Monday 6th September, 1999 G No. 9839جريدة الجزيرة الأثنين 26 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9839


وفد إندونيسي كبير وصل إلى ديلي لتعزيز الأمن والنظام
عاصمة تيمور الشرقية تتحول إلى مدينة أشباح
ذهول وأسف وارتياح في الصحف الإندونيسية حول نتيجة الاستفتاء

* ديلي - جاكرتا- لشبونة- الوكالات
ذكر راديو لندن أن العصابات المسلحة لا تزال تجوب شوارع مدينة ديلي عاصمة إقليم تيمور الشرقية بعد إعلان الأمم المتحدة أن شعب تيمور الشرقية صوت بأغلبية ساحقة لصالح الاستقلال عن اندونيسيا.
وأشار الراديو الى أنه تخيم على المدينة سحابة من الدخان بعد ليلة أخرى من العنف وعمليات إطلاق النار.
وقال شهود عيان ان قوات الأمن الاندونيسية تتعاون مع الجماعات المسلحة المناوئة للاستقلال بدلا من وقف أنشطتها.
ووصف أحد الصحفيين مدينة ديلي بأنها مدينة أشباح حيث هجرها العديد من سكانها بحثا عن مأوى في المرتفعات المحيطة بها بينما يحتشد عدد كبير من الناس في مطار المدينة طلبا لمغادرتها,هذا وقد وصل عدد من الوزراء الاندونيسيين الرئيسيين بينهم الجنرال ويرانتو وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس الاحد الى ديلي التي تسيطر عليها الميليشيات,ويضم الوفد ايضا وزير الدولة للشؤون السياسية والأمن الجنرال فيصل تانيوغ اضافة الى وزير العدل مولادي ووزير الخارجية علي العطاس.
وقال مولادي ان الهدف من الزيارة التي ستستمر اربع ساعات هو تعزيز الأمن والنظام لأن سمعة اندونيسيا في المحك .
ويبذل المجتمع الدولي المزيد من الضغوط على حكومة جاكرتا التي يبدو أنه ليس في امكانها وربما لا تريد رغم تعهداتها الدولية وضع حد لأعمال العنف التي تقوم بها الميليشيات المعادية للاستقلال والتي دربها الجيش الاندونيسي وسلحها.
ووصل الوفد الى مطار ديلي الذي يقيم فيه المئات من الأشخاص، ومن بينهم أكثر من مائة صحافي أجنبي، ينتظرون وصول طائرات خاصة استأجرتها وسائل الاعلام التي يعملون لها بهدف اجلائهم.
وقال أحد الصحافيين ان المساعدة الوحيدة التي حصلنا عليها من الشرطة هي السماح لنا بالوصول الى المطار , وقال انه لاحظ على غرار زملائه العلاقات الجيدة القائمة بين قوات الأمن والميليشيات التي سيطرت على العاصمة غداة الاستفتاء الذي نظمته الأمم المتحدة واظهر انتصارا ساحقا لدعاة الاستقلال 78,6% .
وقد قررت صحافية أوروبية في النهاية ان تغادر تيمور الشرقية, وقالت لقد حصلت الحكومة الاندونيسية على ما تريد, لن يعود هناك شهود وسيكون في امكانها التحدث مجددا عن حرب أهلية علما بأن ما يحصل هو تطبيق لخطة من الجيش الاندونيسي معدة منذ زمن بعيد وتهدف الى تصفية المقاومة وترهيب السكان نهائيا .
من جهة أخرى استقبلت الصحف الاندونيسية الصادرة أمس بمزيج غريب من الذهول والأسف والارتياح الاعلان عن نتيجة الاستفتاء في تيمور الشرقية والتي جاءت لصالح انفصال الاقليم عن اندونيسيا بعد فترة الضم التي دامت 24 عاما.
وقد خلت معظم الصحف من الافتتاحيات والتعليقات كعادتها في أيام الأحد غير انها أكدت في ثنايا تقاريرها عن هذا الحدث على ضرورة تقبل الأمر الواقع وان كان مؤلما بعض الشيء كما قالت ريبوبليكا.
وقالت صحيفة ميديا اندونيسيا ان شعب تيمور الشرقية قد فضل الاستقلال عن الاستمرار كجزء من الجمهورية الاندونيسية مشيرة الى انه في اللحظة التي حصلت فيها تيمور الشرقية على استقلالها تفاقم الموقف في عاصمتها ديلي والمدن الأخرى.
وقالت الصحيفة ان ديلي قد تحولت الى مدينة للموتى حيث اغلقت جميع متاجرها وآثر سكانها البقاء في منازلهم وتوقفت سائر وسائل النقل ولم يجرؤ سوى عدد محدود من قائدي السيارات الخاصة على الخروج بسياراتهم الى شوارع المدينة المقفرة.
وتحت عنوان مشاعر الفرحة تختلط بالقلق العميق قالت كومباس ان التيموريين الشرقيين قد استقبلوا الاقتراع بمشاعر مختلطة من الفرح المشوب بالقلق العميق لادراكهم ان هذا الانتصار لا يؤمن لهم الاستقرار وان دوائر عديدة باتت تخشى من ان يعقب اعلان النتيجة موجات جديدة من الأحداث الدامية.
وفي لشبونة ابلغت البرتغال الأمم المتحدة ان مجلس الأمن الدولي يتحمل مسؤولية ضمان ألا تدمر العصابات المؤيدة لجاكرتا القرار الديمقراطي الذي اتخذه شعب تيمور الشرقية بالاستقلال عن اندونيسيا.
وقال الرئيس البرتغالي خورخي سامبايو أن هيبة الأمم المتحدة هي المحك الآن في اشارة الى ان المنظمة الدولية هي التي نظمت الاستفتاء الذي جرى في تيمور الشرقية يوم الاثنين والذي صوت فيه سكان تلك المستعمرة البرتغالية السابقة بأغلبية ساحقة لصالح الانفصال عن اندونيسيا.
واردف قائلا للصحفيين ان حماية هيبتها تعني الدفاع عن نتيجة الاستفتاء الذي اشرفت عليه .
وغرق اقليم تيمور الشرقية الذي ضمته اندونيسيا في عام 1976 في الفوضى في الوقت الذي قامت فيه الميليشيات المؤيدة لجاكرتا بأعمال عنف انتقاما لهزيمتها.
وبموجب شروط اتفاقية توسطت فيها الأمم المتحدة بين لشبونة وجاكرتا ادت الى ذلك الاستفتاء التاريخي تلتزم اندونيسيا بالحفاظ على النظام مهما كانت النتيجة,.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved