* القاهرة عبدالله الحصري
أعلنت المنظمة العربية للتنمية الإدارية عن عقد مؤتمر دولي حول آفاق جديدة لتقوية النزاهة والشفافية والمساءلة الإدارية من منظور استراتيجي ومؤسسي بفندق كونراد انترناشيونال بالقاهرة في جمهورية مصر العربية خلال الفترة من 19 الى 22 سبتمبر 1996م.
وقال الدكتور احمد صقر عاشور مدير عام المنظمة ان هذا هو المؤتمر الدولي الأول الذي تقيمه المنظمة بالتعاون مع اثنين من المنظمات العالمية المعنية بالموضوع وهما: منظمة الشفافية العالمية وسكرتارية الكومنولث كما تم دعوة خبراء من منظمة التعان الاقتصادي والتنمية وكذلك من البنك الدولي حيث تقدم هذه المنظمات عددا من الخبراء العالميين المرموقين الذين سيساهمون بوجهات نظرهم وخبراتهم الثرية ورؤاهم بعيدة المدى من خلال التفاعل مع الأعضاء المشاركين في المؤتمر,ويخاطب المؤتمر الأول من نوعه في المنطقة العربية قضايا هامة تتعلق بالجوانب الأخلاقية للسلوك والأداء الاداري وهي جوانب يندر تناولها في برامج التنمية الادارية كما يطرح آفاقا جديدة استراتيجية ومؤسسية وسلوكية لتقوية النزاهة والشفافية والمساءلة الادارية كمدخل لمكافحة الفساد الاداري, وأكد الدكتور صقر انه بالرغم من ان ظواهر الفساد الاداري والممارسات غير الأخلاقية منتشرة في كل مكان في العالم إلا ان هناك حاجة لتجديد برامج مكافحة الفساد الاداري وبعث حيوية اضافية فيها لتحقيق فعاليتها المستديمة لأن استمرار هذه الظواهر وانتشارها ينتج عنه اثار مدمرة على جهود وبرامج التنمية في المجتمع مما يستوجب ان تصاحب برامج محاربة الفساد الاداري استراتيجيات وبرامج التنمية الادارية والاجتماعية والاقتصادية, مشيرا الى أهمية ان تصممم السياسات والأساليب المناهضة للفساد كجزء لا يتجزأ من استراتيجيات التنمية الادارية.
وتتوقع المنظمة ان يكون المؤتمر من الأنشطة الناجحة كما تتوقع ان يحضر هذا المؤتمر عدد كبير من المهتمين بموضوع النزاهة والشفافية الادارية والفساد الاداري سواء من المنطقة العربية او من دول العالم المختلفة وسيتم ادارة جلسات هذا المؤتمر بشكل يشجع الحضور على المشاركة في فعاليات المؤتمر والتفاعل المستمر مع الآخرين,
وأضاف الدكتور احمد عاشور ان نتائج ودلالات هذا المؤتمر ستكون في غاية الأهمية وذات آثار بعيدة المدى فيما يتعلق بالتنمية الادارية والاجتماعية والاقتصادية في جميع دول العالم مشيرا الى ان المؤتمر سيكون واحدا من أفضل وأنجح المؤتمرات التي عقدتها المنظمة في السنوات القليلة الماضية مشيرا الى ان حالة النزاهة والنقاء والشفافية الأخلاقية تصل الى أعضاء المنظمة من خلال سلوك القادة والاقتداء بهم والقيم التي يعتنقونها كجزء من الثقافة التنظيمية بالاضافة الى ذلك يعتمد نجاح استراتيجيات وبرامج محاربة الفساد بشكل كبير بالمتابعة الحكومية والتنظيمية ونجاحها في الكشف عن حالات الفساد الاداري والتغلب عليها وتعتبر الجدية والحسم في مواجهة هذا الحالات خاصة تلك التي يتم الاعلان عنها ويذيع صيتها امرا في غاية الأهمية ويمكنها في الواقع ان تحدد نجاح او فشل سياسات وبرامج وأساليب مكافحة ومنع الفساد الإداري في المقام الأول.
واضاف الدكتور صقر ان المؤتمر تتبع صعوبته من ان قضايا الفساد الاداري لها اوجه متعددة وتتفاعل في انتاجها عوامل عديدة وترتبط بها اطراف متعددة ومتشابكة وتتطلب الطبيعة المعقدة لهذه الظاهرة فهما عميقا لابعادها وعوالمها حتى يمكن صياغة برنامج فعال لمكافحتها كما يحتاج الأمر ايضا الى تضافر جهود الأطراف والأجهزة العديدة ذات العلاقة بالظاهرة ضمن هذا البرنامج حيث ان تحقيق مصداقية البرنامج وفعاليته واستدامته يحتاج الى ان تكون الأجهزة التي تتضافر جهودها لحصار الظاهرة ومكافحتها هي ذاتها خالية من الفساد وان تقدم مثلا يحتذى به في السلوك والممارسات الاخلاقية والمهنية واذا لم يتم مواجهة وايقاف الفساد بشكل سريع وحاسم فانه يمكن ان ينتشر بسرعة ويصبح مثل السرطان في الكيان الاداري للدولة اضافة الى ذلك قد تصبح محاربة الفساد قضية ذات حساسية نظرا لانها قد تثير تساؤلات حول مدى استقامة وقانونية سلوك وممارسات بعض المسؤولين في مراكز عالية ذات نفوذ وقوة وهم لا يزالون في مناصبهم وغالبا ما تكون لهم علاقات قوية ومتشبعة داخل الأجهزة الحكومية وهو ما قد يضع الجهاز الحكومي بل وربما النظام السياسي برمته في وضع مهاجمة صعبة من المعارضين والحلفاء على حد سواء,ونظرا لأن ظاهرة الفساد الاداري تعتبر ظاهرة عالمية وأحيانا تنتقل عبر الحدود القومية فإن السعي نحو الأمانة والشفافية والمساءلة الادارية يصبح محط اهتمام القيادات الادارية والباحثين وقيادات الأعمال في جميع أنحاء العالم وبالتالي تصبح الحاجة لتبادل الآراء والتجارب المشتركة بين الأفراد والجهات المهتمة والمعنية بموضوع المؤتمر امرا في غاية الأهمية.