توافقا مع مرور مائة عام على انشاء المملكة العربية السعودية، قامت الشؤون الصحية بالحرس الوطني بتوسعة وحدة علاج الاورام النسائية بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني وذلك بتعيين كل من د, دبي سينها احد رواد علاج الاورام النسائية في بريطانيا، ود, هاني السالم الذي انهى تدريبه على علاج الاورام النسائية في كندا حيث قاما معا بوضع الاطر الاساسية لاول برنامج تدريبي للحصول على الزمالة في هذا التخصص الدقيق، وسوف يقوم كلا الطبيبين بنشر سلسلة من المقالات التعليمية بغرض التوعية العامة ومساعدة السيدات المصابات بالاورام النسائية وعائلاتهم وسيتم نشر هذه المقالات تباعا في الصفحة الطبية بمشاركة كل من د, حنان القادري ود, بدرية النوح.
ان ما نحاول ان نفعله في هذه المقالات هو شرح وتوضيح بعض الامور الاساسية المتعلقة بالاورام النسائية خاصة، فعند تشخيص احدى هذه الحالات تجد المريضة وعائلتها انفسهم في حالة خاصة تستدعي فهم العديد من الامور الجديدة عليهم، ومعرفة ما يجري للمريضة من تحاليل وفحوصات وعلى الطبيب ان يشرح للمريضة ماذا عليها ان تتوقع فيما يتعلق بالعلاج والاستجابة لذلك العلاج، حيث إن اكثر شيئين يخيفان المريضة هما الخوف من المجهول والاحساس بعدم القدرة على تحمل شيء لمساعدة نفسها، وهذان الاحساسان معا يأتيان من خلال عدم اعطاء معلومات كافية للمريضة عن مرضها.
ان هذه السلسلة من المقالات تهدف الى تقديم معلومات واضحة للسيدات فيما يتعلق بالاورام النسائية وتتضمن:
* ما المقصود تماما بكلمة السرطان؟
* ما هي الاعراض والدلائل التي يجب الانتباه لها؟
* ماذا يجب على كل سيدة ان تفعل اذا اشتبهت بأي من هذه الاعراض؟
* ما هي وسائل تشخيص هذه الحالات؟
* ما هي وسائل العلاج المتوفرة؟
* من يستطيع مساعدة المريضة وعائلتها؟
* كيفية التعامل مع العوامل المؤثرة على المريضة والمحيطين بها؟
* كيف يمكن ان نخفض احتمال الاصابة بالسرطان باذن الله؟
* كيف يمكن ان نمنع حدوث السرطان عن طريق برامج الكشف الاولي باذن الله؟
* تأثير السرطان على الحياة الزوجية للمريضة.
* التكيف مع المرضى ومعرفة العوامل المساعدة.
معلومات عامة:
ما هو السرطان؟
في داخل انسجة الجسم تنمو الخلايا الطبيعية حيث تنقسم وتتكاثر بشكل منتظم وتستبدل الخلايا الميتة بخلايا جديدة بطريقة يتحكم فيها الجسم البشري بشكل تام بفضل عوامل معينة تساعد على التحكم في هذا التكاثر والانقسام اعطاها الله للجسم البشري.
هذه العملية الاستبدالية للخلايا الميتة بخلايا جديدة حية مشابهة تماما للخلايا السابقة تعتبر في منتهى الاهمية للحفاظ على الجسم البشري.
ما يحدث في حالة الاورام السرطانية ان هذه القدرة على التحكم في معدل النمو والانقسام للخلايا في احد انواع الانسجة في الجسم تفقد، وبالتالي يحدث نوع من الانقسام والتكاثر السريع للخلايا بدون سيطرة او تحكم من قبل الجسم البشري مما ينتج عنه تكون اورام.
هذه الاورام يمكن (بناء على وجود خاصيات معينة) ان تكون اما اوراما حميدة او خبيثة اذا كانت هذه الاورام من النوع الخبيث، فانها تبدأ في الانتشار في الاعضاء القريبة منها ثم تنتشر في الاعضاء البعيدة عن طريق الدم او الاوعية الليمفاوية.
* الأورام النسائية الخبيثة:
هذه الاورام تتكون في اعضاء الجهاز التناسلي للمرأة والتي تشمل: الرحم، والمبيضين، الانابيب الموصلة بين الرحم والمبيضين، عنق الرحم، المهبل والعجان.
وهناك نوع خاص من الاورام تتكون في انسجة المشيمة اثناء فترة الحمل، وتعرف الاورام الحميدة من هذا النوع باسم الحمل العنقودي، اما النوع الخبيث فيعرف باسم السرطان المشيمي.
هذه المقالة سوف تأخذك سيدتي في شرح موجز عن مختلف هذه الاورام وعن طرق العلاج المتوفرة للاورام المختلفة التي تتضمن العلاج بالجراحة او العلاج بالمواد الكيمائية او بالاشعة الكهربائية وكذلك سوف نقدم شرحا موجزا عن اهمية التغذية ومشاكل العلاج بالهرمونات الانثوية.
* كيف يمكن اكتشاف وجود سرطان؟
ان بعض النساء اللواتي يعتقدن ان لديهن اعراضا مبكرة لأي نوع من الاورام النسائية لايسرعن مع الاسف للحصول على المساعدة الطبية في الوقت المناسب.
ولكن بدلا عن ذلك يهملن في هذه الاعراض على امل ان تزول بشكل تلقائي بعد مرور فترة من الوقت، وهذا يؤدي الى تقدم الحالة بدون علاج في هذه الحالات، لذلك عند حدوث احد الاعراض التي سيرد ذكرها لاحقا يجب على المرأة ان تسارع باستشارة الطبيب في اقرب فرصة وهذه الاعراض هي:
1 - تكون قرحة مزمنة على العجان او المهبل.
2 - الاحساس بوجود ورم او انتفاخ في منطقة الاعضاء التناسلية.
3 - حدوث نزيف غير طبيعي بشكل متكرر.
4 - حدوث نزيف بعد عملية الجماع مباشرة او بعد بلوغ سن اليأس.
5 - حدوث نزيف غزير بين الدورات المعتادة.
6 - زيادة كبيرة في كمية النزيف اثناء فترة الدورة الشهرية.
7 - تغير في لون الجلد في الاعضاء التناسلية وظهور وحمات.
8 - حدوث آلام مستمرة في اسفل البطن او حدوث انتفاخ مع تجمع سوائل في البطن.
9 - فقدان سريع للشهية مع فقدان للوزن.
10- حدوث صعوبة في التنفس وانتفاخ في الارجل.
وبشكل عام فان عملية التشخيص تتم عن طريق الكشف الكامل على المريضة الذي يتضمن الفحص للاعضاء التناسلية وعمل اشعة صوتية ومقطعية للحوض والبطن او عمل منظار لتجويف الرحم مع اخذ عينات مختلفة من الانسجة التي ترسل الى مختبر الانسجة لتحديد وجود اي نوع غير طبيعي من الخلايا، وهذا جزء مهم جدا من عملية التشخيص الدقيق وذلك لصعوبة الحصول على تشخيص صحيح لنوع السرطان بدون اخذ عينة ودراستها في مختبر الانسجة، فاذا وجدت المريضة ان طبيبها قد بدأ عملية العلاج بدون اخذ عينات اولية لدراستها فعليها ان تصر على معرفة السبب في ذلك.
* مراحل السرطان:
في نفس الوقت الذي يتم فيه عمل الفحوصات والتحاليل للوصول الى التشخيص الصحيح فان من مهام الطبيب الرئيسية تحديد مرحلة المرض حاليا ومدى انتشاره وذلك لتحديد نوعية العلاج المناسبة لكل مرحلة.
وهناك نظامان عالميان لتحديد مراحل انتشار الاورام بشكل عام وهما:
1 - النظام المتبع من قبل منظمة الصحة العالمية والمعروف ب، FIGO.
2 - النظام المتبع من قبل الاتحاد الدولي للاورام المعروف ب TNM.
واستخدام اي من هذين النظامين يساعد على تحديد مدى انتشار المرض في جسم المريضة وهذا يساعد باذن الله على اعطاء العلاج الصحيح لكل حالة.
* من الذي يجب ان يعالج الأورام النسائية؟
التقارير الحديثة من الولايات المتحدة الامريكية، بريطانيا، السويدي، سويسرا، وفلندا اظهرت حدوث تقدم وتحسن في علاج الاورام النسائية وزيادة في نسبة الشفاء باذن الله اذا ما تولى عملية العلاج طبيب متخصص في علاج الاورام النسائية وبمساعدة فريق من مختلف التخصصات الطبية اللازمة مثل العلاج الكيميائي والعلاج بالاشعة.
ان الطبيب المتخصص في علاج الاورام النسائية لديه المعرفة الخاصة والمهارة الجراحية اللازمة للتعامل مع هذه الامراض بالذات، لذلك يكون من الافضل في حالة النساء المصابات بالاورام النسائية ان يتم تحويلهن من البداية لتلقي العلاج المناسب على يد طبيب متخصص في علاج الاورام النسائية.
* الأسئلة التي قد تسألها المريضة:
ان المريضة يجب الا تتردد في توجيه الاسئلة لطبيبها بخصوص المرض او العلاج حيث ان ذلك سوف يساعدها على فهم نوعية مرضها، ومن الامثلة على هذه الاسئلة ما يلي:
1 - ما نوع السرطان التي اصيبت به؟
2 - ما افضل انواع العلاج لهذا النوع من السرطان.
3 - ما نسبة النجاح لانواع العلاج المختلفة.
4 - هل سيكون هناك تغييرات في حياة المريضة مع العلاج؟
5 - هل سيكون هناك تغييرات في العلاقة الزوجية؟
6 - هل من الممكن الاستمرار في العمل؟
7 - كيف سيكون نظام المتابعة؟
8 - هل سيغير العلاج الكيميائي او العلاج بالاشعة من المظهر الخارجي للجسم.
* عملية المتابعة:
سيقوم الطبيب الاخصائي بمتابعة المريضة بعد العلاج وذلك لفترات زمنية مختلفة باختلاف نوعية المرض واختلاف مرحلة المرض عند العلاج، وتلك الفترة قد تمتد لعدة سنوات وذلك للتأكد من زوال المرض باذن الله, بشكل عام سيقوم الطبيب بعمل كشف كامل للمريضة في كل زيارة خلال فترة المتابعة وقد يقوم باعادة عمل بعض التحاليل والفحوصات او الاشعات.
موضوع المقالة القادمة: سرطان الرحم
موضوع تعليمي للسيدات لمساعدتهن على فهم هذا المرض وطرق الوقاية والعلاج.