شرم الشيخ - مصر - غزة - دمشق - الوكالات
بعد أسابيع من التوتر وقع اتفاق السلام الاسرائيلي الفلسطيني الجديد الذي وضع عملية السلام في الشرق الأوسط على بداية مسار جديد في فندق فخم ملاصق لملعب للجولف يطل على البحر الأحمر.
ووقع باراك الوثائق مبتسما يتابعه المفاوض الاسرائيلي جلعاد شير أما عرفات فبدت عليه الجدية وهو يقرأ الأوراق بمساعدة المفاوض الفلسطيني صائب عريقات.
وبعد التوقيع تصافح الزعيمان بكلتا اليدين ورفع باراك ابهامه مشيرا لمبارك بأن كل شيء على ما يرام ثم اقتربت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت من عرفات وطبعت قبلة على خده.
وقالت أنجزنا مهمة كبيرة وما زالت هناك مهمة أخرى أكبر .
وقالت أولبرايت ان الاتفاق هو بداية جديدة لعملية السلام وحذرت من ان مفاوضات الوضع النهائي ستصطدم بعقبات هائلة , وقالت باتفاقهما على خطة لتطبيق مذكرة واي ريفر بدأ الطرفان ببناء الشراكة بينهما وهي أساسية لعملية أوسلو ولمستقبل المنطقة .
ودعا الرئيس الفلسطيني رئيس الوزراء الاسرائيلي الى تأسيس شراكة اسرائيلية فلسطينية فيما وجه باراك نداء لاجراء مفاوضات سلام مع سوريا ولبنان، متوقفة منذ 1996 و1994.
وهذا الاتفاق الذي تم التوصل اليه بعد أيام وليال طويلة من المفاوضات الصعبة كما قال مبارك، اشاد به الرئيس الأمريكي بيل كلينتون والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وباريس وبرلين وموسكو ولندن.
وقال كلينتون ان هذا الاتفاق يشكل مناسبة رائعة لدفع عملية السلام .
وهكذا أنهت أولبرايت بنجاح جولتها في الشرق الأوسط التي بدأتها يوم الخميس.
وقبل ان ترأس حفل توقيع الاتفاق، زارت أولبرايت سوريا ولبنان والتقت الرئيس السوري حافظ الأسد ورئيس الوزراء اللبناني سليم الحص, ووصفت محادثاتها مع الأسد بأنها مفيدة وبناءة ودعت الى استئناف المفاوضات الاسرائيلية السورية وأكدت للمسؤولين اللبنانيين ان لبنان سيكون جزءا لا يتجزأ من مفاوضات السلام في الشرق الأوسط,وقال وزير الخارجية المصري عمرو موسى ان الولايات المتحدة سلمت الفلسطينيين رسالة ضمانات لم يكشف عن تفاصيلها, كذلك سيبعث الاتحاد الأوروبي برسالة ضمانات الى عرفات تتعلق ببعض نقاط مذكرة واي بلانتيشن.
وقد تم التوصل الى اتفاق شرم الشيخ بعدما تنازل الفلسطينيون عن النقطة الأساسية التي كانت تشكل عقبة وهي عدد الأسرى الذين سيفرج عنهم إذ وافق الرئيس الفلسطيني أخيرا على العرض الاسرائيلي بالافراج عن 350 معتقلا بدلا من 400.
لكن هذه التنازلات تسببت في اضطرابات في صفوف الفلسطينيين, فتظاهر أهالي معتقلين فلسطينيين أمس الأول في الضفة الغربية وغزة فيما اعتبرت حركة المقاومة الاسلامية حماس الاتفاق بأنه غير مقبول .
وكان عرفات رد على منتقديه واصفا هذا الاتفاق بأنها متنفس وقال لا يمكننا الحصول على كل شيء دفعة واحدة لكن هذا الاتفاق يشكل متنفسا لنتمكن من الاستمرار في عملية السلام .
وقد شجب تنظيمان فلسطينيان راديكاليان أمس الاحد الاتقاق الفلسطيني الاسرائيلي الجديد الذي وقع في شرم الشيخ وأكدا ان ذلك سيؤثر بصورة سلبية على حوار المصالحة الذي بدأ مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
واشار متحدثان باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي يتزعمها جورج حبش والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين التي يتزعمها نايف حواتمة في تصريحين منفصلين الى ان الاتفاق الجديد تضمن تنازلات جديدة لرئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد ايهود باراك تفوق ما قدم لسلفه المتشدد بنيامين نتنياهو,وقال ماهر الطاهر عضو المكتب السياسي والمتحدث الرسمي باسم الجبهة الشعبية ان اخطر ما يحيق بالاتفاق هو قبول السلطة الفلسطينية من حيث المبدأ ان تتفاوض من جديد على اتفاق تم التوصل اليه سابقا في واي ريفر.
وقال لاشك ان استمرار تقديم التنازلات سيكون له آثار سلبية على الحوار الذي يجري بين الجبهة والسيد عرفات .
واشار الطاهر الى ان الجبهة الشعبية كانت قد شجبت من قبل اتفاق واي ريفر وهي تدين هذا الاتفاق الجديد.
وقال الجبهة الشعبية بالأساس ترفض اتفاق الواي وهي اعلنت موقفها منه حيث انه يضمن طابعا أمنيا ورسم التزامات أمنية خطيرة في مقاومة ما يسمونه بالارهاب وهذا الاتفاق المعدل يحمل تنازلات اضافية جديدة لأن السلطة وافقت على اعادة التفاوض على المتفاوض عليه وبالتالي تمكن باراك من الحصول على تنازلات جديدة اكثر مما قدمت لنتنياهو ,ومضى الطاهر يقول الاتفاق الجديد لن يساهم في اعادة الحقوق الفلسطينية بل على العكس سيبدد هذه الحقوق خاصة وانه يحمل مؤشرات خطيرة حول كيفية سير الأمور فيما يتعلق بما يسمى بمفاوضات الحل النهائي .
واشار عضو اللجنة المركزية والمتحدث الرسمي باسم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي بدوان ان الاتفاق خلق اجواء سلبية للعملية الحوارية التي تجري بين السلطة الفلسطينية وفصائل منظمة التحرير لاستعادة الوحدة الوطنية.
وقال ان تفاق شرم الشيخ ادخل العملية السياسية في دهليز آخر من التعقيدات ربما يفتح الباب أمام تطورات دراماتيكية لاحقة عدا انه وضع العملية الحوارية الفلسطينية التي جرت في القاهرة بين فصائل منظمة التحرير والسلطة أمام اجواء سلبية لا تخدم الأهداف المتوخاة منها .
جدول زمني محدد للإفراج عن المعتقلين
وللمرة الأولى في تاريخ اتفاقات السلام الاسرائيلية الفلسطينية تتضمن مذكرة شرم الشيخ جدولا زمنيا محددا للافراج عن المعتقلين الفلسطينيين إلا ان تنفيذ هذا الجدول سيتأخر عن الموعد المحدد.
وتتعهد اسرائيل باطلاق سراح السجناء الفلسطينيين الذين نفذوا اعتداءات قبل اتفاقات أوسلو في 13 ايلول/ سبتمبر 1993 وقبل تطبيق اتفاقات الحكم الذاتي في الرابع من ايار/ مايو 1994.
ونص الاتفاق على الافراج عن 350 معتقلا في مرحلتين, الأولى في الخامس من ايلول/ سبتمبر وتشمل 200 سجين، والثانية في الثامن من تشرين الأول/ اكتوبر وتشمل 150 سجينا.
ويشير الاتفاق ايضا الى ان اسرائيل قد تفرج ايضا عن فلسطينيين آخرين قبل حلول شهر رمضان في كانون الأول/ ديسمبر.
اتفاق شرم الشيخ ينص على مرحلتين من المفاوضات
وينص اتفاق شرم الشيخ الاسرائيلي الفلسطيني على مرحلتين من المفاوضات التي تبدأ في 13 ايلول/ سبتمبر على ان تنتهي في غضون سنة بهدف تحديد الوضع النهائي للأراضي الفلسطينية.
والمرحلتان هما أولا وضع اتفاق اطار حول المفاوضات ضمن مهلة تستغرق خمسة اشهر ثم ابرام اتفاق شامل خلال مهلة تستغرق عاما واحدا، كما ينص الاتفاق الذي تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه.
وجاء في النص ان الطرفين سيبذلان جهودا قوية لابرام اتفاق اطار حول مواضيع المفاوضات المتعلقة بالوضع النهائي ضمن مهلة من خمسة اشهر اعتبارا من بدء هذه المفاوضات أي في 13 ايلول/ سبتمبر.
وينص الاتفاق من جهة أخرى على ابرام اتفاق شامل حول جميع المسائل المتعلقة بالوضع النهائي خلال سنة اعتبارا من استئناف المفاوضات حول الوضع النهائي .