Thursday 9th September, 1999 G No. 9842جريدة الجزيرة الخميس 29 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9842


أضواء
موقف الإمارات,,, واستهتار والت ديزني

الصراع العربي الإسرائيلي، وتفرعاته ليس وليد اليوم، فباقتراب ختام الالفية الثانية، ودخول العالم الألفية الثالثة يكون هذا الصراع قد تجاوز أكثر من نصف قرن عرف خلال سنواته الخمسين والنيف الكثير من اسباب ذلك الصراع والمسببات التي ادت إلى فرض أمر واقع ظالم على العرب والمسلمين جميعا بزرع كيان غريب في قلب العالم الاسلامي وجد الدعم والسند من القوى الدولية النافذة، وهذا الكيان وان تضخم وتمرد على الجميع بمن فيهم الذين صنعوه، واصبح لا يهتم بالشرعية ضاربا عرض الحائط بكل قرارات الامم المتحدة والمجتمع الدولي وبالذات فيما يخص القرارات الدولية التي تؤكد بأن الاراضي العربية التي يحتلها منذ عام 1967 أرض محتلة لا يجوز التصرف بها او تغيير مكوناتها الديمغرافية والجغرافية.
هذا التمرد على الشرعية الدولية والذي تمثل في اقامة وانشاء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، والتغيير المتواصل في التركيبة السكانية لمدينة القدس ما كان له ان يتواصل لو وجد من يقف بقوة في وجه الاسرائيليين ويمنعهم من مثل هذا التصرف كما يحصل مع كثير من الانظمة والدول التي تحاول الخروج على قرارات مجلس الامن الدولي إلا ان التعامل مع تمرد وتجاوزات الكيان الصهيوني لاتجد المعارضة والمواجهة الجادة على العكس انها تجد التشجيع والمساندة في المحافل الدولية بوضع العراقيل ومنع مجلس الامن الدولي من القيام بواجبه بمعاقبة من يخرج ويتمرد على الشرعية الدولية وهذا ما شجع إسرائيل على التمادي في خرقها للقرارات الدولية وبالذات قراري مجلس الامن الدولي 242 و339 اللذين يعتبران كل ما استولت عليه اسرائيل في عدوان عام 1967م، ارض محتلة لا يجوز احداث اي تغيير فيها، بما فيها مدينة القدس، المدينة المقدسة عند المسلمين جميعا.
مساندة وتشجيع اسرائيل على خرق قرارات مجلس الامن الدولي لم تقتصر على الدول الغربية وحكوماتها فقط، بل تجاوز ذلك للشركات والمؤسسات الاعلامية والترفيهية التي اما انها لا تعرف مدى الاهمية الكبرى والالتزام الاسلامي المقدس بمدينة القدس، أو انها تعرف وتتجاهل ذلك ظنا منها ان المسلمين والعرب وان اعترضوا واحتجوا فإنهم سرعان ما يكفوا عن ذلك ويقبلوا بالامر الواقع وقد فات على الغربيين والامريكيين بالذات بان القدس، ووضعها والمقدسات التي تحويها بمثابة منطقة حمراء لا يمكن ان يقبل اي مسلم التفريط بها، ولن تفرط اي دولة او حكومة اسلامية وبالذات العربية بضياع القدس الاسلامية، مثل ضياع ارض فلسطين ومدن فلسطينية أخرى، ولذلك فقد كانت مواقف الدول الاسلامية حازمة وحاسمة تجاه كل ما يبعد القدس عن المسلمين ويضيع حقهم فيها.
لهذا فإن الموقف الذي اتخذته دولة الامارات العربية المتحدة تجاه شركة والت ديزني ومقاطعتها لموافقتها على السماح لاسرائيل باقامة معرض تظهر فيه القدس كعاصمة لاسرائيل يجب ان يكون موقفا اسلاميا عاما وان تبادر الدول العربية أولا لتبني موقف الامارات وجعله موقفا عربيا موحدا، بمنع كل منتجات والت ديزني لتكون عبرة لغيرها من الشركات والدول التي تتجاوز الخطوط الحمراء خاصة في قضية اسلامية القدس وعروبتها التي لا يختلف عليها العرب والمسلمون جميعا.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved