Thursday 9th September, 1999 G No. 9842جريدة الجزيرة الخميس 29 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9842


ضحى الغد
علم بالكسوف فدخل مسكنه وجهل بالزلزلة فلم يخرج منه ,,!

* حسب الفلكيون موعد كسوف الشمس، ورصدوه بمقدار أجزاء الثانية، وحددوا جغرافية الكسوف الجزئي والكلي على مواقع الأرض، ومتى يبدأ، ومتى ينجلي، وأخذ الانسان على الأرض يزهو بعلمه الذي عرف فيه سير الشمس وظل القمر، وحقيقة هذا الإظلام العجيب، وبينما كان على الانسان المنعم عليه في الأرض ان يخاف من تغير الآية وتبدل النعمة، ويعرف حقيقة المنعم ويتوجه الى بيت الخالق ليصلي ويدعو! مضى الانسان الى مسكنه فأغلق بابه وأسدل ستائره، لأن ثمة علماً آخر توصل إليه هو ان أشعة الشمس الصادرة منها حال الكسوف تُحرق أعماق العينين الإنسانيتين المتطلعتين إليها ,, !.
ولم يستمر زهو الانسان واعجابه بإدراك موعد هذه الآية العجيبة، فلم تمض أيام يسيرة إلا ووقع حدث كوني آخر جهله الجيولوجيون فلم يحسبوا له حسابا، ولم يعلموا له موعدا ولم يقولوا للإنسان في موقع الحدث في الساعة الفلانية: اخرج من مسكنك فإنه سيسقط عليك!.
زُلزلت الأرض خلال ثوان معدودة ومادت، وخُسف جانب البحر، ولم يتنبأ أحد بالموعد، ولم يعلم عالم بمستقبله، ولم تُدركه مراصد الاستشعار عن بُعد ولا عن عمق! ولا تقنيات الرصد، ولا محطات التقنية المعاصرة، بل وعته الكلاب والقطط وسائر الحيوانات قبيل حدوثه بدقائق! حدثان كونيان عجيبان غيّر الله فيهما نعمتين أنعم بهما على الإنسان الضياء والقرار لكي يُدرك النعمة، ويعرف الفضل فيصرفهما لمستحقهما، فالنعمة لا تُعرف إلا إذا تغيرت، والقاعدة لا تُفهم إلا إذا تم الخروج عليها، حيث يتأكد حقيقة نظامها المألوف والمضبوط على المصلحة ,,!.
وموعد الكسوف وضرر أشعته، حدث أطلع الله الانسان عليه، وهداه الى معرفته وإدراكه، ذلك لأن الخالق جعل الشمس والقمر على منازل وحساب، لكي يرصدهما الإنسان ليكونا وسائل لمعرفة الزمان على الأرض، ففي إدراك حسابهما إدراك لمصالح الإنسان الدينية والدنيوية ,,, ! .
ووقوع الزلزال حدث مستقبلي لم يمنحنا الله سبحانه علماً فيه، بل جعل لحظة وقوعه غيباً لم يطلعنا عليه فلا ندركه ولا نشعر به إلا حال حدوثه ,,, !.
وهدى الحيوان بالغريزة الى استشعاره قبل وقوعه بقليل حيث لاحظ الناس ان الحيوانات تصيح وتضطرب وتخرج هائمة من مرابضها ,, !.
النعمة من الله يحفظها ويُغيرها متى شاء، والعلم منه يمنحه سبحانه لمن يشاء، والمنّة له لأنه صاحب الفضل في النشأة والآخرة، والانسان المؤمن على هذه الأرض يُدرك ان ما عنده من قليل علم هو من علم الله، وأنه مِنحة منه سبحانه وأن ما حُجب عن الإنسان من علم هو لحكمة قدّرها الحكيم سبحانه!.
وان المساكن لا تحمي الإنسان من غضب الله لا في دخوله إليها ولا في خروجه منها! والدليل على ذلك ان الانسان الذي احتمى بمسكنه من أشعة الشمس الكاسفة، سقط عليه نفس المسكن بعد يوم أو يومين حين زُلزلت الأرض من تحته ,, !!
إن الذي يحمينا أينما كنا هو الإيمان الصادق بالله، والاعتراف بنعمه الظاهرة والباطنة، والإقرار للمنعم الجليل سبحانه، والخوف من غضبه وسخطه، والتقوى بمعانيها الواسعة ومفاهيمها العميقة ,,,!.
عبدالكريم بن صالح الطويان

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved