لم يكن فرع الجمعية العربية السعودية بحائل ليقف عند مناشط محدودة تحتوي ابراز المواهب السائرة على طريق الابداع, بل لقد تجاوزت عمرها الزمني وأخذت مناشطها تتمدد في كل اتجاه منسجم مع تطلعات المسؤولين,, وهانحن اليوم تصافح ابصارنا ابداعات كم من الشباب الموهوبين والمتميزين في مجال التصوير الفوتوغرافي ولم يكن تألقهم محبوساً خلف العدسات وتقنياتها الحديثة بل ازداد تألقاً في معامل التحميض والطبع والتكبير,, نسأل الله لهؤلاء التوفيق والنجاح,, وان يرتقوا بأنفسهم نحو مدارج العالمية في ظل توجيه ودعم قيادتنا الواعية والحكيمة التي يرعى مسيرتها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين وحكومتنا الرشيدة .
هذا نص كلمة مدير فرع الجمعية بحائل سابقاً الاستاذ/ عاشق عيسى الهذال، تصدرت هذه الكلمة كتيب المعرض الجماعي الاول للتصوير الفوتوغرافي تحت اشراف لجنة التصوير الفوتوغرافي بالجمعية وذلك عام 1416ه, اشترك في هذا المعرض ثلاثة عشر فناناً جلهم من عروس الشمال مدينة حائل وضم المعرض خمسين عملاً فوتوغرافياً متميزاً.
جاء هذا المعرض واستبشر الفوتوغرافيون الحائليون وغيرهم بهذه اللجنة لتهتم بالفنانين وبالفن الفوتوغرافي وهو هدف اللجنة وهو ماصرح به رئيسها الفنان/ عقيل الصقرفي كلمته التي احتواها كتيب المعرض فقال هذا المعرض خطوة على الطريق الطويل في مجال التصوير الفوتغرافي وقال ايضاً: ومن خلال هذا المعرض ستكون انطلاقتنا الى أبعد من ذلك , ووجه دعوته للفنانين للاشتراك بقسم التصوير ليتمكنوا من تنمية مواهبهم على اسس سليمة,, ويتعرفوا على الكاميرا وكيف يمكن تطويعها لابراز احاسيسهم وانطباعاتهم عن البيئة والمجتمع ولكن وما أصعبها من كلمة مرة المذاق احياناً!!
كان المعرض الاول واصبح الاخير، كان قوياً رائعاً يبشر بمعارض قادمة لكن,, انتهى وتوقف نشاط اللجنة، ظننا ان هذا التوقف اعادة لترتيب الاوراق للخروج والظهور بمستوى افضل ولكن لم نر شيئاً ولم نسمع عن تطور بل الادهى من ذلك وامر أنها توقفت نهائياً وكأن ما قامت به ليس من اختصاص الجمعية، أو أنها عملت ما لايرضي أو أنها قامت بدور ليس لها بل هو من أهم مايجب القيام والاهتمام والاعتناء به.
من ينظر لهذا الوضع وأمثاله يشعر بالحسرة والأسى، فهؤلاء الفنانون يريدون من يهتم بهم ويسهل لهم الطريق ويفتح الأبواب لهم لينطلقوا من قاعدت صلبة، من ثقافة عالية بفنهم، لانهم - الفنانون- يظهرون ثقافة مجتمعهم الذي يعيشون فيه ويبينون مايملكونه من عادات وتقاليد يستحيل نقلها إلا بالفن البصري لأنه لغة عالمية يفهمها من يشاهدها دون الحاجة لمترجم، يفهمها العربي والفرنسي والأمريكي على حد سواء.
إن واقع هذه اللجنة التابعة لفرع الجمعية بحائل يجعل الإنسان في حيرة وتثير لديه تساؤلات عديدة! كيف قامت؟!, وكيف نظمت معرضاً بهذا المستوى؟! وكيف جمعت هؤلاء الفنانين ووفقت بينهم لاقامة هذا المعرض وبعد ذلك تتوقف وكأنها لم توجد ولم تعمل؟!!
إنني والمهتمون بالحركة الفوتوغرافية نتساءل لعلنا نجد اجابة شافية تخرجنا من حيرتنا.
أتقوم لجنة بهذا المستوى على شخص واحد إذا غاب توقفت أو اذا اعتذر أغلقت الأبواب؟!!
عندما أنشئت، ألم يكن هناك تخطيط مستقبلي يضمن لها الصمود والوقوف لفترة بسيطة؟!!
هل اللجان في جمعيتنا الموقرة تعمل لتنفيذ نشاطات كل سنة دون تخطيط للاعوام القادمة؟!!
إن الفوتوغرافيين في حاجة ماسة لهذه اللجنة لتعود وتظهر نشاطها وخاصة اذا عرفنا ان حائل مدينة تستقبل الزوار في مواسم كثيرة فلماذا لاتقيم معرضاً يستمتع الزوار بالمناظر والمشاهد الحائلية التي تبدعها عدسات أهلها.
إن الفوتوغرافيين يتمنون أن تعود هذه اللجنة، تعود للعمل وبخطى ثابتة وبخطط مرسومة وبنظرة مستقبلية ولا اظنهم - القائمين عليها- يعملون إلا لرفعة هذا الوطن وتطوره وليس هذا أمراً مستحيلاً اذا وجدت الهمة والنشاط والحرص.
أحمد الدهلاوي