عزيزتي الجزيرة
حتى يكون كلامي مقبولاً لدى الاغلبية اود ان اعترف بحقيقة ولو كانت مرة علي وهي انني مع الاسف احد المدخنين الذين تمكنت منهم تلك العادة السيئة مدة طويلة نسأل -الله المغفرة- ويعلم الله انني كلما رأيت ادارة مكافحة المخدرات وتذكرت ما تقوم به تلك الادارة من جهود جبارة لحماية هذا البلد ومواطنيه من هذه السموم، تمنيت ان تكون بجوارها شقيقة لها تسمى ادارة مكافحة التدخين فعسى ان تتحقق هذه الامنية.
قد يقول البعض انني ابالغ واعطي الموضوع فوق حجمه، ولكن وبحكم تجربتي المرة واحساسي بمعاناة كل مدخن اقسم بالله العظيم ان حاجتنا لمكافحة التدخين بشكل منظم ورسمي لا تقل عن حاجتنا لمكافحة آفة المخدرات فكلاهما سيئ.
وليس من باب التقليل من اضرار المخدرات فكلنا نعلم ما تؤدي اليه من مآسٍ ولكن احب ان اوضح ان للتدخين مضار وان كانت غير فورية فهي تساوي او حتى تفوق اضرار المخدرات.
فقد اصدرت منظمة الصحة العالمية احصائية تقول ان التدخين يتسبب في موت اكثر من ثلاثة ملايين شخص كل عام، وهذا يفوق بكثير ما تسببه المخدرات من وفيات.
وحتى نرى فظاعة هذه الكارثة فسوف نقارن بين ضحايا التدخين وبين ضحايا بعبع الامراض في هذا العصر, وهو مرض الايدز , الذي اكتشف في السبعينات ولم يكتشف له علاج حتى الآن والحقيقة تقول اننا لو احصينا ضحايا هذا المرض منذ اكتشافه حتى الآن فانها لا تعادل ضحايا التدخين لسنة واحدة فقط.
اقول هذا الكلام وانا ارى هذا الاخطبوط الشرس الذي بدأ يغزونا بكثافة رهيبة ونحن ننظر اليه دون إبداء اي مقاومة تذكر, فأخذ يلف اطرافه حول اعناق ضحاياه استعدادا لابتلاعهم.
والطامة الكبرى ان معظم هؤلاء الضحايا هم من ابنائنا الصغار او ما نسميهم امل المستقبل.
فلنسأل انفسنا ماذا عملنا لكي نجنبهم شرور هذا الداء, فالتوعية وحدها لا تكفي وعيادات مكافحة التدخين لا تحارب انتشاره ولكنها تساعد فقط من اراد النهوض بعد الوقوع في براثنه.
ان المكافحة المقصودة ينبغي لها ان تحد من انتشاره بوضع طرق وانظمة صارمة تشمل عمليات استيراده وتوزيعه وتحديد اماكن بيعه واستثناء صغار السن من شرائه مع فرض ضرائب كبيرة عليه ليتم الاستعانة بها لعلاج ضحاياه, اننا بحاجة لقوانين مشددة وملزمة التنفيذ بهذا الخصوص فنحن نرى زيادة كبيرة قد لا تصدق من واردات التبغ ومشتقاته الينا نسبة الزيادة في العشر السنوات الماضية 900% وهذه الزيادة دليل على زيادة اعداد المدخنين هنا في الوقت الذي يحدث فيه العكس تماما في الدول المتقدمة، فقد بدأت الحكومات والمجتمعات هناك تحارب هذه الآفة بكل السبل وتضيّق الخناق على كل مدخن حتى بدأوا بالتناقص هناك بينما ازدادوا هنا مع الاسف؟
وحيث ان العالم المتقدم بدأ يحارب بجد تلك السموم فهل ننضم الى الركب فورا ونرى قريبا ادارة عامة لمكافحة التدخين ؟ لعل وعسى.