Thursday 9th September, 1999 G No. 9842جريدة الجزيرة الخميس 29 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9842


تلميحة

زرت صديقاً فصلت الظروف بيني وبين التواصل معه,, رغم امتلاكه لمحبة الاخرين له وانا منهم - هذا الصديق غني بالمعرفة والعلم- ومؤهل تأهيلاً عالياً - وصاحب صولات وجولات في مجاله الالكتروني .
ورغم حاجتنا نحن الاثنين لمعرفة احوال بعضنا الصحية والعائلية وغيرها الا ان هذا الصديق أرادها غير ذلك- فكان السؤال القنبلة كما وصفه احد الحضور- حينما قال اخ محمد - ماذا تعني لوحاتكم اللاموضوعية او مايشاهد حتى عالمياً وما يمكن ان اسميه شخبطة مع اعتذار هذا الصديق على تلك الصفة وكأنها وصمة عار - او تقليل من قدر- من يمارس هذا النوع من الابداع.
هذا السؤال احال اللقاء الىحلبة للحوار وطرح الاراء بين مجموعة ليست قليلة- استطعت خلالها ومنها ان اخرج بمفهوم واحد - وهو اننا بالفعل في حاجة ماسة لمعرفة جوانب الابداعات البصرية, وفي حاجة امس لاكتساب كيفية التذوق الجمالي.
كما ان ذلك النقاش او الحوار بما يضمه من نوعيات تتفاوت في مستواها الثقافي الذي يرقى بدرجات معقولة فوق المتوسط.
انهم لم يحملوا من زاد دراستهم الاولية في المراحل الابتدائية والمتوسطة وهي المراحل التي تدرس فيها مادة التربية الفنية اي مفهوم لكيفية او معرفة ابعاد العمل الفني او حتى معرفة لماذا يختار احدهم قطع اثاث منزله.
اعود لاصل الحديث وهو نظرة هذا الصديق وغيره كثير للعمل الفني الحديث والذي لايحمل موضوعاً مباشراً كما اعتادوا على رؤيته - بيت شعر او نخلة وبيت طين اومجموعة من الأواني التراثية- او سيارة جيب تقف على قمة طعس ولهذا فهم يصطدمون بالواقع الحقيقي للعمل الفني وهو الابداع.
فاللوحة التي يرون انها مجرد شخبطات خصوصاً اذا كان مؤديها فناناً بالفعل وهذا يحتاج الى معرفة تجربته الابداعية وعمرها الزمني اذ لايمكن ان يقبل عمل انطباعي او تجريدي من شاب مازال يبحث عن ابجديات هذا العالم الواسع من القيم والاسس فنياً وموضوعياً - وثقافة عميقة به الا اذا كان بالفعل عبقرياً-
اقول اذا كانت اللوحة نتاج فنان فإن مايمكن ان يقال عنه شخبطة يصبح عملاً رائعاً وذا مفاهيم وابعاد جمالية وانسانية لاحدود لها وهذا لايمكن الوصول اليه دون ثقافة جمالية وتدريب بصري للمتلقي يبدأ مع تعلمه اول حروفه الهجائية - وتعلمه الارقام- وهو مانعتقد في كيفية استغلال المادة الدراسية التي قررت امن اجله، اذ ان ماتعارف عليه الجميع عن دور التربية الفنية او مادة الرسم لايتعدى دور تعليم الخبرات والمهارات.
اذاً فالامر لايمكن معالجته بسهولة ولايمكن للفنان ان يصلح ما افسد من ملكات العقل- ولايمكنه ايضاً ان يقوم مقام غيره ويأخذ دورهم, وحول موضوع الشخبطة او الاعمال غير المفهومه كما يسميها الكثير لنا موعد معكم في الاسبوع القادم.
محمد المنيف

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved