من تابع الاخبار في صحافة الاسبوع الاخير من شهر ربيع الاول من عامنا هذا او بداية الاسبوع الاول من شهر ربيع الآخر لا بد ان مر على خبر يعلن ان مجموع سكان العالم قد بلغ ستة مليارات نسمة.
والتضخم او الانفجار السكاني الذي سيواجهه العالم في القرن الاول من الالفية الثالثة هو من المشاكل والتحديات الكبيرة في القرن القادم ولعل خبر الستة المليارات هو فقط مجرد مؤشر,.
تقول الدراسات ان الزيادة السنوية لسكان كوكب الارض تصل الى حوالي ثمانين مليون نسمة في كل عام واذا ضربنا هذا الرقم في 100 سنة فإن مجموع سكان العالم سيتضاعف في نهاية القرن الحادي والعشرين.
والخوف او المشكلة ليست في زيادة الاعداد، بل في تهيئة الظروف لهذه المليارات من البشر للعيش اذ ان الاراضي الزراعية قد تحولت او حولت الى صحارى والمياه قد تلوثت ولم تعد صالحة لا للزراعة ولا للشرب والمادة او المحاصيل الزراعية لم تعد الارض المناسبة موجودة لانتاجها.
ومع مشاكل زيادة السكان وقلة المحاصيل الغذائية لاطعامهم ايضا تقل نسبة وجود اعمال لهذه الاعداد المهولة من البشر ومعها تتضاعف اعداد العاطلين عن العمل ومع البطالة تزداد نسبة الجريمة.
التطورات العلمية ساعدت دون شك على توفير العلاج والدواء للكثير من الامراض وهذا بدوره كان له تأثير على امتداد العمر وانخفاض نسبة الوفاة في سن الطفولة او عند الولادة الا ان التقنية ايضا حولت بعض المهن التي تحتاج الى عشرة عاملين الى اعمال قد لا تحتاج الا لعامل واحد يقف بجانب الآلة يراقبها وهذه الآلة هي التي تقوم بما قد يحتاج احيانا لاكثر من عشرة عمال وهذا ادى الى ترك هؤلاء لاعمالهم وزادت هنا نسبة البطالة وسوف تتضاعف مع التقنيات الحديثة.
ان الانفجار السكاني المتوقع في قرننا القادم يعتبر احد أهم ما ستواجهه الاجيال القادمة، ومن الطريف ان اعداد الاطفال يزداد في المجتمعات التي تكثر فيها البطالة.
الجيل الحالي وعلى رأسه المنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة الامم المتحدة مطالبة بالدعوة الى عقد المؤتمرات والندوات العالمية والاقليمية للتباحث في وضع دراسات تشتمل على حلول لما ستواجهه الاجيال القادمة من انفجارات سكانية ونقص في الانتاج الغذائي وصراع من اجل الحصول على الماء الصالح للشرب وللزراعة ومكافحة تلويث البيئة والتصحر,.
عالمنا في حاجة الى تنظيم اقتصادي تعاوني يوجد الارضية المناسبة للوقوف صفا واحدا امام مشكلة الانفجار السكاني والتي ستضاعف المليارات الستة من البشر الذين يسكنون الارض في يومنا هذا الى اضعاف مضاعفة.
د, محمد بن سليمان الأحمد