Thursday 9th September, 1999 G No. 9842جريدة الجزيرة الخميس 29 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9842


حوار مع رجل أعمال
(1-2)

هاتفني صديق طفولة لم أره منذ أمد بعيد وأصر على دعوتي الى منزله, لبُيت الدعوة شاكرا وذهبت هناك وبّعيد العشاء سألت صديقي هذا عن طبيعة عمله فأخبرني بأنه يملك شركات خاصة لها فروع دولية عدة, سررت لهذا الخبر السار وبما أنني أمون! على الرجل - في نفس الوقت الذي يؤرق مضاجعي موضوع السعودة - بادرت بسؤاله عن عدد موظفيه من السعوديين؟!, في البدء تلكأ بالاجابة فحاولت شد أزره وتشجيعه بطريقة غير مباشرة ولمحت! له ان سؤالي هذا باعثه الفضول والفضول فقط!, وبعد عدة محاولات نفسية! وبكل تردد! اعلمني صديقي هذا ان لديه اثنين من الموظفين السعوديين فقط مقابل ,,, أجنبي, وطمعا بالمزيد من الأسرار الوظيفية! عن هذا القطاع السري! أقصد الخاص سألته وسألته وسألته الى الدرجة التي من خلالها ان أيقظت حسه الخاص! ,, فبادرني بسؤالي ربما لتصريفي أو ربما لرفع حرج وقع اسئلتي المباشرة عليه! عما إذا كنت أبحث عن وظيفة لشخص عزيز وان كان الأمر كذلك فهو على أتم الاستعداد للقيام بما يفرضه الواجب! .
لم أعر هذا الاغراء أي اهتمام ومرة أخرى وخوفا من ان زمام المبادرة بالحديث قد يفلت من يدي بادرته مرة أخرى بسؤال ليس لدي ذرة من شك انه يكرهه كل الكره!,, ألا وهو سر عزوفه عن توظيف المزيد من السعوديين؟! هنا شمر صديقي عن ساعديه - أقصد فكيه!- ووجه لي الكلام قائلا: شف! في السابق قمت بتوظيف عدد منهم! ولكنني في النهاية لم أجد منهم سوى التعب,, ليواصل الحديث,, ومع ذلك فهم! لا يزالون يتقاطرون علي تقاطر النمل! طلبا للتوظيف ولكنني طالما نجحت ونجحت ولازلت أواصل النجاح في تصريفهم! , روادني الشك أنني قد أثقلت على مضيفي فحاولت جاهدا اختصار جهد! انتزاع المعلومات! عن هذا القطاع الشائك! ,, فسألته بالتالي عن وسائل نجاحه هذا في تصريفهم ,,, ؟! ,, بل ووعدته ان هذا سوف يكون آخر سؤال سوف أثقل به كاهله الخاص! ,, هنا عدل صديقي من جلسته ووجه إليّ الكلام مبتسما! ,, شف! ,, فلان - يقصد واحدا من أكبر رجال الأعمال السعوديين!- على غناه وكثرة ما يتكلم عن أهمية موضوع السعودة ليس لديه سوى ستة من الموظفين السعوديين ,,!,, ليواصل الكلام,, أما بخصوص كيفية تصريفي لهم! فهي بسيطة جدا وتتم عن طريق طلب كفالة من الساعي الى وظيفة تفيد بأن عليه ان يكون جاهزا للحضور الى مقر الشركة في أي وقت! تريده الشركة، هذا بالاضافة الى كفالة غرامية فيما لو أخل بشيء ما! اضافة الى ذلك فتلك الكفالة لا بد ان تضمن - في حالة فصله أو تغيبه!- ارجاع كافة وثائق ومستندات وأختام الشركة,, هنا - والكلام لصديقي- لن يجد المتقدم على الوظيفة مفرا سوى الفرار! فهو في الغالب شاب صغير السن وتعوزه الخبرة في التصرف في مثل تلك المواقف,, في تلك اللحظة وبعد حمدي لله على وظيفتي الحكومية! ألحيت على صديقي الخاص! بضرورة قبوله دعوتي له على العشاء فوافق مشكورا وغادرته ممتنا,, مما يعني ان موضوع الوجبة! القادمة سوف تحفل بما سوف يجري من حديث بيني أنا يالأكاديمي! وبين صديقي رجل الأعمال الخاص! عن موضوع السعودة! .
فإلى اللقاء .
الدكتور فارس الغزي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved