Thursday 9th September, 1999 G No. 9842جريدة الجزيرة الخميس 29 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9842


اتفاق شرم الشيخ تجاوز اختباره الأول
عمليتا طبرية وحيفا تثيران ذعر الإسرائيليين من عرب 48

* القدس المحتلة- كريستيان شيز- أ,ف,ب
اعلنت حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك يوم الاثنين تصميمها على تطبيق اتفاق شرم الشيخ على الرغم من تفجير سيارتين مفخختين مساء يوم الاحد في اسرائيل، الامر الذي ادانه رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات.
وقال نائب وزير الحرب الاسرائيلي افراييم سنيه انه ليس لدى اسرائيل اي سبب لعدم تطبيق الاتفاق الذي وقع ليل السبت الاحد في شرم الشيخ حول مذكرة واي ريفر.
واكد سنيه ان السلطة الفلسطينية تبذل جهودا صادقة وجدية وفاعلة نسبيا لمنع هجمات الارهابيين .
وكان سنيه اعلن غداة الانفجارين في طبرية وحيفا ان توقف عملية السلام بسبب العنف سيؤدي الى تنفيذ لعبة الارهابيين بمنحهم نوعا من حق الاعتراض على عملية السلام .
والذي ساهم في موقف حكومة باراك اللين الاعلان عن ان منفذي عمليتي التفجير من عرب اسرائيل.
واكدت مصادر فلسطينية ان الاشخاص الثلاثة الذين ارتكبوا عمليتي التفجير من العرب الاسرائيليين المتحدرين من قرى تقع في شمال اسرائيل.
ولا تزال الشرطة الاسرائيلية ترفض التعليق على الحادثين نظرا للتعتيم الذي فرضته احدى المحاكم على مسار التحقيق.
وبما ان منفذي عمليتي التفجير لم يتسللوا من الاراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية فقد حرم مناهضو اتفاق شرم الشيخ في اسرائيل من سلاح يشهرونه بوجه عرفات الذي تبقى مصداقيته في محاربة الارهاب موضع شكوك في الدولة العبرية.
ولهذا السبب، كان رد الفعل الاول لباراك بعد الانفجارين القول انه يجب التحقق مما اذا كان منفذو الانفجارين قدموا من الاراضي الفلسطينية ومن ثم التفكير فيما يجب عمله .
من جهته، اجرى عرفات اتصالا هاتفيا بباراك بعد الحادث منددا بما حصل.
واعتبر عمليتي التفجير من الاعمال التخريبية التي يجب مواجهتها .
وافادت الصحف الاسرائيلية ان باراك وعرفات اتفقا على وجوب المضي قدما في تطبيق اتفاق شرم الشيخ.
وبالتالي، يجب على الحكومة الاسرائيلية تطبيق المرحلة الاولى التي ينص عليها الاتفاق في غضون الايام المقبلة اي الافراج عن 200 معتقل فلسطيني سجنوا بسبب نشاطاتهم المعادية لاسرائيل.
واعلن افراييم سنيه نائب وزير الحرب الاسرائيلي من جانبه انه ليس هناك ما يدعو اسرائيل لعدم تطبيق اتفاق شرم الشيخ الذي وقعه الجانبان ليل السبت في مصر.
وبعد ان كان الاتهام قد وجه يوم الاحد الى حركة حماس ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة ان الانتحاريين الثلاثة هم مهند عزايزي وجاد الزايدي من بلدة دبوريا العربية في شمالي اسرائيل وامير مصالحة الذي لم يعرف مسقط رأسه.
وقال سكان في بلدة دبوريا انه لم يكن لعزايزي والزايدي انتماء سياسي محدد لاي من التنظيمات العربية في اسرائيل بما فيها الحركة الاسلامية.
واثر الانفجارين اللذين يعدان الاخطر منذ تولي رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك السلطة في مطلع تموز/ يوليو الماضي والاكثر دموية منذ ايلول/ سبتمبر 1997، وضعت الشرطة الاسرائيلية في حال تأهب في جميع انحاء البلاد تحسبا لاي عمليات جديدة, وعززت الاجراءات الامنية خصوصا بالقرب من المراكز التجارية قبل ايام من الاحتفالات برأس السنة اليهودية التي تبدأ الجمعة.
ووقع الانفجاران بعيد تصديق الحكومة الاسرائيلية على الصيغة المعدلة لمذكرة واي ريفر التي تنص على الانسحاب من 11 في المئة من اراضي الضفة الغربية واطلاق سراح 350 معتقلا فلسطينيا وتحدد جدولا زمنيا لمفاوضات الوضع النهائي للاراضي الفلسطينية.
وقال يوسي بيلين اثر لقائه عرفات ان اي اعتداء يخلف ضررا جسيما لعملية السلام ,, آمل في ان يتم تغليب العقل .
ولقيت عمليتا التفجير ادانة شديدة كذلك من قبل القيادات السياسية للاقلية العربية في اسرائيل التي استنكرت محاولات قوى من خارج الوسط العربي في اسرائيل الزج بالشباب في معاركها.
وقال احمد الطيبي عضو الكنيست ورئيس الحركة العربية للتغيير ان هذا العمل مدان من الجماهير العربية وقواها السياسية بما فيها الحركة الاسلامية .
واعتبر الطيبي ان ذلك يشكل لعبا بالنار سيحرق اساسا مصالح الجماهير العربية كما سيقدم الاسلحة للقوى اليهودية المتطرفة التي تعتبر اننا لا ننتمي لهذه الارض وتنادي بطردنا من وطننا .
وقال الشيخ عبدالله نمر درويش مؤسس الحركة الاسلامية في اسرائيل لفرانس برس نحن نعتبر اساليب العنف مرفوضة من اي جهة اتت ومحاولات الربط بين حركتنا الاسلامية والانفجارات التي وقعت هي محاولة بائسة تعودنا على مثيلها في السابق .
وشدد درويش على ان اعضاء الحركة الاسلامية مثلهم مثل كل عرب اسرائيل هم جزء من دولة اسرائيل ويحملون هويتها,, ومن يحمل هوية دولة عليه ان يتصرف وفق قوانينها .
وقال درويش ان الحركة الاسلامية في اسرائيل ستواجه بحزم وبكل قوتها اي محاولات من قوى خارج اسرائيل لتجنيد عناصر في صفوفها خدمة لغاياتها واهدافها .
من جهة ثانية، اعلن مسؤول فلسطيني رفيع المستوى يوم الاثنين ان الاجهزة الامنية الفلسطينية كشفت خلال الاسابيع الاخيرة مخططا لحركة حماس يتضمن تنفيذ عمليات عسكرية بهدف اعاقة التوصل الى اتفاق مع اسرائيل حول تنفيذ مذكرة واي ريفر.
وقال الطيب عبدالرحيم الامين العام للرئاسة الفلسطينية لفرانس برس لقد احبطت الاجهزة الامنية الفلسطينية هذا المخطط الذي ورد في تعليمات من قيادة حماس في الخارج الى بعض الخلايا في الداخل .
واوضح عبدالرحيم ان الامن الفلسطيني اعتقل خلال الاسابيع القليلة الماضية عددا من خلايا حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة التي قدم افرادها اعترافات كاملة حول تخطيطهم للقيام بمثل هذه العمليات .
وذكرت مصادر امنية فلسطينية انه تم اكتشاف كميات من الاسلحة والمتفجرات ومبالغ مالية كبيرة مرسلة من قيادات حماس في الخارج.
واضافت انه تم وضع اليد على رسائل التعليمات المرسلة من قيادات الخارج التي تضمن بعضها دعوة عاجلة لبعض الخلايا لتنفيذ عمليات عسكرية وانتحارية خلال الفترة التي كان تجري فيها المفاوضات مع الاسرائيليين لتعطيلها ,, وبعد التوصل الى اتفاق لتعطيل تنفيذه .
وكان عربي اسرائيلي من الجليل يدعى عبدالله اغبارية اعترف الاسبوع الماضي بقتل زوجين اسرائيليين في غابة في شمال اسرائيل.
وقال وزير الصناعة الاسرائيلي ران كوهين اذا ثبت ان العرب الاسرائيليين نفذوا الاعتداءين بعد قتل الزوجين في الاسبوع الماضي، فسيكون الامر مقلقا .
الا ان عضو حزب ميريتس اليساري قال انه ينبغي ان لا نعمم الاستنتاجات على جميع افراد الاقلية العربية الذين يحترمون القانون عموما .
ويشكل العرب سدس سكان اسرائيل وهم يعتبرون مساوين للاسرائيليين امام القانون ويتمتعون بحق التصويت لكنهم يعانون في الواقع من التمييز.
الا ان ارييل شارون زعيم حزب ليكود معارضة قومية يمينية دعا باراك الى عدم الافراج عن السجناء.
وقال في هذا الصدد مهما تكن هوية منفذي الاعتداءات، فقد استوحوا اعمالهم من الدعاية العنيفة المعادية لاسرائيل في الصحف والاذاعة الفلسطينية .
ويبدو ان اتفاق شرم الشيخ اجتاز امتحانه الاول، لكن يحتمل ان تكون هناك عقبات اخرى.
وقال الطيب عبدالرحيم المقرب من عرفات ان السلطة كانت على علم باستعدادات حركة المقاومة الاسلامية حماس ، المعارضة لاي اتفاق سلام مع الدولة العبرية، لعمليات تفجير.
ولكن، كما رأت صحيفة معاريف فان التفجيرين يؤكدان عدم صعوبة ادخال سيارة مفخخة الى وسط المدن الكبرى بالرغم من الجهود المكثفة التي تبذلها الاجهزة الامنية الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية .
وبات السؤال يتمحور حول معرفة رد فعل الاسرائيليين وبالتالي حكومة باراك في حال تكرار مثل هذه العمليات.
وكان المفاوض الاسرائيلي في اتفاق شرم الشيخ جلعاد شير حذر يوم الاحد من ان وقوع اعمال ارهابية عنيفة لن يجعل اي عملية سلام تطغى على امن الاسرائيليين .
يشار الى ان الاسرائيليين لم ينسوا ان مضاعفة عمليات التفجير تسببت في سقوط حكومة رئيس الوزراء الاسبق شيمون بيريز عام 1996 لصالح اليمين، مما ادى الى عرقلة عملية السلام لفترة ثلاثة اعوام.
وتشعر اسرائيل بالقلق من بروز حركة متطرفة بين رعاياها العرب اثر قيام ثلاثة من العرب الاسرائيليين بتفجير سيارتين مفخختين الاحد.
ووصف القاضي رون شابيرا الملكف بالملف ب القنبلة الموقوتة العناصر الاولى للتحقيق الذي تقوم به الشرطة والذي مازالت الرقابة تمنع نشر اي شيء عنه.
فقد طلب القاضي مواصلة احتجاز المشتبه بهم الخمسة موحيا بعبارات ملتبسة ان الامر يتعلق بعرب اسرائيليين على علاقة قرابة مع الانتحاريين الثلاثة الذين قتلوا بفعل انفجار القنبلتين قبل الوقت المحدد لهما واللتين كانوا ينقلونهما على متن سيارتين في طبرية وحيفا.
وافادت مصادر فلسطينية مطلعة في رام الله ان الانتحاريين الثلاثة الذين قتلوا في عمليتي التفجير اللتين وقعتا الاحد في شمالي اسرائيل واسفرتا ايضا عن اصابة اربعة اشخاص بجروح هم من عرب الدولة العبرية.
وحسب هذه المصادر فان الانتحاريين الثلاثة هم: مهند عزايزي وجاد الزايدي من بلدة دبوريا العربية في شمالي اسرائيل وامير مصالحة الذي لم يعرف مسقط رأسه.
الا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك حرص على نفي مسؤولية المواطنين العرب في اسرائيل عن عمليتي التفجير.
وقال في حديث بثته الاذاعة الاسرائيلية باللغة العربية ان العرب الاسرائيليين مواطنون اوفياء للدولة وقد اثبتوا ذلك, يجب ان نتجنب التعميم وان نهتم بالمتطرفين كل حالة على حدة .
واضاف ان حكومته مصممة على سحق الارهاب ، وقال ان حكومتي لن تسمح بان يحدد الارهابيون جدول الاعمال, سنسحق الارهاب ايا كان مصدره ,,, سواء كان مرتبطا بالحركة الاسلامية اسرائيلية او قتلة حركة المقاومة الاسلامية حماس او الجهاد الاسلامي الفلسطينيتين.
والحركة الاسلامية في اسرائيل هي حركة شرعية تماما وهي منتشرة في بلدات عربية عدة بفعل شبكة من المؤسسات التربوية والاجتماعية والخيرية والدينية.
واعلن رئيس الحركة الشيخ عبدالله نمر درويش لن اسمح بتدمير نسيج العلاقات اليهودية العربية .
يشار الى ان العرب الاسرائيليين قرابة مليون نسمة اي ما يعادل 18% من السكان صوتوا بكثافة لصالح باراك في انتخابات السابع عشر من ايار/ مايو الماضي ولديهم 13 نائبا في الكنيست البرلمان من اصل 120 نائبا.
وقد عين باراك نواف مصالحة وهو عربي اسرائيلي نائبا لوزير الخارجية وهو المركز الاهم الذي احتله عربي اسرائيلي حتى الآن.
وللمرة الاولى يشارك نائبان عربيان في عضوية لجنة الخارجية والدفاع النافذة.
كما انه تم حديثا تعيين عربي في المحكمة العليا وتم انتخاب عربية العام الماضي ملكة لجمال اسرائيل.
الا ان العرب الاسرائيليين يعانون من التمييز ولاسيما في مجالات الاسكان والتربية والتعليم, وقد اشار تقرير رسمي صدر حديثا الى نمو الشعور لديهم بكونهم فلسطينيين على صعيد الهوية.
ونقلت صحيفة معاريف عن مسؤول كبير في الاجهزة الامنية الاسرائيلية قوله ان لدى العرب الاسرائيليين شعورا بانهم مواطنون من الدرجة الثانية في اسرائيل وتتكون لديهم قناعة بان مشاكلهم لن تسوى ضمن اطار المفاوضات السياسية .
ومن جهتها اشارت صحيفة هآرتس الى احتمال وجود فرع تابع لحركة المقاومة الاسلامية حماس في اسرائيل.
وقالت الصحيفة ان الفرع يستخدم كمركز لنشاطات المنظمة الاصولية الملاحقة في الاراضي الفلسطينية حيث يطبق الحكم الذاتي وفي الاردن.
وقالت هآرتس ان الاجهزة السرية الاسرائيلية والفلسطينية تحاول منع عبور اجهزة التخريب من خلال الممرات الامنة التي ستدشن قريبا بين غزة والضفة الغربية حيث سجل وجود خلايا اصولية في الخليل وبيت لحم ورام الله ونابلس.
حتى ان مسؤولا امنيا اسرائيليا كبيرا قال لصحيفة معاريف ان ثمة تواطؤا مع حماس فيما يختص بعمليتي التفجير في طبرية وحيفا.
وكان عربي اسرائيلي قيل انه ناشط في الحركة الاسلامية قد قتل الاسبوع الماضي طالبين يهوديين بالقرب من كيبوتز مجدو شمال اسرائيل , والناشط من قرية المشيرفة حيث قام اربعة من سكانها بقتل ثلاثة جنود اسرائيليين عام 1992 بالفؤوس.
الا ان عمليتي طبرية وحيفا تثبتان ان المتطرفين العرب في اسرائيل تجاوزوا مرحلة السلاح الابيض.
وقال وزير الامن الداخلي الاسرائيلي شلومو بن عامي ان جريمة مجدو تنذر بالخطر, اذا ما ثبت ان الاعتداءات الاخيرة بالمتفجرات تندرج ضمن الاطار عينه فان علينا ان نشعر بقلق مضاعف .
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved