*لقاء: علي الزهراني
** يعتبر الفنان عبدالمحسن النمر واحداً من أولئك المتميزين والذي اثرى مجال الدراما المسرحية والتلفزيونية,, وقد قدم النمر خلال مشواره الماضي الطويل العديد من الاعمال المحلية والخليجية المشتركة وزرع الثقافة الفنية في كثير من العواصم الخليجية من خلال مشاركاته التي اصبحت رئيسية تواجداً مع مايقدمه الانتاج الخليجي التلفزيوني.
قاد الفنان عبدالمحسن بطولات عديدة للمسلسلات ثرية بالتشويق والفائدة ويحتفظ بجماهيريته الكبيرة في وطننا الخليجي ويسعى دائماً للبحث والتجديد لكل ما هو عائد بالنفع على الأسرة الخليجية, وعلى ضوء لقائنا به تعمدنا الاستفسار عن ابرز مايدور من تساؤلات خلال الفترة الماضية والتي كانت حافلة بالمناسبات الوطنية,, دعونا نطالع سوياً ماذا قال النمر خلال حديثه المفيد.
* البعض يقول ان هناك تباعداً بينكم وبين الدراما التلفزيونية والمسرحية فماذا تقول؟
- يمكنني الاجابة على هذا السؤال بلا ونعم في نفس الوقت فقد يكون هناك تباعد مؤقت مع الدراما المسرحية والتلفزيونية المحلية وهذا عائد لظروف معينة ستزول مع اول عمل جيد يعرض علي يحمل في طياته الجودة التي يستحقها المشاهد المحلي, ومن ناحية اخرى انا متواجد في العديد من المحطات الفضائية الاخرى من خلال اعمال خليجية لابأس بها, ولكن لاشك في اني أحلم بعمل محلي وانا دائم السعي الى ذلك.
*ماذا قدمتم خلال صيف هذا العام من انشطة تتعلق بالحركة السياحية فنيا؟
-على الصعيد الرسمي كان هناك مشروع المشاركة في مهرجان الباحة السياحي وقد وجهت دعوة لي وللأخ الاستاذ عبدالخالق الغانم من المنطقة الشرقية للمشاركة في هذا المهرجان الوطني وحدد الموعد الا انه لم يتم الاتصال وحتى تاريخ اجراء هذا اللقاء ولا اعلم سبباً لعدم اتصال اللجنة بنا في الموعد المتفق عليه,, وعلى الصعيد الشخصي قدمت عرضا مسرحيا للاطفال كان له نصيب جيد من النجاح ولله الحمد.
*لماذا يفتقد الفنان والمنتج السعودي خصوصا والخليجي عموما الى التواجد في المهرجانات السينمائية العربية وكيف نوجد قاعدة سينمائية تكرس من تواجد الفنان السعودي وتبث مايمكن الرد به على اغراءات وافدة ونشر مايتعلق بقيمنا ومبادئنا؟
-موضوع السينما في الخليج بشكل عام يحتاج الحديث فيه لصفحات وصفحات بل يحتاج الى الكثير من البحوث وصدقني ان هذا الكلام لا اقوله من باب التنظير ولكن لدي تجربه تركت لدي هذا الانطباع وهي ليست بعيدة ففي هذا العام وبالتحديد في مهرجان التلفزيون الذي اقيم في دولة البحرين الشقيقة تلقيت دعوة للمشاركة في التأسيس للجنة للسينما في الخليج العربي وذهبت الى البحرين رغم كل الظروف التي كانت تحيط بي في وقتها احمل معي حلما احسست اننا على وشك تحقيقه والتقيت بأساتذة كبار يحملون نفس الحلم ونفس الهاجس.
وقضينا ثلاثة ايام في اجتماعات نتحدث ونتحدث,, ونتحدث ثم عدنا كما بدأنا,, والنتيجة لاشيء.
فقضية السينما ليست حديث ولا امكانيات ماديه فنحن نمتلك الكثيرمن هذا ولكن السينما تحتاج الى مناخ فكري واجتماعي.
*ماذا يربطكم بجهاز تلفزيون الخليج وهل خدم الفنان او المنتج السعودي,, وهل هناك مرئيات تتعلق بهذا الجانب تودون الافصاح عنها؟
-جهاز تلفزيون الخليج يذكرني بطائر العنقاء نسمع عنه ولانراه فهو حاضر معنا في المحافل الرسمية ولكن على الصعيد العملي لانراه, برغم ان هذا الجهاز وحسب معلوماتي المتواضعة مؤهل تماما ليكون من اهم الجهات الانتاجية في المنطقة بما لديه من امكانات مادية وقدرة على الاتصال, وانا اتصور ان هذا الجهاز المهم يحتاج الى اعادة تفعيل ليقوم بدوره وانا متأكد انه لو قام بالدور المأمول سيحدث نقلة نوعية في مستوى الانتاج ليس في الخليج وحسب بل على مستوى المنطقة العربية.
*بعيدا عن الانفرادية في عملية الانتاج او التمثيل هل قدم المنتج والفنان المحلي مايليق بحجم مناسبة الذكرى المئوية للمملكة,, وماذا قدمتم انتم,, وهل هناك اسباب حالت دون مشاركتكم بما يعبر عن فرحتكم وبطريقتكم الخاصة عبر الشاشة التلفزيونية؟
-في ذكرى هذه المناسبة الوطنية المهمة رددت وسائل الاعلام اخبار الكثير من الاعمال الدرامية لدرجة انني كنت اتوقع ان هذه الاعمال كفيلة بتغطية ساعات البث التلفزيوني لمدة طويلة ولكننا فوجئنا بعدد قليل من الاعمال التي لايمكن ان ترقى من قريب ولا من بعيد الى حجم هذه المناسبة او حتى الى مستوى الضجة الاعلامية التي صاحبت انتاجها
*المسرح المحلي مفقود بنسبة 100% وهذا موضوع لايختلف عليه اثنان ولكن بحكم نجوميتكم كيف يمكن طرح هذه القضية امام فروع او المركز الرئيسي لجمعية الثقافة والفنون في سبيل المطالبة باعادة تواصل المبدعين مع الجمعية كما كان في السابق؟
-لو اختلفت معك في هذا الرأي فتأكد انني اغالط نفسي فالمسرح المحلي ليس مصاباً بالشلل فقط بل فقد بصره في الفترة الاخيرة بحيث اصبح حتى لايمتلك ادنى رؤية مستقبلية تنم عن امل ما إذا استثنينا بعض المحاولات الفردية التي لاترى بالعين المجردة, فحتى الجمعية التي كانت تمثل بقايا الامل في العمل اليتيم الذي تقدمه كل سنة اصبحت لاتنتج فقد تخلى عنها ابناؤها المبدعون لانهم شعروا بالاحباط تلو الاحباط ولاتسألني عن السبب ,,,؟؟؟!!!
*مشاركاتنا المسرحية عبر مهرجانات تجريبية هل حققت الاهداف واوصلت رسالتها,, او ان العملية سواء من خلال الطرح او اختيار الممثلين او ترشيح المسرحيات بحاجة الى مناقشة,,
وهل تعتمد مشاركاتنا التجريبية على الاختيار من مسرح الجنادرية المحلي,,
وهل ذلك كفيل بان نحقق مانريد؟
-لو اردنا ان نواجه انفسنا بالحقائق فإن معظم مشاركاتنا في المهرجانات المسرحية تقتصر على اثبات التواجد ودائما ينظر الى المسرح السعودي بانه المسرح الوليد الذي يحتاج الى المعاملة الخاصة والنظرة الخاصة حتى اصبح هذا الوليد في سن البلوغ ومازال يحبو وذلك من الافراط في تدليله هذا بالنسبة للمسرح التقليدي فما بالك بالمسرح التجريبي هذا المسرح الذي يرتكز على القفز فوق ماهو تقليدي ويعتمد على الابتكار والتجديد, أما مهرجان الجنادرية فمما لاشك فيه ان هذا المهرجان من اهم ماقدم للمسرح المحلي من دفعة واقعية كفيلة بإشعال المنافسة بين الفرق المحلية وهذا مانحتاجه اذا استغلت هذه المناسبة بالشكل الصحيح.
*ما الافكار والخطوات الفنية التي تنوي تقديمها لجمهور الدراما المحلية وماذا ينقصكم لطرحها؟
-تزدحم الافكار والطموحات في مخيلة الفنان لدرجة يصعب تحديد ملامحها بشكل حصري ولكن تتضح متى اكتملت عناصرها دون التنازل عن اي عنصر, وبالنسبة لي فما زال العمل المحلي تنقصه العديد من العناصر والوقت القريب كفيل بتوفرها.
*اذا كان هناك نقدا معالجا لقضية فنية او عمل درامي يعيش في داخلك وترغب ان تطرحه امام المسؤول او الفنان او القارىء المشاهد فما القضية وكيفية ايجاد مقترح لحلها؟
-من ابرز القضايا التي اشعر بضرورة اعادة النظر فيها قضية التفرغ, فأغلب الفنانين تربطهم وظائف مما يربط مشاركاتهم المحلية والعربية بتوفر الاجازة,
وعن نفسي فقد اعتذرت هذا العام عن العديد من الاعمال التي ارى فيها الكثيرمن التميز وخاصة على مستوى الوطن العربي وذلك بسبب الارتباط الوظيفي, وحينما اشير الى التفرغ هنا لا اقصد التفرغ الكلي ولكن على الاقل التفرغ في حالة الارتباط وإلا كيف تطالب الفنان بأي عطاء وهو لايملك حتى الوقت لذلك.