**ولد فان جوخ عام 1853 وكانت اعماله مثالاً للتعبيرية التي تتخذ من الاسترسال العاطفي موضوعاً لها, نشأ مزاجياً قلقاً وعندما بلغ السابعة والعشرين عمل كبائع في احدى صالات العرض التشكيلية ثم انتقل للدراسة والجيش في بلجيكا, اعماله الاولى تظهر ميلاً للحرف اليدوية تظهر جلياً في (آكلي البطاطا 1885م) ولابراز فقر اصحابها وضآلة مواردهم وسوداوية مناخهم كما رآها في بلجيكا.
رحل في العام (1886) إلى باريس ليقيم مع شقيقه ثيو والذي كان يتاجر بالاعمال الفنية آنذاك ليقف بنفسه على موجة (التعبيرية) الجديدة والتي أثرت فيه كثيراً مع اطلاعه على فن الطباعة الياباني متمثلاً في الفنان الياباني الشهير هيروشيجي ليبدأ سلسلة من الاعمال التجريبية التي اتخذ فيها من اسلوب الفرنسي بيسارو منهجاً له.
رحل عن باريس في العام 1888م ليستقر في جنوب فرنسا ليصور بألوانه شمس تلك المنطقة الحارقة بما فيها من اشجار الصفصاف والفلاحين والحياة الريفية, في تلك المرحلة ركز فناننا كثيراً على درجات اللون الاصفر والاخضر والازرق.
كل ماوقعت عليه عينا فان جوخ اتسم بالحيوية الروحية.
وفي اوج حماسه انضم اليه جوجان والذي تعرف اليه اثناء اقامته في باريس ليدب بينهما خلاف عنيف بعد شهرين فقط من اقامتهما معاً,
وفي إحدى الليالي اشتعل الخلاف بين العملاقين مما دفع فان جوخ لتهديد جوجان بشفرة الحلاقة إلا انه تراجع وبقي لوحده تلك الليلة ليصل في نهاية المطاف لدرجة من الكآبة دفعته لقطع إحدى أذنيه.
دخل بعد ذلك للمستشفى للعلاج من نوبات من الهوس لازمته لمدة عام كامل تحت اشراف طبيب تعاطف معه كثيراً والذي ظهر في بورتريه الدكتور: جاجيت 1890م وما ان انهى لوحته الرائعة (غربان في حقول القمح) قام باطلاق النار على نفسه معلنا نهاية فنان عظيم بعد ذلك بيومين في 27/7/1890م كتب فان جوخ اكثر من 700 رسالة لأخيه ثيو ينكشف من خلالها حالة التخبط التي كان يعيشها هذا العبقري مخلفاً وراءه اكثر من 750 لوحه و 1600رسم يدوي.