتائجه الوخيمة؟ وهل الدافع الى الطلاق اكبر منه؟فقبل ان يطفح الكيل وقبل ان تتأصل الكراهية وتنمو العداوة وتفشل رغبة كل منهما في الآخر,, حتى يتحول اللقاء بينهما الى عملية مؤلمة لكل منهما فيتشاغلان عنها بالمعارك وتدبير المكايد,, ايهما يتخلص من الآخر بأقل الخسائر, فلا مودة ولا رحمة ولا تضحية بأحلام الذات ولو لفلذات الاكباد الذين يدفعون الثمن من حياتهم المستقبلية.
وينعكس ذلك على المجتمع الذي يحوي بيوتا مظلمة موحشة ومرعبة، بيوتا لا تنتج سوى القلق والحيرة وعدم الاطمئنان ولا تنتج الا ابناء وبنات ضائعين وضائعات ضحايا بطش وارهاب وصراع وتدبير مكائد وتلفيق اكاذيب يخرجون الى الدنيا بلا حب ولا حنان تائهين لا يشعرون بأمان او انتماء فقد عاشوا بأكناف العدوانية والقلق,وكما يقول اطباء النفس,, ان وراء كل شاب او شابة من ذوي المرض النفسي بيتا غير مستقر,وبكل اسف ان عدد البيوت المستقرة في تناقص والمشكلات الزوجية لا تعد ولا تحصى، ولا يمكن ان نتهم المرأة وحدها ولا الرجل وحده فكلاهما له نفس القدر وان كان على الرجل المسؤولية الاكبر، فهو القائد ويفترض فيه الحكمة وحسن التصرف وان يكون قادرا على معالجة الامور وتحمل المسؤولية, وليس الهدف من هذا المقال توضيح آثار الطلاق او تحميل احد الزوجين المسؤولية ولكن اود ان ألفت النظر الى ام المشكلات الزوجية وهذه المشكلة قد لا يفطن لها اصحابها فهي مختفية بين النفس والفؤاد, ولو رغبنا ما استطعنا, اننا نتصرف ونصب اعيننا الناس لا يهمنا الخطأ او الصواب فيما نمارس بقدر ما يهمنا كلام الآخرين، حتى لو كانت النفس غير مقتنعة, ولو سألت لماذا فعلت وأنت غير مقتنع؟ قال حتى لا تقول الناس كذا وكذا, فكم فعلنا ونحن لا نريد, وكم حرمنا انفسنا مما نريد والسبب كلام الناس,وعندما نستسلم لهذا المبدأ الهدام وعندما نخشى لومة لائم ونجعله يسيطر على اعماقنا فسوف نظل نعاني من كل تبعاته السيئة ويكون مصيرنا الفشل ونقدم في لحظة يأس على ابغض الحلال عند الله، غير مبالين بالمتاعب التي يولّدها ذلك الاتجاه بعد ان يطفح الكيل وتضيق علينا بيوتنا ولا يستطيع الرجل ان يتحمل والمرأة تفقد مخزونها من الصبر!!
فكم من زواج انتهى بالطلاق والسبب كان كلام الناس, فكم زوجة حمّلت زوجها اكثر من طاقته وكم زوجا تخلى عن زوجته رغم انهم في اغلب الاحيان في غنى عما فعلوا بل انهم لا يودون ما يفعلونه ولكن تنفيذا لتوصية قريب او صديق او تقليدا للغير متجاهلين، ان لكل بيت ولكل انسان ما يحتاجه ويناسبه بخلاف غيره وحسب ظروفه, وكم من فعل فعلناه وواجب اهملناه لكي تقول او ما تقول الناس,انني لا ابرىء نفسي من ذلك محاولا التخلي او التقليل منه واتمنى لو جرب كل زوجين عدم الاهتمام بما يقول الناس, في النهاية ادعو الله بأن يكون ما كتبت محققا لما هدفت وان يضيء شمعة في بيت كادت ان تنطفىء,, والله من وراء القصد.
راضي عقيل الشمري
الرياض