يتميز الإنسان عن غيره من المخلوقات بصفات عديدة تبين فضل هذاالمخلوق وقدرة الخالق سبحانه وتعالى ومن ضمن ما يتميز به الإنسان درجة الحرارة الثابتة تقريبا حيث ان التغيير الذي يحدث في هذه الحرارة يعتبر عامل إنذار على وجود اعتلال في صحة الإنسان حيث تتراوح درجة الحرارة الطبيعية عند الإنسان ما بين (36 37,5) درجة.
يتم إنتاج الحرارة طبيعيا في جسم الإنسان بواسطة طرق عدة منها التفاعلات الكيميائية وعمليات الأيض في خلايا الجسم المتعددة وكذلك التفاعلات الكيميائية الناتجة عن انقباض عضلات الجسم, كما ان هناك هرمونات لها دور مؤثر في الحرارة مثل هرمون الغدة الدرقية )Thyroxine( الثايروكسين والأدرينالين، على تلك التفاعلات، والتي بدورها تؤدي الى اعتلال في تلك الغدد الى التغير في درجات الحرارة.
وللمحافظة على درجة حرارة الجسم ثابتة هناك ما يسمى بمخفضات الحرارة وهي تعمل طبيعيا في جسم الإنسان مثل عملية التبخر والتي تعتبر من العوامل الحيوية حيث تفقد الحرارة عن طريق الجلد والجهاز التنفسي، كذلك إشعاع الحرارة للجو المحيط والذي بدوره يؤدي الى التخلص من 60% من حرارة الجسم غير المرغوب فيها.
ويمكن التخلص من الحرارة عن طريق الاتصال المباشر بالمواد الأخرى وانتقال الحرارة إليها.
* من المسؤول عن الارتفاع والانخفاض في درجة الحرارة؟
لقد أوجد الله عز وجل منظما دقيقا وحساسا في الدماغ يعمل على حفظ درجة حرارة جسم الإنسان في حدودها الطبيعية، وهذا الجهاز هو كباقي أعضاء الإنسان الأخرى حيث يتأثر هذا المنظم بالمرض كالالتهابات الجرثومية.
وفي بعض الحالات قد يصل معدل انتاج الحرارة الى درجات لا يستطيع هذا المنظم التعامل معها كالصرع والأورام وزيادة إفراز الغدة الدرقية او بسبب زيادة عمليات الأيض, وهناك عوامل اخرى قد تحد من قدرة الجلد والغدد العرقية على القيام بوظائفها وبالتالي يكون هناك ارتفاع في درجة حرارة الجسم مثل زيادة ملابس الطفل، والجفاف والحروق وضربات الشمس وأمراض الحبل الشوكي والغدد العرقية.
وتتأثر درجات الحرارة ايضا بالأمراض التي تصيب مركز تنظيم الحرارة في الدماغ ومنها الالتهابات الدماغية والنزيف الدموي الدماغي او استعمال بعض الأدوية.
تقاس درجة الحرارة بواسطة الترمومتر ويفضل للدقة ان تقاس شرجيا للأطفال الصغار وعن طريق الفم للأطفال الأكبر سنا.
الأعراض المصاحبة لارتفاع درجة الحرارة متفاوتة وعندما يكون الارتفاع بسيطا قد يبدو الطفل خاملا سريع البكاء ومتعلقا بأمه بدرجة كبيرة وغير طبيعي، اما الارتفاع الكبير في درجات الحرارة (40 درجة حرارية) قد يكون مصحوبا بهلوسة او تشنج حراري او ان يصل الأمر الى الإغماء.
* تخفيض درجة الحرارة العالية:
يتم تخفيض درجة حرارة الجسم بواسطة غسل جسم الطفل بالماء الفاتر او الكمادات المبللة بالماء الفاتر بالاضافة الى استعمال الأدوية المخفضة للحرارة مثل الباراسيتامول كالفيفادول وغيره, ولكن يجب التأكد أولا ان الطفل لا يشكو من قصور في وظائف الكبد ولا يوجد لديه تحسس لهذه المادة، وكذلك من الأمور التي تعالج الحرارة فيها بتبريد الجلد وشرب السوائل، الزيادة في لباس الطفل، الجفاف وضربات الشمس.
ويجب ان يعالج المسبب للحرارة إن كان التهابا جرثوميا او أمراضا اخرى أدت الى ارتفاع درجة الحرارة فوق المستوى الطبيعي وعند زوال المسبب فإن درجة الحرارة ترجع الى مستواها الطبيعي.
د, نائل العبدلي
استشاري مشارك قسم الأطفال
مستشفى الملك فهد للحرس الوطني