*كتب- عبدالرحمن بن ناصر :
الفن الكبير العالي على رأس الهرم الموسيقي الطربي من الخليج الى المحيط,, او لنقل المدرسة العالية المستوى والتي لايدخلها الا المتفوقون ,, طلال مداح الذي يلمع كثيراً كلما زادت الانتكاسة على الطرب ومن يعرف الطرب بالتاكيد يعرف من هو طلال مداح الذي لم يبق للطرب الا هو,, ولان وديع الصافي,, والمطرب صباح فخري قد انصرفا كليا فالأول لكبر سنه والثاني لبعده عن وسال الاعلام المرئية التي لاتقبل الا بالفيديو كليب ,, ولكن الابداع من طلال نفسه جعلهم يتابعونه خطوة,, خطوة؟!
ولأنه المطرب الكبير في هذا الزمن والاكبر في زمن مضى لماذا نقسو عليه,, ولماذا ننسى ما فعله لاجل سمعة واعتلاء مكانة بلدنا في المحافل والمهرجانات والحفلات العربية, فهو الفتى الذي نافس العباقرة في عقر دارهم وتفوق وازداد لمعاناً,, فاجبر محمد عبدالوهاب لعمل لحن له,, وانتم تعرفون كبرياء عبدالوهاب وتعاليه رحمه الله,,وملحن الطرب الاصيل محمد الموجي,, رحمه الله حينما تحدث عن طلال مداح ماذا قال,, كذلك العديد من رواد الموسيقى في الوطن العربي ماذا قالوا عن هذا العملاق,, هل ننسى كل هذا التاريخ المليء وننسى طيبة قلبه وتعامله ورقته مع محبيه في اعتقادي لا ولاننا نحبه يجب ان نحبه اكثر ومع العلم حين لقائي مع المؤرخ الموسيقي والمدرس في الاذاعة والتلفزيون بدمشق الاستاذ عمر الحمص قال بالحرف الواحد من اوجد روح الاغنية الخليجية هو طلال مداح ومن منا ينسى اسمر حليوة وزمان الصمت ومقادير وتصدق والموعد الثاني والكثير الكثير من الاغاني الشاملة في اعتقادي ان لقب المطرب لايطلق إلا عليه مع ان القنوات الفضائية قد ابرزت العديد من فناني الخليج الا ان بريق ولمعان وخبرة طلال لم يتجاوزها احد اتمنى ان يكرم هذا العملاق.
في حفلة ابها وفي صالة المفتاحة خصوصاً قد استرسل الطرب من طلال كثيراً بل كانت روعة في صوت طلال وحسه وحينما انتهت الحفلة صفق له الجمهور كثيراً ولكنه قال انا ما استاهل وللاسف الشديد فسرت غلط لان التباطؤ والتلكؤ بالفرقة المصاحبة جعل المستمعين والحضور في شك رهيب بإمكانيات هذا العملاق فبالتالي يجب ان توضح لهم الصورة كاملة هذه الفرقة لم تحفظ إلا القليل من اغاني طلال مع العلم ان النوتة كانت سابقة لحفظها من يومين او ثلاثة أضف الى ان المطرب طلال مداح يحفظ اغانيه ولايعتمد على قراءتها كغيره امام الميكرفون ومع العلم ان الكورال المصاحب للفرقة كثير الغلط فلماذا لانعتمد على أبنائنا في مثل هذه المناسبات لان روح الاغنية الخليجية لا يعرفها الا اهلها لاسيما ان كل هذه العوائق تكالبت على المطرب طلال مداح ولكنه تجاوزها بروحه العاليه وبفنه الراقي ودمه الخفيف الذي دائماً نشاهده عبر الاقنية التلفزيونية فهي الشاهد على ذلك.
خلافاً على التعامل المرن مع محبيه من الجماهير التي يقابلها بوجه نير وبشوش وتغلفه ابتسامة تنم عن روحه الطيبة والخاوية من الكبر والغطرسة والتعالي ولكنها الحب الكبير لكل الناس وقد شاهدناه كثيراً مع جماهيره,, واتذكر حينما حاصرته الجماهير في حفلة الامانة العامة بصالات الدرعية ماذا حدث حينما فقد,, عقاله ونعليه بسبب كثافة الجماهير عليه لم يتضايق او يصرخ او يطلب رجال الشرطة لانه يحبهم كثيراً بل اكثر ما يحبونه فلماذا نغضب عليه وهو الفنان الاصيل الكلاسيكي وان كان ليس المصطلح اللغوي لوصفه,, الذي انار الدرب الفني لهذا الجيل والجيل السابق فهو المطرب الذي ترجمت اعماله باللغة الفرنسية فغيره لم يصل الى الحدود العربية ونجامله,, يجب ان نعرف ان الموسيقي اشكال وانواع وان الاداء ثلاثة منها الأعلى الطرب والثاني المغني والثالث الاداء فقط, ففي مجال الطرب لم يبق لنا الا طلال مداح والبقية مغنون او مؤدون فيجب المحافظة على هذا الاسم الكبير او بالاصح هذه المدرسة العالية المستوى فهدمها من خلال اراء ليس لها علاقة بالطرب امر مستحيل ومخيف حقاً ولانه اعتذر للجماهير بسبب انه يريد لهم الفرحة الكبرى والطرب الأعلى فمن كلام المطرب طلال مداح للجماهير الحاضرة في المفتاحة والجماهير المشاهدة عبر التلفزيون ماهو الا تواضع منه ليس إلا,, وإن قال الشاعر فياض منصور:
بين العتب والعنب نقطة
وبين الغلا والخلاء غلطة
فرجائي الا تحذف النقطة ونعرف مابين الغلا والخلاء اي الفنان الفارغ .
|