للمنهج أهمية كبيرة في العملية التربوية ذلك ان المنهج هو الأسلوب المعبر الحقيقي عن مبادىء المجتمع ومثله وقيمه وهو الوسيلة التي بواسطتها تحقق الأهداف والغايات التي يسعى اليها المجتمع، وان كان المنهج عبارة عن مجموعة من الأهداف والمؤشرات الاساسية لثوابت المجتمع ومتطلبات العملية التربوية التي تهيئها المؤسسة التربوية للمتعلمين بقصد مساعدتهم على النحو الشامل في جميع جوانب حياتهم المختلفة من عقلية وثقافية ودينية واجتماعية وجسمية ونفسية وفنية نمواً يؤدي الى تعديل سلوكهم ويعمل علىتحقيق الأهداف المنشودة ومناهج محو الأمية وتعليم الكبيرات في الرئاسة العامة لتعليم البنات تأتي ترجمة لذلك فقد اقرت الرئاسة العامة لتعليم البنات خطة جديدة لتعليم الكبيرات ومحو أميتهن تهدف الى اختصار مدة الدراسة من اربع سنوات الى ثلاث سنوات تقتصر مدة الدراسة فيها على تمكين المرأة الأمية من الحصول على الحد الأدنى من معرفة القراءة والكتابة والحساب وأطلق على هذه الخطة او البرنامج (المنهج المطور ذو السنوات الثلاث) وهو مبني علي:
الخطة الدراسية:
حددت الخطة الدراسية في المنهج المطور بثلاث سنوات ومدة الدراسة الفعلية لهذا المنهج ثمانية وعشرون اسبوعاً بواقع خمسة ايام دراسية في الاسبوع وثلاث حصص في اليوم الواحد اي باجمالي قدره 420 حصة في السنة تتعلم الدارسة خلالها العلوم الدينية، والقراءة والكتابة، والمعلومات العامة، والرياضيات, وبدىء بتطبيقه مع مطلع عام 1418ه - 1419ه على الصف الأول مكافحة.
المراحل الدراسية:
من الطبيعي ان يسعى تعليم الكبيرات الى تحقيق العديد من الأهداف الاجتماعية والتنموية الواردة في المرجعيات الكبرى للرئاسة العامة لتعليم البنات عن طريق منهج متكامل مشفوع باستخدام وحدات تعليمية كبرى واساليب تدريسية تتمحور حول المتعلمة بحيث تتألف الوحدات التعليمية فيه - المؤلفة من ثلاث سنوات بحلقاتها (الأولى، الثانية، الثالثة) - مما يلي: التواصل، المرأة ومحيطها، الانماء الذاتي، فتحت وحدة التواصل نجد المهارات الأساسية في اللغة العربية والرياضيات ، وتحت وحدة المرأة ومحيطها تنضوي العلوم الدينية، ويزاد عليها في الحلقة الثانية من التعليم العلوم والدراسة التاريخية الجغرافية، وتحت مهارة الإنماء الذاتي تنضوي مهارات التعامل مع البيئة والتربية الفنية بأنواعها.
أسس المنهج المطور:
إذا كان المنهج المطور يتألف من عدة وحدات متكاملة فإنه انصب على عدة أسس واعتبارات منها علم نفس المتعلمة وطبيعة حاجاتها وحاجات المجتمع الذي تعيش فيه فجاء الأساس النفسي للمنهج متمثلا في مراعاة القدرات الذاتية بين كل دارسة واخرى وفقاً لنضجها وقدراتها ومهاراتها المختلفة وللمشاكل التي تهم المرأة سواء مشاكل اسرية او اجتماعية.
والاساس الاجتماعي فيه اعتمد على نقل ثقافة المجتمع وتطويره ومدى الاستفادة من التطور التقني، واذا كانت فلسفة التعليم تشكل الاطار العملي للسلوك الفكري والتربوي والاجتماعي لدى الناس في الحياة الاجتماعية العامة اوالخاصة فإن المنهج المطور يستند الى الاسس الدينية والتربوية وهي ماركز عليه المنهج لأنه يحقق من خلال ذلك معالم مهمة منها:
1 - اتساع مفهوم المنهج المدرسي ليشمل جميع جوانب المتعلمة الكبيرة سواء كانت مادية او روحية او عقلية مما يساعد على تنمية شخصيتها لتصبح انسانة ومواطنة صالحة في المجتمع.
2 - تنظيم خبرات المنهج بصورة تساعد المتعلمة على حل مشكلاتها اليومية واعدادها للحياة الآخرة.
3 - مراعاة القدرات الذاتية بين المتعلمات قال تعالى: لايكلف الله نفسا الا وسعها .
4 - استخدام طرق تدريس مناسبة مستمدة من الطرق التي كان بها الرسول صلى الله عليه وسلم يربي ويعلم اصحابه.
5 0 تسعى هذه المقررات من خلال المنطلقات الإسلامية لتعزيز القدوة فتكون المعلمة قدوة ومرشدة وموجهة للدارسات وقدوتها في كل ذلك قدوة البشرية اجمعين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم والصحابيات الفضليات.
6 - توفير المعلومات وتكوين المهارات والخبرات التي تؤدي الى تحقيق اهداف المتعلمة وزيادة دخلها.
7 - الاهتمام بالتقويم المستمر في ضوء اهداف التربية والتعليم.
المبادىء الاساسية التي يهتدي بها المنهج المطور:
يهتدي المنهج المطور على الصعيد العام بالمبادىء الاساسية الآتية:
1 - تعليم الدارسات الحقوق الإنسانية ووعي اسلوب الحياة الاسلامية وخصائص الشخصية الاسلامية ويركز في ذلك على قراءة القرآن الكريم وتدريس التشريعات وعقيدة التوحيد.
2 - تأمين استمرارية المنهج المتكامل وتواصله بإطاره المرجعي ومبادئه ومفاهيمه ومحتواه واستراتيجيات التعليم والتعلم المستخدمة فيه.
3 -- تقديم ثقافة عامة لكافة الأميات تعينهن على فهم امور الحياة ويتمثل ذلك في تدريس مبادىء العلوم الصحية.
4 - استخدام المعرفة اللغوية التي يتم اكتسابها للاستفادة منها في مختلف فروع المعرفة.
خصائص المنهاج المطور:
يتميز المنهاج المطور بعدة خصائص من الناحية الفنية هي:
1 - ينطلق المنهج من فكرة وعقيدة المجتمع السعودي القائمة على تعاليم ومبادىء الشريعة الاسلامية.
- مفردات المنهج تنطوي - إلى حد ما - على بيئة الأميات من خلال المواضيع التي تدرس لهن.
3 - يراعي نمو الدارسات وخصائص هذا النمو واعمارهن وخبراتهن.
4 - يتسم بالتكامل بين الحد الأدنى: التحرر من الآمية - ومرحلة التعليم المستمر.
5 - تتوفر فيه إمكانات وضع المعايير السليمة لتقويم سير العمل والتعديل في مسارات التنفيذ.
وبالرغم مما يحققه هذا المنهاج من اهداف ومن جانب تعليمي تكاملي يفسح فيه المجال للاختيار فيه وتطوير بعض جوانبه تطويراً تكوينياً الا انه بحاجة الي:
1 - سد المزيد من حاجات المتعلمة الكبيرة وتحسين نوعية العملية التعليمية وتجاوز استخدام التكنولوجيا في التعليم الى اعتناق استراتيجياتها ومكامنها وتطويرها في عمل المعلمة والإفادة من سائر وجوه التقدم الحاصل عالمياً في العلوم ولاسيما ونحن في بداية القرن الرابع عشر او في التسعينيات.
- استثارة دافعية المتعلمات جمعيهن باي شكل من الإشكال وإثارة دافعية المعلمات والمجتمع على السواء.
- ابتكار بدائل للاختبارات والتركيز على الاختبارات الموضوعية وان يؤخذ بالتقويم على انه عملية اصلاح لاقياس درجات بحيث يركز علىتقدير النمو الكلي المستمر للمتعلمة ويكون محكي المرجع ويهتم بالمتعلمات كل متعلمة على حدة أو ان يشجع المتعلمات على القيام بتقويم ادائهن تقويماً ذاتياً.
- دعم محتوى مقررات المنهج بالأنشطة اللاصفية في الانشطة المهنية فاغلب النشاط المتواجد يرتبط بتقديم ثقافة عامة فقط.
- توسيع نطاق الجهات التي تعمل لخدمة مناهج محو الأمية سواء من الجهات التي تعمل في البحوث والتطوير او الجهات العاملة في الحقل الاجتماعي والاستعانة بعدة جهات من أجل تمويل برامج مساندة لهذا المنهج.
- بالنسبة لمحتوى المنهج ووسائله التعليمية فهو يحتاج الي:
أ - ان تحتوي الكتب على الفاظ وتعابير مقتبسة من حياة الدارسات اليومية بدلاً من الالفاظ الشائعة في كتب القراءة للصغار.
ب - اعداد مواد تعليمية مختلفة لايقتصر فيها على الكتاب المقرر لذا يلزم وجود ملصقات وبطاقات تعليمية وكتب مساندة خاصة في الحلقة الأولى من الدراسة اوالحلقة الأخيرة.
ج - ان تسهم الخبرات والأنشطة التي تحويها كتب المنهاج المطور في تحقيق الأغراض التالية:
1 - مساعدة الدارسة على مواجهة مشكلات اجتماعية اخرى مثل: الطلاق، تربية التؤائم، العناية بالمسنين,, الخ.
2 - تشويق الدارسات وتثبيت المدركات الحية في أذهانهن من خلال الاهتمام بالرسوم والصور التوضيحية.
3 - تنمية المسالك التي بدأتها المتعلمات في الحلقة الدراسية السابقة مع ربط خبراتهن وحقائق التعلم بالمجتمع والحياة وادخال أدوار ومواد اجتماعية جديدة تعالج مشكلات حية مثل مادة الثقافة البيئية .
4 - التركيز في تقديم انشطة ذات طابع مهني او يدوي تحقق للدارسة اكتساب مهارات في اليدين وتركيز بالحواس مما ينمي لديها القدرة على الكتابة.
د - الكتب المقررة في هذا المنهج بحاجة الى اخراج يعتمد على ان تكون صفحات الكتاب غير مزدحمة بالكتابة والصور وان تقسم الصفحات بشكل يوازن بين عناصرها ويترك فراغاً بين كل عنصر وآخر، وان تكون الأسطر في كل صفحة محدودة وقصيرة الجمل ويترك فراغ مناسب بين الكلمات وبعضها البعض، وتكون المسافات بين الاسطر أكبر منها بين الكلمات وان تكون حروف الطباعة واضحة وكبيرة ويراعى استخدام الألوان المتباينة في عملية الطباعة.
كذلك في آخر حلقة تعليمية من المنهج المطور ذي السنوات الثلاث ضرورة ان تعد كتب ومجلات او صحف مشوقة تساعد على النمو اللغوي.
اخيراً فإننا نوصي بالآتي فيما يخص المنهج المطور:
- ضرورة ان تحاول مديرات المدارس والمشرفات التربويات بتوجيه المعلمات الى ادماج المتعلمات في الحياة العامة من خلال تزويدهن بنوع من التعليم الفني والمهني المتقدم وتنمية القدرة لديهن على ابتكار اشكال السلوك الجديدة الكفيلة بتحقيق النضج الكامل للشخصية سواء تحقق ذلك بصورة فردية او جماعية.
- ربط مواد المنهج بعضها ببعض بحيث يساعد ذلك على تكوين تصور عام لها او ادراك وظيفتها في معالجة الأشياء والحقائق فوحده المعرفة في مجال محو الأمية لاتعني التوسع المعرفي لأن التعليم لم يعد مجرد مادة مخزونة في كتاب ولكنه معالجة ذهنية وعملية لأنشطة حية تحفل بها الحياة، كما ان المعلومات في حد ذاتها لا قيمة لها الا بقدر ماتكون من اتجاهات عقلية وبناء خبرات وظيفية فمثلا كتاب العلوم الدينية يلاحظ انه يقدم للدارسة بأساليب وطرق تدريسية تقوم وحدة المعرفة فيها على معرفة فهم الافكار الاساسية وتثير ماتملكه الدارسة من قدرات عقلية خاصة بالفهم والنقد والتحليل والتركيب والاستنباط والتعليل.
كلمة بالمناسبة
ان الجدية التي تضطلع بها مؤسسات التعليم للتوصل الى افضل نتاج يخدم اساليب العمل في مجال محو الأمية، يؤكد حرص هذه الجهات على مواجهة خطورة الأمية واثارها السلبية ومدى المعاناة من وجود فئات غير متعلمة في نسيج المجتمع تعوق حركة تقدمه وتعرقل وسائل تنفيذ برامج التطوير والتنمية فيه،وتأتي الرئاسة العامة لتعليم البنات في مقدمة الجهات والمؤسسات التعليمية التي تجعل من ضمن اولياتها في اليوم العالمي لمحو الأمية ضرورة تنفيذ حملات للتوعية بأهمية الالتحاق بمدارس محو الأمية، ومناقشة قضية الأمية من وجهة نظر تربوية ليست بمعزل عن مناقشة الواقع.
وإن كانت المادة 184 من سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية الصادرة عام 1390ه تنص على مساهمة وسائل الاعلام في التوعية العامة التي تشعر الأميين باهمية التعليم فإن إعداد هذا الملحق من قبل الرئاسة العامة لتعليم البنات ممثلة بوكالتها المساعدة للإشراف التربوي - بالتعاون مع صحيفة الجزيرة باعتبارها وسيلة من وسائل الاعلام - هو اقرار بإعطاء الاولوية لوسائل الاتصال الاجتماعي التي هي منابر للتوعية ووسائط للوصول لأكبر عدد من القراء ومن المعنيين والمعنيات بمجال محو الأمية ليحقق هذا الملحق دعوة للجميع من عدة جهات فهو:
- دعوة لإشعار القراء بخطر الأمية بوجه عام.
- نداء للاهتمام بمشكلة الأمية بوجه خاص عن طريق محاولة معرفة تفصيلات أكثر واعمق عن جوانبها المختلفة.
- العمل معاً لاتخاذ موقف منها سواء على صعيد الافراد او الجماعات.
- دعوة للالتزام بمتابعة الجهود لمحو الأمية.
اخيراً تأمل هذه الوكالة وهي تقدم هذا الملحق ان تكون قد قدمت جانباً من التصور الكامل لمشكلة الأمية ورافداً ينتفع به كل من له عناية واهتمام في اي ميدان من ميادين تعليم الكبار ومحو الأمية.
الوكالة المساعدة للإشراف التربوي