* الاجواء الدافئة التي تسود علاقات دول الخليج، سمة بارزة من سمات هذه المنطقة,, وعلامات التجانس بين قيادات هذه الدول اضحت من الرسوخ بحيث لا تخطئها عين الراصد اينما كان,.
السر وراء ذلك يكمن في خصوصية العلاقة بين شعوب دول مجلس التعاون الخليجي، فالود العميق بين القيادات في دول المجلس هو انعكاس لتلك الخصوصية التي تميز علاقات السكان في هذه الدول.
,, شعب واحد تمتد مساحات وجوده بامتداد رقعة دول المجلس، هموم مشتركة,, آمال مشتركة,, تطلعات مشتركة,, ورؤية مشتركة.
واحساس دول المجلس بالخصوصية في علاقاتها يشكل الرباط الذي يشدها تجاه بعضها البعض، فكم من احداث استجدت اكدت على متانة اللحمة والوقفة لاعضاء البيت الواحد,, وليس بمنأى عن الذاكرة جريمة الغزو الذي شنه جيش صدام حسين على دولة الكويت الشقيقة حيث اتضحت - يومها - وحدة المصير ووحدة المشاعر ووحدة المواقف، وكان ذلك بمثابة الجسر الآمن الذي استطاعت من خلاله دول المنطقة تحجيم العدوان ودرء اخطاره ومحو آثاره,.
ان علاقات الدم التي تربط بين الخليجيين تضفي على قيادات المنطقة انسجاما تاما في علاقاتهم تجاه بعضهم البعض,, فبالاضافة الى الجانب التنظيمي المقنن من خلال مجلس التعاون الخليجي، هناك الجانب الثنائي السياسي والودي في علاقات قادة الخليج والذي يتم ترجمته عبر الزيارات والاتصالات والرسائل، وهي وسائل لا تنقطع وتزيد من قوة الارتباط وخصوصية العلاقة,.
في هذا الاطار,, تجيء زيارة جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان الى المملكة ترسيخا للعلاقات بين دول الخليج من جهة، وتأكيدا على متانة العلاقات الثنائية بين المملكة وسلطنة عمان من جهة اخرى، حيث استقبله سمو نائب خادم الحرمين الشريفين الامير عبدالله بن عبدالعزيز واحتفى به في اجواء ودية عميقة,, تعكس وحدة الدم وقوة التلاحم الذي يجمع بين البلدين الشقيقين,.
ولعل هذه الزيارة الكريمة بما يحيطها من اجواء، وما يتزامن معها من واقع على اصعدة القضايا العربية,, ستدعم - دون شك - وحدة المواقف، وستقوي الآمال الخليجية في واقع عربي قادر على مواجهة التحديات، والحفاظ على الحقوق والدفاع عنها، خصوصا حقوق الاشقاء في فلسطين بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، وحقوق الاشقاء السوريين واللبنانيين بعودة الجولان والاراضي المحتلة في جنوب لبنان للسيادة الوطنية.
الجزيرة