Monday 6th September, 1999 G No. 9839جريدة الجزيرة الأثنين 26 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9839


رحمك الله يا أبا نواف وأسكنك فسيح جناته

خطف الموت فجأة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد آل سعود الرئيس العام لرعاية الشباب، ولقد كان لموته أثر كبير وفاجعة مؤلمة في النفوس، وحزن لفقده الجميع، وبكاه الصغير قبل الكبير، وفقدت المملكة ابنا من أبنائها البررة ووفيا من الرجال الأوفياء,, وشيع جثمانه في جو يسوده الحزن والألم والحسرة، ولا شك أن رحيل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل يرحمه الله، رزية كبيرة على هذه البلاد لا تعوض بثمن وخسارة فادحة ومصاب جلل نظرا لما يتمتع به -غفر الله له- من صفات فريدة:
لعمرك ما الرزية فقد مال
ولا فرس يموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد شهمٍ
يموت لموته خلق كثير
ولقد فقدت الرئاسة العامة لرعاية الشباب رجلا شهما وإنسانا من خيرة الرجال العاملين المخلصين، حيث كرس جهوده في بناء شباب هذه البلاد ورفع مستواها الرياضي، فقد استطاع بتوفيق الله في خلال ثمانية وعشرين عاما أن يقفز بمستوى الرياضة السعودية إلى مصاف الدول المتقدمة، وأن ينجز أعمالا كبيرة وخيرة في مجال الرياضة والشباب، ومن أهم الأعمال التي قام بها: اهتمامه بالشباب فقد أولاهم جل اهتمامه وكان له برنامج يذاع في إذاعة المملكة بعنوان مع الشباب يتحدث فيه عن هموم الشباب ومشاكلهم ويقدم الحلول التي يراها مناسبة لحل مشاكلهم ويوجههم توجيها سليما، كما يدعو من خلال هذا البرنامج أي شاب لديه مشكلة أن يتقدم إليه شخصيا لعرضها عليه كي يسهم في حلها، ولم يقتصر -رحمه الله- على ذلك، بل امتدت يده لكل خير,, فقد كان يساعد الفقراء والمحتاجين والضعفاء، ويتبرع في وجوه الخير، ولعل آخر ما قام به في هذا الخصوص هو قيام سموه -رحمه الله- بزيارة لدار الأيتام بالأردن الشقيق واحتضانه لطفل يتيم وحنوه عليه وتبرعه لتلك الدار بمبلغ سخي جعله الله في ميزان حسناته,,وقد تناقلت ذلك وسائل الإعلام وشاهده الجميع.
ومناقب سموه في هذا الصدد متعددة لا يمكن حصرها في هذه العجالة، ولهذا فقد ترك رحيله في القلوب كمداً وحسرة وحزناً، فالموت حق ولا مفر منه وهو سنة الله في خلقه ولم يخلق أحد ليخلد مهما كانت منزلته، فالبقاء لله وحده (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام), وقوله (إنك ميت وإنهم ميتون) وقوله (يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة), والحياة الدنيا فانية وزائلة وهي دار ممر وليست دار مقر, ولعل في قول الشاعر حكمة إذ يقول:
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
يوما على آلة حدباء محمول
وقول آخر:
ألا كل شيء خلا الله باطل
وكل نعيم لا محالة زائل
وما المال والأهلون إلا ودائع
ولابد يوماً أن ترد الودائع
ولا نملك إلا الرضاء والتسليم والإيمان بقضاء الله وقدره، فكلنا ميتون وعلى الطريق سائرون، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وفي الختام: أتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وإلى أشقاء الفقيد الأمراء محمد وسلطان وسعود وخالد وإلى نجليه نواف وخالد وشقيقاتهما وإلى أسرته وجميع الأسرة المالكة وإلى جميع شباب المملكة، سائلا الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
عويض بن محمد بن هذال الذيابي
وزارة الداخلية

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved