بحفلة شرم الشيخ هل يمكن القول بأن اتفاق واي ريفر، قد أخذ طريقه للتنفيذ,,؟!!
الأجواء التي شهدها المنتجع المصري اعطت انطباعا بأن التنفيذ سيتم، خاصة وان الاسرائيليين فعلوا كل ما استطاعوا فعله لتجريد اتفاق الواي من اي تهديد لأمن اسرائيل,,!! كما يقول باراك وكما حاول اقناع الاسرائيليين بذلك وكأنه يوجه رسالة مزدوجة واحدة للاسرائيليين وأخرى للفلسطينيين,.
الرسالة الموجهة للاسرائيليين يقدم باراك من خلالها نفسه كحامي حمى الأمن الاسرائيلي وانه اكثر حرصا من بنيامين نتنياهو وانه اكثر تشديداً منه في الحفاظ على مصالح اسرائيل، وانه أكثر فهما وعلما بالقضايا الامنية، وانه إذا كان نتنياهو قد وافق على التفريط بأمن اسرائيل فإنه استطاع ان يصلح الأمر,,!!
أما الرسالة الموجهة للفلسطينيين فإنه يوضح لهم عمليا بأنه السهل الممتنع وانه مرن إذ كان الأمر لا يتعلق بالاساسيات والاشياء المهمة، وانه اكثر تشدداً حتى من المتشددين اذا تعلق بأشياء مهمة.
وعلى العموم فإنه اثبت عمليا هذا التصنيف، فهو فإن وافق على زيادة عدد الذين سيطلق سراحهم من المعتقلين الفلسطينيين إلا انه وضع نصا جديدا يمنع الفلسطينيين من اعلان دولتهم الفلسطينية حتى شهر سبتمبر من العام القادم، أي تأجيل الحلم الفلسطيني عاما آخر، وسوف تعمل الآلة الاعلامية لباراك على اظهار قدرته على انتزاع ما يريده من الفلسطينيين بالتفاوض معهم مباشرة دون وسطاء، دون اشغال الامريكيين وهو انتصار ثان لباراك وبالتالي فإنه سوف يحيد كثيرا من المعارضيين السياسيين الاسرائيليين من التيار الليكودي أو زعماء المستوطنين، ويزيد من شعبيته في الشارع الاسرائيلي، وهو ما يريده لتحرير باقي الاتفاقات مع الفلسطينيين ومع السوريين واللبنانيين لاحقاً.
أما الرئيس ياسر عرفات، فلا شك بأنه نجح في الظهور امام الفلسطينيين على الاقل بأنه فعل اكثر ما هو متوقع، بل وأكثر ما يستطيع ان يحققه، وانه انتزع من باراك اكثر ما تضمنته نصوص اتفاق واي الاول، خاصة في عدد الذين سيطلق سراحهم من المعتقلين الفلسطينيين، وانه حصل على ممرين آمنين، وبدء بناء ميناء غزة، وأراضي أكثر بالاضافة إلى انه اظهر صلابة وقوة في التفاوض، ولهذا سيظهر أمام شعبه الفلسطيني بأنه منتصر مثلما ظهر باراك امام شعبه هو الآخر منتصراً، وهو ما يجعل كل التعب الذي سبق حفلة شرم الشيخ,, له طعم,, ومعنى,,!