Monday 6th September, 1999 G No. 9839جريدة الجزيرة الأثنين 26 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9839


من الاثنين إلى الاثنين
1/3

في بيت هادىء ترفرف السعادة على ارجائه تعيش مع زوجها الطيب وابنتها ذات السنوات الأربع، تعانق بجمال وخفة روح ابنتها هام السحب,, فلم يأت ذلك الجمال وخفة الروح عبثاً فهي كذلك,.
لا ينقصها شيء فالزوج موظف محترم يتبوأ مرتبة عالية في عمله وهي عاملة ناجحة,, ومنذ صغرها والخوف من المجهول يطاردها حتى انه ليخيل اليها ان شيئاً ما سيحدث لها,, قلقة بطبيعتها فان سافر زوجها لم يهدأ لها بال حتى تطمئن على وصوله الى المكان الذي يقصده,, وان هاتفتها قريبة او صديقة في وقت متأخر اصيبت بالذعر والهلع,, حتى ان والدتها امتنعت عن محادثتها ليلاً خوفاً عليها.
استيقظت ذات صباح على صداع قوي يكاد ان يقسم رأسها الى نصفين,, تناولت مهدئاً وذهبت الى العمل وبدأ ذلك الصداع المزعج بمعاودتها,, وقد يستمر في بعض الاحيان لعدة ساعات او ايام,, وكانت كل ما تفعله ان تتناول قرصاً مهدئاً,, اشار عليها زوجها بالذهاب الى الطبيب فرفضت بشدة ربما خوفاً من سماع ما لا تود سماعه,, عرضت الأمر على احدى الزميلات فقالت الزميلة يجب ان تذهبي الى الطبيب فاحدى قريباتي كان يعاودها صداع يشبه لما تعانين منه وتأخرت عن مراجعة الطبيب ليكتشف بعد فوات الأوان انه ورم في المخ,.
اشوف انا الدنيا قبل تطحن رحاه
تاطا برجليه وتنهش بنابه
مدبره تمشي مع السير تنصاه
واللي يتم اجله تفطر شبابه
لم تكن بحاجة لمن يزيد على ماتفكر به,, آمنت بأن ما ذهبت اليه زميلتها هو ما تعاني منه وبدأت تهيىء نفسها لما يلي الصداع فقد تبدلت حالتها وبدأ النقص المطرد يبدو عليها,, وقدمت استقالتها.
كثر بكاؤها,, ووجومها ولم تصارح احداً بما وصلت اليه حتى زوجها الذي كان ينظر اليها وهي تذبل يوماً بعد يوم قلت شهيتها للأكل والنوم,, والفرح,, والضحك,, وبدأت ببيع مجوهراتها,, وتصدقت بثمنها وكلما نظرت الى صغيرتها جرت دموعها سخية على خديها,.
ما تنفعن لو قلت انا يا حلولاه
ما ينفع الا الله ومحكم كتابه
والله الى منه بغى العبد يلقاه
يلقاه لو هو لاجي وسط غابة
كان يخيل اليها ان ابنتها سوف تضيع بعد رحيلها وان امرأة اخرى من المؤكد انها ستكون شرسة كعادة زوجة الأب ستعذبها ليل نهار, وتذهب بها الهواجيس والأوهام لأبعد من ذلك وتسأل نفسها ان كان يحق لها ان تطلب من زوجها الا يتزوج بعد رحيلها وتقطع بينها وبين نفسها انه سيرفض طلبها.
الموت للمخلوق لا بد يلقاه
الموت لا بده يخيم سحابه
تبدأ بالبحث عمن تأمنها على وصيتها بين القريبات والزميلات والصديقات ممن لم يتزوجن بعد وتهتدي لعدد منهن وتفكر جدياً بأن تخطب لزوجها حتى لا يذهب بعد موتها ويخطب من لا تليق لبنتها,, تعرض الموضوع على زوجها ويتهمها بالجنون مع عدم علمها بما تفكر به,, وكان عذرها انها متعبة وتريد له من تقوم على شؤونه,.
الآدمي كل امر صعب يتقفاه
لازم عن الدنيا يتم انسحابه
وبعد الحاح وبكاء,, ورجاء,, يوافق وتذهب هي لخطبة من استقر رأيها عليها ويتم الزواج وبعد الزواج باسبوع واحد فقط تحس بما لا يحتمل من الألم في اسنانها وتذهب مرغمة الى الطبيب الذي يصلح ما فسد من الاسنان لينقطع الصداع الى الابد.
وتبدأ في التفكير بالغيرة وبانها فقدت نصف زوجها بسبب وهمها الذي لم يكن له ما يبرره سوى الخوف والوساوس.
علي المفضى
الأبيات لحسين العبد الله العوامي
من ديوان: شعراء من الرس


رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved