رحل امير الشباب.
رحل زين الرجال.
رحل راعي الأيتام ومن أجمع على حبه الأنام.
رحل مغيث المضطر وموفي دين المعمّر.
رحل مغيث العطاء ومن ضرب لنا أروع الأمثلة في السخاء.
رحل من صرف الملايين يبتغي بها رضا رب العالمين.
رحل من كان لحضوره في النفس وقع، وبرحيله في القلب وجع.
رحل من كان سلس الأسلوب ومن نقش اسمه في القلوب وفرج كثيراً من الضائقات والكروب.
ترجل الفارس ومؤنس الجالس.
إن الألقاب لاتمنح بالمجان حتى يتسنى لكل من احب لقباً طلب من الناس ان يطلقوه عليه فالالقاب لاتطلق
إلا على الأكفاء من الرجال.
لاتطلق إلا على من اجمع الناس على حبه.
لاتطلق إلا على من عرف بجوده وفضله.
لاتطلق إلا على من اجمع الناس على سعة حلمه.
لاتطلق إلا على من شهد الناس على بره.
لذا لقّب الأمير -رحمه الله- بعدة ألقاب لعل اشهرها واقربها الى النفوس: الامير صاحب القلب الكبير.
لقد جمع الله بالأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- جميع الخصال التي يتمناها أكثر الشباب, المنصب، الجاه، الجمال، لكن تلك الخصال لم تلهه عن الاتصاف بصفات الكرام.
فلقد كان نعم الموجه لمن اراد المشورة ونعم المعين لمن اراد المعونة.
لقد كان في كل كلمة يلقيها يحث الشباب على التمسك بتعاليم الدين والاعتزاز بالعادات والتقاليد.
لقد كانت وفاة الأمير فيصل بن فهد فجيعة واي فجيعة؟
ليست على آل سعود والاقربين فحسب بل كانت على الناس أجمعين.
اما لماذا ليست على آل سعود واقاربهم فقط فذلك راجع الى ان الإنسانية بأسمى معانيها قد تجلت بخصال الأمير صاحب القلب الكبير، ولأن المتتبع لحياة الأمير يلاحظ انه وجد في العطاء لذة حُرم منها غيره, فما ان يُنشر في الصحف قضية لمحتاج إلا ويسارع فيصل (عثرات الكرام) لقضائها قبل ان يوشك الفجر على الانبلاج.
عزاؤنا لخادم الحرمين الشريفين قول الرسول صلى الله عليه وسلم إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم, فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم, فيقول: فماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع فيقول: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد ، رواه الترمذي وقال حديث حسن, وعزاؤنا لآل سعود ان لله ما أخذ وله ما اعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى,اللهم أجر آل سعود والشعب السعودي في مصيبتهم واخلفهم خيرا منها إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.