Friday 10th September, 1999 G No. 9843جريدة الجزيرة الجمعة 30 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9843


صورة الإسلام في الأدب الإنجليزي 2- 2
د, محمد بن سعد الشويعر

في الفصل الثالث من الباب الاول: يتحدث عن الفكر الاستشراقي: مفهومه وتاريخه وغاياته، واثره في الأدب الانجليزي (1: 165 - 210), وهذا موضوع مهم كثر الخوض فيه، حيث يرى المؤلف ان اوروبا لما منيت بالخسارة والهزيمة في معظم حملاتها الصليبية على البلاد المقدسة، امتلأت نفوس اليهود والنصارى حقداً على الاسلام والمسلمين، فكانت هناك دعوة الكنيسة، التي نادت بضرورة الاخذ بالثأر، والتنكيل بالاسلام والمسلمين بشتى الوسائل، والعمل الدؤوب للتصدي لحركة الدعوة الإسلامية، وانتشار حضارة الاسلام، فزادت الجهود الاستشراقية ضراوة وأوعزت الى رجال الفكر والمبشرين، بتكثيف العمل، والعكوف على دراسة الاسلام، واحوال المسلمين، وبالتالي وضع الخطط للهجوم على الاسلام، والقضاء عليه, وما الدراسات الاستشراقية إلا لون آخر من ألوان الحروب الصليبية المتصلة بالحركة الفكرية والفكر (1: 165 - 166).
ويعرِّف المؤلف المستشرق: بأنه في العموم من ابناء اليهود أو النصارى، ومن سار على نهجهم، واقتدى بضلالهم من غير اليهود والنصارى من ابناء المسلمين المتغربين، الذين خرجوا على دين الاسلام، لأنهم يتفقون مع الاستشراق في آرائه وأفكاره,, ولقد كانت غالبية المستشرقين في بداية ظهور الدراسات الاستشراقية، من الرهبان والقسيسين والمبشّرين، وكان بعضهم من الذين اهتموا بدراسة اللاهوت,, ثم يردف قائلا: ومهما اختلفت نحل المستشرقين واتجاهاتهم، فهم يهدفون جميعا الى هدف واحد، وهو الاسلام، والإجهاز عليه، والمستشرقون جميعا متفقون في عدائهم للاسلام مع تجاهلهم لحقيقته (1: 168 - 169).
وهو بهذا القول ينزع الثقة من المستشرقين عموما، ويراهم أعداء للإسلام وأهله، ولا يجعل لهم حسنات، بخلاف ما يكتبه عنهم كثير من الرعيل الأول في العالم العربي والاسلامي، الذين تتلمذوا على أيديهم في الجامعات، أو على فكرهم في المؤلفات، ويرونهم خدموا التراث العربي، والموافقون للمؤلف، يرونهم لم يهتموا من تراث الاسلام الا بالغناء والموسيقى والشعر المتحلل من القيم، وقصص الحب، ويسمون ذلك فناً اسلاميا، وتراثاً دينيا,, فهو يقول: والملاحظ ان اصطلاح الاستشراق أخذ يدخل كثيراً من كتب العلم وفنونه في الغرب، فنجد الاستشراق والحديث عن الشرق الاسلامي يدخل في كتب الرحلات، وكتب التجارة، وكتب الصناعة، وكتب الأدب, وكتب الدواوين الرسمية والحكومية، وكتب التاريخ الطبيعي، والسبب في هذا ان الاستشراق اصبح فناً له اصوله واهدافه بين الغربيين، وبذلك اصبح مصطلحا لا يمكن الاستغناء عنه في محاربة الإسلام والمسلمين، وقبل هذا بأسطر قال: وجمهرة المستشرقين متأجرون لإهانة الاسلام وتشويه محاسنه (1: 171).
وعن تاريخ الدراسات الاستشراقية, واسباب ظهور الاستشراق اورد آراء كثيرة في بداية ظهوره، ولم يرجح رأياً منها، لكنه اورد رأيا لواحد منهم، هو المستشرق يوهان فوك الذي قال: إن الإستشراق إنما ارتبط بالحروب الصليبية وأن المستشرقين الأوائل، كانوا يرون في عملهم انه نوع من الجهاد والكفاح ضد الإسلام (1: 173), ثم يورد ما قرره: رودي بارت في قوله له عن تاريخ الاستشراق ما يلي: إذا نظر الى المرء الى الوراء، إلى تاريخ تطور الاستشراق ولم يتردد في التبسيط، رغبة في زيادة الوضوح فإنه يستطيع ان يقول: إن بدايات الدراسة العربية الاسلامية، ترجع الى القرن الثاني عشر ففي عام 528ه تمّت ترجمة معاني القرآن، لأول مرة الى اللغة اللاتينية بتوجيه من الأب بيتروس فينيراو بيلس رئيس ديركلوني، وكان على ارض اسبانية، وفي القرن الثالث عشر الميلادي ايضا، نشأ اول قاموس لاتيني عربي، وفي القرن الثالث عشر، والقرن الرابع عشر، بذل رايموندس لالوس، المولود في جزيرة ميورقه جهودا كبيرة لإنشاء كراس لتدريس اللغة العربية، وكان قد تعلم اللغة العربية على يد رجل عربي (1: 174).
وعن غايات الاستشراق وأهدافه، لم يخرج عمّا نوه عنه بأنه حرب فكرية ضد الإسلام للتشويه والصدّ الا انه توسع بذكر النماذج، والاستشهاد بآيات كريمة من كتاب الله عن نوايا أهل الكتاب ضد الإسلام والمسلمين (1: 176 - 209).
وقد اجمل ما ذكر في ثلاث نقاط توضح أهداف الاستشراق:
1- إثبات بطلان الإسلام، بوصفه ديناً وانه قوة سياسية قامت على القمع والإرهاب، ونشر عقائد فاسدة ارغم الشعوب على قبولها بحدّ السيف, فأخضع الناس دون رغبة منهم.
2- إثبات عدم صحة دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ونبّوته وأن الكتاب والسنة إنما هما من وضعه عليه الصلاة والسلام وان التشريع الإسلامي مبنيّ على اسس بعض الحضارات القديمة.
3- مسخ حقيقة العرب ولغتهم وتراثهم العربي، وبالتالي الانتقاص من شأن حضارة العرب والمسلمين لتحقير حال العرب، لان النبي صلى الله عليه وسلم عربيّ قرشي وبالتالي تحقير اللغة العربية (1: 197 - 198).
وقد رأى ان اهداف المستشرقين في العصر الحديث، اتسّعت لتشمل النظريات التربوية والنفسية، في مجالات التربية، والعمل على غرس مبادىء التربية الغربية في نفوس المسلمين وابنائهم، وهذا ما نلاحظه في مناهج ومقرّرات الجامعات في الدول الاسلامية، وخصوصاً فيما يتعلّق بالمواد التربوية، والنفسية والاجتماعية، فهناك استمرارية لتدريس الفرويدية، والدوكايميّة، كنظريات نفسية، واجتماعية تهدف الى تكوين مجتمع متوازن، ولكن الحقيقة، هو هدم القيم الاخلاقية والاجتماعية، والسلوكية لتعاليم الإسلام، ووضع الغثّ الذي هو ادنى بدلاً منها (1: 204).
ومن استعراض المؤلف للفكر الاستشراقي بمفهومه وغاياته واهدافه، اعتبر هذا الفكر الاستشراقي مصدراً من المصادر التي استقى منها كتّاب الأدب الانجليزي، افكار الادب وموضوعاته التي تحدّث فيها عن الإسلام والمسلمين (1: 209).
وفي الأبواب التالية من الثاني حتى نهاية الحادي عشر، كان ما اورده دراسة تاريخية للأدب الانجليزي وبيان حالته قديماً، ثم في العصور النورمانديّ، والعصر الوسيط، وعصر النهضة، والقرن السابع عشر، وعصر التجديد، والقرن الثاني عشر، والعصر الرومانسي، والعصر الفكتوريّ ثم العصر الحديث، من حيث فنون الآداب: شعراً ونثراً في كل عصر, وماجدّ في بعض العصور من مجالات ادبية كالرواية، والأدب القصصي، والأدب المسرحي.
والباب الأخير: الثاني عشر خصصه للإسلام في الأدب الانجليزي: شبهات ومفتريات (2:727 844).
وقدجاء في المدخل لهذا الباب قوله: والفصول السابقة عن عصور الأدب الانجليزي، خلال تاريخه الطويل من القرن السادس حتى القرن العشرين وعلى وجه التحديد اوائل الخمسينيات من هذا القرن دلّت الدراسة فيها على ان كتّاب الأدب الانجليزي كانوا يركزون الحديث على موضوعات محددة عن الإسلام، تنحصر في مفاهيم محددة بعينها,
لقد انحصرت كتابات الأدباء في هذه الموضوعات التي هي جماع الأمر في دين الإسلام والتي سوف نوجز الحديث عن كل موضوع في هذه الموضوعات قدر المستطاع لرد الشبهات، ودحض المفتريات، التي جاءت في الأدب الانجليزي من خلال ما تقدم ذكره في فصول هذا الكتاب (2: 730 731).
ثم ذكر هذه الموضوعات وهي ستة: كلمة التوحيد، محمد رسول الله، القرآن الكريم والحديث الشريف، الشريعة الإسلامية, الشخصية المسلمة، الحروب، الصليبية والتبشير,, وتحدث عن كل موضوع على حدة، وأبان مفتريات كتاب الأدب الانجليزي ورده عليهم (2:731 844).
فهو يورد عن كلمة الوحيد، مقطعين من كلمتين، تدلان على ان بعض الأدباء فهموا الحقيقة وأن ألسنتهم آمنت ولكن لا يعلم ما في القلوب إلا الله,, فالكاتبة الإيطالية لورافيشا فاغليري تقول: ولقد دعا الرسول العربي بصوت ملهم باتصال عميق بربه دعا عبدة الأوثان وأتباع النصرانية واليهودية المحرفتين الى اصفى عقيدة توحيدية، وارتضى ان يخوض صراعا مكشوفا مع بعض النزاعات البشرية الرجعية التي تقود المرء الى ان يشرك بالخلق آلهة أخرى,, وبفضل الإسلام هزمت الوثنية في مختلف اشكالها.
والكونت هنري دي كاسترو يقول: اما فكرة التوحيد فيستحيل ان يكون هذا الاعتقاد، وصل الى النبي صلى الله عليه وسلم من مطالعته التوارة والانجيل، إذ لو قرأ تلك الكتب لردها لاحتوائها على مذهب التثليث، وهو مناقض لفطرته، مخالف لوجدانه فمنذ خلقته، فظهور هذا الاعتقاد بواسطته دفعة واحدة هو أعظم مظهر في حياته وهو بذاته أكبر دليل على صدقه في رسالته، وأمانته ونبوته ولعل هذا البرهان من اوضح الأدلة على ان الإسلام وحي من الله فإن مفهوم التوحيد في الإسلام عقيدة تميز بها عن غيره وليس هناك في الإسلام إلا إله واحد نعبده ونتبعه، إنه أمام الجميع وفوق الجميع وليس هناك قدوس آخر نشركه معه, (2: 736 737), ويستدل بمثل هذه الأقوال، على بطلان ما يردده بعض أدباء عندهم: بأن الإسلام دين باطل، وأن مسألة التوحيد اخذها الرسول صلى الله عليه وسلم من الديانات الأخرى, وفي هذا رد عليهم بكلام أدبائهم ومفكريهم,
- وعن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم (2: 737 760) يقول: إن كُتّاب الأدب الانجليزي تحدثوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن اسمه الكريم بحيث ذكره الكتّاب ومعجم اكسفورد بما يزيد عن ثلاثين اشتقاقاً وكلها استخدمت من قبل الأدباء والكتاب الانجليز، تشير الى الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنها تحمل معاني سلبية بمعنى الشيطان والصنم والفاسق، ونبي الوثنية، ونبي عبدة الأصنام، والساحر، والكاهن، وما الى ذلك من المعاني الفاسدة (2: 38).
وكثر حديثهم عن ضريح الرسول صلى الله عليه وسلم في الأدب الانجليزي وفكرة الضريح المعلق في السماء بواسطة احجار موضوعة على ظهر الكعبة في مكة، وكان أول من قال بهذا الكاتب كريستوفر مارلو في مسرحيته تيمور لنك وقد تبعه في ذلك بعض الأدباء أمثال جون ملتون وجوزيف اديسون، ومايثو بريور، وروبرت ساوثي، إلا ان ساوثي يقول: ان الضريح معلق في الهواء في المدينة، وليس في مكة، ثم رد على قول هؤلاء الأدباء بقوله: وكل ما قيل في هذا الشأن يكذّبه الواقع، فالعرب لم تعرف التابوت، بل كانوا يعرفون اللحود، والدفن في الأرض (2:39).
ولم يسلم من افتراءاتهم وكذبهم جبريل عليه السلام، فنقل المؤلف عن مجموعة من أدباء وكتاب الانجليزية الى ان محمداً قد درّب حمامة على أكل القمح من فوق أذنيه، وتوحي اليه بوحيها وأن الحمامة هي جبريل، ومحمد قال بهذا: الكاتب الانجليزي المشهور: وليم شكسبير، والشاعر صموئيل بتلر، والكاتب المسرحي والناقد المشهور: جون درايدك، والشاعر الرومانسي وليم وردزورث,, وهدفهم من ذلك انكار صدق نبوته صلى الله عليه وسلم (2:741 742), والكاتب جيمس ميلر سمى مسرحيته: محمد الدجال: اتهم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكذب، ولم يبعث من السماء وان دعوته باطلة فهو إنما جاء لطلب الرئاسة والمال باسم الدين, وسايره في هذا المنهج روبرت ساوثي وبمثل هذا الإفك وهذا الافتراء قال الكاتب المسرحي: ولتر سانج لاندورك إن محمداً والقديس سيرجس كلاهما يطلبان الشهرة، فأحدهما كان يطمع ان يظهر في القسطنطينية وهو القديس سيرجس، بينما محمد أراد ان يظهر في سوريا، فمحمد ليس بنبي، وانه حرّم الخمر على نفسه لما يصيبه من صرع، وإغماء فادّعى ان ذلك وحي السماء، وانه حرام على المسلمين (2:743).
ومع هذا الكذب والافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصياغة الوقائع التي لا يصدقها العقل، ولا تتلاءم مع مدارك الأطفال فضلا عن الكبار، فإنهم يطمحون من وراء ذلك الى تشويه صورة الإسلام عند الآخرين ليطفئوا نور الله بأفواههم، ويسيئوا الى دين الله الحق، وينصروا باطلهم، والأدباء عند الانجليز هم الواجهة الذين يصورون للعامة بفكرهم، ما يمليه عليهم رجال الكنيسة ومن يخدمهم من رجال الفكر من مستشرقين وقساوسة وغيرهم.
ومع هذا فإن المؤلف منصف، عندما ينقل في بعض المواقف ما يذكر بعض الكتاب الانجليز في كتاباتهم من آراء هي عين الحقيقة، المتفقة مع الرأي الإسلامي، سواء ما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم او بالقرآن الكريم، او بتعاليم دين بالإسلام,, ليكون في ذلك معارضة بين بعضهم البعض، وتناقض فيما يقال,, حيث يقول بعد إيراد شواهد في الحالين وأمثال هذا التناقض بين كتّاب الأدب الانجليزي كثيرة، اوردناها في ثنايا الكتاب، واشرنا اليها في الأماكن المناسبة، في الفصول السابقة، ولا داعي الى تكرارها مرة اخرى.
وعن الرسول صلى الله عليه وسلم وشخصيته، تضاربت الأقوال، واختلفت الآراء في الأدب الانجليزي وانَّى تجتمع كلمة الباطل فنجد في بعض الأعمال الأدبية ما يشير الى ان محمدا لم يكن نبيّاً بل إلهاً,, وغير هذا,, مما يجده القارىء مثلا في العصر النورماندي (2: 744).
المؤلف في عرضه للشبهات والأكاذيب العديدة، التي يرددها كتّاب الأدب الانجليزي، قد حاول الرد عليهم في كل موقف بما يستطيع حميّة لدين الله، ودفاعا عن العقيدة الإسلامية، ورسول الله المبعوث من ربه لإبانة الحق واعتبر الانتقادات والمآخذ التي كانت توجه للإسلام في السابق منذ ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحتى الآن لم تتغير لكن كتّاب الغرب ألبسوها أثوابا عصرية ظانين انهم ارتفعوا بكتاباتهم عما فعله أسلافهم (2:847).
وفي الخاتمة أجمل من كتب عن الإسلام في الأدب الانجليزي وأنه لا يخرج عن كونه احد الأصناف التالية:
1- ان يكون قسيسا راهبا معاديا للإسلام، 2 او مبشراً من المبشرين الذين يروجون لدينهم الباطل 3 او صليبيا مستعمراً ملأ قلبه الحقد والحسد، 4 او مستشرقا يعمل في السلك الدبلوماسي، 5 أو يهوديا يعمل لخدمة اليهودية ومصالحها واستخدام النصارى ضد المسلمين (2:847 848).
وفي الحقيقة ان الدكتور اجاد في موضوعه هذا، وجدير بكل أديب ومثقف ان يتمعن في الحقائق التي اوردها عن كتّاب الغرب، ليعرف نواياهم ضد السلام، وهم الطبقة المفكرة عندهم.
خبر عن المزابلي:
جاء في كتاب الحمقى والمغفلين لابن الجوزي رحمه الله: عن علي بن المحسن التنوخي قال: كان عندنا بجبل اللّكام - وهو جبل مشرف على انطاكية وطرسوس كما قال ياقوت في معجم البلدان رجل يسمى ابا عبدالله المزابليّ، يدخل البلد بالليل، فيتتبع المزابل فيأخذ ما يجده ويغسله ويقتاته، ولا يعرف قوتا غيره، او يتوغل في الجبل فيأكل من الثمرات المباحات، وكان صالحا مجتهدا، إلا انه كان قليل العقل، وكان له سوق عظيم في العامة، وكان بأنطاكية موسى الزكوري صاحب المجون، وكان له جار يغشى المزابلي، فجرى بين موسى وجاره شرٌّ، فشكاه الى المزابلي، فلعنه في دعائه فكان الناس يقصدونه في كل جمعة، فيتكلم عليهم ويدعو، فلما سمعوه يلعن ابن الزكوري، جاء الناس لقتله فهرب ونُهبت داره، فطلبه العامة فاستتر، فلما طال استتاره قال: إني سأحتال على المزابلي بحيلة اتخلص بها فأعينوني، فقالوا له: ما تريد؟ قال: أعطوني ثوباً جديداً وشيئاً من مسك وناراً وغلماناً يؤنسونني الليلة في هذا الجبل,, قال: فأعطيته ذلك فلما كان نصف الليل، صعد فوق الكهف الذي يأوي إليه المزابلي، فبخّر بالندّ، ونفخ المسك، فدخلت الرائحة الى كهف ابي عبدالله المزابلي، فلما اشتمّ المزابلي تلك الرائحة وسمع الصوت، قال: مالك عافاك الله، ومن أنت؟ قال: انا جبرائيل أرسلني اليك ربي, فلم يشك المزابلي في صدق القول، وأجهش بالبكاء والدعاء، فقال: يا جبرائيل ومن أنا حتى يرسلك الله إليّ، فقال: الرحمن يقرئك السلام، ويقول لك، موسى الزكوري، غداً رفيقك في الجنة، فصعق أبو عبدالله، فتركه موسى فرجع, فلما كان من الغد، كان يوم الجمعة، أقبل المزابلي يخبر الناس، برسالة جبرائيل، ويقول: تمسحوا بابن الزكوري واسألوه ان يجعلني في حلّ، واطلبوه لي، فأقبل العامة الى دار ابن الزكوري يطلبونه ويستميلونه (116) واورد لبعض القصاصين قوله: يامعشر الناس إن الشيطان اذا سُمّي على الطعام والشراب، لم يقربه فكلوا خبز الأرز المالح ولا تسمّوا، فيأكل معكم ثم اشربوا الماء بالملح، ولا تسمّوا حتى تقتلوه عطشا، وكان سيفويه يُضرب به المثل في التغفيل,, قيل له، إن اشتهى أهل الجنة عصيدة كيف يعملون؟
قال: يبعث الله اليهم أنهار دبس، ودقيقاً وأرزاً، ويقال: اعملوا وكلوا واعذرونا (أخبار الحمقى والمغفلين ص 113).
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved