مثلما نهنىء الامير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز بالثقة الملكية الغالية وتعيينه رئيساً عاما لرعاية الشباب فاننا نبارك للوطن اختيار هذا الرجل الرائع والخلوق والطموح بذلاً وتطلعاً وامانة لتكملة ذات المهمة التي تقلدها وابدع في ادائها امير الشباب الراحل فيصل بن فهد يرحمه الله.
شخصياً ادرك يقيناً مقدار هذا التطلع وحجم الحماس من سمو الامير سلطان بن فهد,, لذلك اشعر انه اقرب الناس لنا في هذا الوقت وأشدهم حرصاً على تقبل الرأي الصادق والاستماع باهتمام لوجهات النظر المخلصة أكثر من أي شيء آخر.
سموه ليس غريباً على هذا القطاع ولديه من الخبرة والدراية والاصرار والنجاحات مايكفي لتحقيق أجمل طموحات وآمال ابناء الوطن,, وهذه حقيقة ماثلة تجعلنا منصفين وصادقين في ايضاح ماتمليه علينا واجباتنا المهنية تجاه الوطن وبين يدي المسؤول الأول عن ثقافة وشباب ورياضة بلادنا.
عن هذا القطاع الهام في مجالاته المتعددة وخدماته المتنوعة,, وامام متغيرات العصر السريعة والمتلاحقة وتمشيا مع متطلبات وبرامج وانشطة الوطن الثقافية والشبابية والرياضية ونحن على ابواب الألفية الثالثة,, وتكريساً لدور المملكة القيادي والرائد,, وحفاظاً على مكتسباتنا التي برع في تحقيقها فقيد الأمة فيصل بن فهد,, اود هنا ان انقل لسموه شيئا مما يدور في نفسي والكثيرين معي حول سلامة المنهجية الادارية التي تعمل بموجبها معظم الجهات التابعة للرئاسة من ادارات واتحادات واندية ولجان ومكاتب رئيسيةوفرعية,, وكذلك تأهيل القائمين عليها ومدى استعدادهم لتطوير مداركهم ومسؤولياتهم الوطنية بالغة الاهمية بما يتفق مع الحيوية الشبابية النشطة والرؤى المستقبلية والقدرات المهارية المتصاعدة التي يتمتع بها سمو الامير سلطان بن فهد وبمستوى الايقاع المتحفز لهذا القطاع وماهو مفترض ان يقدمه لفئات جماهيرية واسعة صارت اليوم أكثر عمقاً وامعانا واخرى ابداعية نخبوية نابهة.
هي خطوة اولية ومهمة تقتضيها المرحلة المقبلة,, ونقلة نوعية ضرورية متزامنة مع قدوم جيل آخر وعصر مختلف وامير متطلع لخدمة امته ووطنه بنفس اليد الامينة والرعاية الوفية والمبادىء الخالدة التي رسمها وناضل من أجلها الفقيد الغالي فيصل بن فهد.
الوجه الآخر للقضية!
بعيداً عن قرار لجنة الاحتراف الذي حسم قضية عبيد الدوسري لصالح نادي الوحدة لمبررات لاداعي لذكرها وتكرارها,, اقول بعيداً عن القضية كقضية محصورة بين ناديين وحول لاعب واحد الا انها ساهمت بحكم تداولها بكشف الكثير من الاخطاء والثغرات في لوائح الاحتراف وايضا عدم ملاءمتها لواقع انديتنا وظروفها ومتطلباتها,, اضافة الى انها جسدت بوضوح تام انعدام الانضباطية الادارية داخل الاندية لكونها لاترتكز على ثوابت وقوانين واضحة وصريحة وانما تتم وتتحرك وفق اجتهادات متفاوتة بين النجاح والفشل والخطأ والصواب,,!!
لقد كشفت لنا وللاندية وللجميع مايلي:
اولاً: في مثل هذه القضية وغيرها لابد من وجود مخطئ ومخالف للانظمة المتوفرة حالياً,, فاين العقوبة المماثلة للخطأ الذي دائما مايستنزف الكثير من الجهد والوقت والاجراءات,, الامر الذي يغري المخطئ على تكرار تجاوزاته طالما ليس هناك عقوبة تتصدى له وتمنعه,؟؟!
ثانيا: تأكيد الحاجة الملحة وضرورة العمل بنظام اعارة اللاعب السعودي بموجب مدة زمنية متفق عليها وضوابط تحفظ لكافة الاطراف حقوقهم وتسمح لهم بالاستفادة من هذا النظام بأقل تكلفة وأكثر مرونة من تعقيدات لوائح الاحتراف التي لاتتفق في الكثير من بنودها وتوجهاتها النظرية مع طبيعة تنفيذها عملياً عل ارض الواقع!!
ثالثا: يجب ان تخرج لجنة الاحتراف وتتخلص من (المركزية) في لوائحها وقراراتها وتفسيراتها واجراءاتها حيال كل صغيرة وكبيرة ولسائر الاندية واللاعبين,, وهنا لابد من توزيع صلاحيات التعامل وايضاح الامور واستقبال الاوراق وتصديقها على مكاتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي لديها اندية تطبق نظام الاحتراف,, بحيث توجد في المكتب جهة او على الاقل موظف مسؤول او بمعنى آخر مندوب دائم للجنة الاحتراف,, وفي هذا الاجراء اختصار اسرع والمام اكثر في كافة شئون وهموم وتداعيات الاحتراف للاعبين السعوديين وغير السعوديين.
رابعاً: بالنسبة لقضية عبيد لم يكن التونسي محقاً ومقنعاً في ورقة تجديد عقد اللاعب,, ولا الدهلوي كان مخولاً لاتخاذ قرار الانتقال او بالأحرى الاعارة التي اثبتت رغم موقعه كرئيس ناد انه لايفقه شيئاً بالمرة الى جانب انه لم يكن متحمساً لفهم العملية بدليل انه عزل بقية اعضاء مجلس ادارته عن المفاوضات والتوقيع على اوراق الانتقال,, وبين التونسي والدهلوي وكذلك مواقف ادارية سابقة هنالك اجراءات ادارية يجب التركيز عليها والعمل بموجبها فيما يتعلق بصلاحيات رئيس النادي وتمرير رأيه والأخذ بتوقيعه لكونه الرئيس في الوقت الذي تغيب فيه وتهمش آراء بقية اعضاء المجلس,,وبالذات في القرارات المصيرية المتعلقة بانتقال اللاعبين,, وبالتالي فان نظامية التعامل وصحة القرارات الادارية بين النادي ولجنة الاحتراف وغيرها من الجهات الاخرى كاتحاد الكرة ومكاتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاندية لابد ان تعتمد على رأي مجلس ادارة النادي والمصادقة عليه سواء بالاغلبية او بالاجماع!!
خامساً: في مسألة انتقال اللاعبين لنادي النصر لا احد عاقل ينكر على النصراويين دفاعهم المستميت وتحركاتهم الجادة من اجل كسب هذه الصفقة او تلك لمصلحة ناديهم,, لكن في ذات الوقت لايحق لهم الاساءة للطرف الآخر ومحاربته ومحاولة تشويه صورته لمجرد أنه يسعى بنفس القدر للمحافظة على حقوق ناديه ويمارس دوره ومسؤولياته الادارية دون التنازل والاستسلام لضغوط وملاسنات كائن من يكون,,!
سادسا: الفقرة الخاصة بانتقال اللاعب السعودي المحترف من ناديه الى ناد آخر بموجب اللائحة الأخيرة المعدلة مازالت دون المستوى المطلوب,, بل انها اصبحت وسيلة لاتباع المفاوضات الخفية وغير المضمونة بالنسبة للاعب ولناديه الاصلي,, وماحدث لعبيد تأكيد عملي لما سبق وان اشرنا اليه فور صدور اللائحة المعدلة آنذاك وقلنا وقتها انها مدعاة لارتكاب هذا النوع من التجاوزات,,!!
سابعاً: لمزيد من الاقناع والوضوح والشمولية,, وتحاشيا للاتهامات والشكوك والملابسات المعقدة يجب اعادة صياغة البنود الخاصة بانتقال اللاعبين السعوديين واضافة مضامين وفقرات جديدة للائحة الاحتراف برمتها باسلوب علمي دقيق لايقبل الاعتماد على الاجتهادات والتفسيرات الشخصية مهما بلغت نزاهة وقدرات اللجنة المعنية في شأن حساس كهذا,,!!
غرغرة
* الاختلاف في الرأي لايفسد الود المتبادل بين الاب الامير عبد الرحمن بن سعود وابنه الأمير فيصل بن عبد الرحمن,, ومهما يكن تظل ظاهرة صحية غير معمول بها في اندية أخرى ضاعت وسط زحمة المجاملات والتعاملات السلبية بين الادارة واعضاء الشرف والجماهير عموماً,,!!
* مادامت الاندية تستخدم مبدأ الاعارة مع اللاعب غير السعودي فما المانع من تطبيقه على اللاعب السعودي؟!.
* البت في قضية عبيد الدوسري لم يكن ليستغرق هذا الوقت من الأخذ والرد والمداولات والتوقعات لو كانت اللائحة واضحة وصريحة بل ومفهومة اساسا من لجنة الاحتراف,, وبانتظار المزيد,,!!
* اصرار اللاعب على مقدم العقد بصورة معلنة ثم التراجع عن موقفه واخيراً التنازل عن حقوقه,, من المشاهد الهلالية المألوفة الشبيهة باستقالات الاداريين المضحكة,,!!