ينازل بطل العالم للشطرنج الروسي كاسبا روف الذي كان قبل سنوات قد تعادل مع الكمبيوتر بجولة لكل منهما.
ينازل هذه الايام كل الناس الذين في كل العالم ويشتركون في الانترنت يقضون ليلهم في الشوارع يفكرون في كل نقلة كيف يكون رد فعل كاسباروف ام ترى تفوته؟! ام ترى يحرك قطعة لانراها نحن! بينما البطل الروسي ينعم في سويت الف نجمة, عندما يحرك جنديا من جنوده.
يذهب لينام, ويقوم في الصباح ويفطر, ويتجول في ردهات الفندق الفخم او يشتري قطعا نادرة كتلك التي يضعونها عادة في الفنادق الكبرى التي تلمع بالكريستال والزجاج المصقول, وعناقيد الذهب وهمج الانترنت يملأون الشوارع التي في كل العواصم حتى في باحات مدن آسيوية تقطر منها الاحزان عبر اطفالها الذين يولدون كعود القصب الاسود ثم يدفنون مكان مولدهم , حتى في هذه المدن هناك من لعبت معه البلية وجاب كم قرش من السعودية او من روسيا حتى: يملأون الشوارع ليكرسوا امام الناس بل امام انفسهم اننا نحن الذين لازلنا نعشق القراءة وهي لازالت تمتعنا انما نحن متخلفون وفي سبيلنا للانقراض, الابجدية الآن صار لها لوحة مفاتيح يقوم الحرف بعدة مهام فهو يطرح نفسه كحرف أولا ثم اذا استعملت معه الحرف او علامة الترقيم المعينة هذه يفتح لك ملفا ثانيا والانترنت تطرح نفسها (مرثية) للشعر الذي سقط في الميدان لانه لم يستعمل الجداول الرياضية و(مبكاة) للكتابة التي اذا منحتك نفسها غرقت في بحر عميق من السعادة كأنك تسبح فوق المحيطات! (كاسباروف) سيهزم هؤلاء اتمنى هذا باسم كل الناس في كل العالم فقد سبق ان هزم الكمبيوتر بجولة لم تستطع كل ذاكرة الكمبيوتر المهولة عبر موجاته التي تشبه الغرائب ان يتصدى لعقل انسان, تعامل مع الشطرنج اللعبة الاورستقراطية الهادئة والفخمة، التي يسود اجواءها غيم من التفكير والشرود, اصبحت الانترنت الخط الموازي لثقافة (ماكدونالدز) و(كنتاكي) و(بيتزاهت) الذي يسير معه جنبا الى جنب فالشباب وغير الشباب لا يعرفون من ابعاد هذا الكون الجميل سوى لوحة المفاتيح والفأرة والمونيتور, قرأت العام الماضي في مجلة عربية احصائية منتقاة لنسبة القراء وقراء الكتب بالذات في بعض الدول الاوروبية وكان من ضمنها (ايرلندا) التي كانت نسبة القراء فيها 54% (اربعة وخمسين بالمائة) عام 98م وكنت اظن ان ايرلندا لاغير ذلك الفريق الذي يرتدي الشعار الاخضر ويلعب في بطولة اوروبا ويهزم دائما او يتعادل ويلعب بطريقة ميكانيكية لان قانون كرة القدم لا يعير التفاتا الى تقنيات كرة القدم بل يفترض حالات يعاقب عليها فقط فهو لا يكافىء ايضا.
|