Friday 10th September, 1999 G No. 9843جريدة الجزيرة الجمعة 30 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9843


جبر وشاح وأبوالعوف وأبوزيد من أبرز ال199 المفرج عنهم
أهالي الضفة الغربية وغزة استقبلوا السجناء بالفرح والدموع والرقصات

* رام الله - الضفة الغربية - الوكالات
استقبل سجناء فلسطينيون افرجت عنهم اسرائيل صباح امس استقبال الأبطال لدى وصولهم الى الضفة الغربية وذلك في اطار اتفاق سلام وقعه الفلسطينيون مع اسرائيل انهى عشرة أشهر من الجمود الذي سيطر على تحركات السلام.
رقص أقارب السجناء وبكوا فرحا واطلقوا الرصاص في الهواء وهم يستقبلون 199 سجينا وصلوا الى الضفة الغربية وقطاع غزة بصحبة الشرطة الفلسطينية.
وقال مسؤولون اسرائيليون ان الافراج شمل 200 سجين فلسطيني من أربعة سجون ومستشفى بموجب اتفاق سلام وقع في مصر يوم الاحد الماضي, ورفض أحد السجناء المفرج عنهم مرافقة زملائه وقال مسؤول فلسطيني ان هذا السجين كان أمامه اسبوع واحد ليكمل مدة العقوبة المفروضة عليه وانه كان يأمل في أن يحل محله معتقل آخر أمامه مدة عقوبة أطول وان كان ذلك لم يتحقق.
ووصلت الدفعة الأولى من السجناء الفلسطينيين في حافلتين اسرائيليتين تقودهما عربة جيب عسكرية الى معسكر أوفير العسكري بالقرب من مدينة رام الله المتمتعة بالحكم الذاتي الفلسطيني وقد كبلت أيديهم بقيود بلاستيكية.
وبعد فترة وجيزة غادر السجناء القاعدة دون ان تحرر أيديهم من الأغلال في حافلة فلسطينية متجهة الى رام الله.
واستقبل فلسطينيون السجناء المفرج عنهم بالهتاف والترحاب ولوح السجناء بعلامة النصر من نوافذ الحافلة.
وفي رام الله حيث يوجد مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ركض السكان الى جوار الحافلات على أمل القاء نظرة خاطفة على سجناء عائدين قد يكونوا آباء لهم أو أبناء مكثوا في سجون اسرائيل سنوات بتهمة ارتكاب اعمال عنف.
لوح السجناء بعلامة النصر حين حملهم أقاربهم على الأعناق وطافوا بهم في شوارع رام الله.
وانخرطت أمهات مسنات يرتدين الجلباب الفلسطيني التقليدي المطرز في البكاء والزغاريد في آن واحد وهن يحتضن أبناءهن المفرج عنهم, كما بكى بعض السجناء وهم يحتضنون أمهاتهم وزوجاتهم.
أما الأطفال فقد رفعهم ذويهم الى مستوى نوافذ الحافلات ليقبلوا آباءهم واقاربهم العائدين, بل دفع البعض بطفلة صغيرة من احدى النوافذ لتقتنص لنفسها عناقا طويلا مع أحد السجناء المفرج عنهم.
وتوقفت حركة المرور على طول الطريق الواصل الى رام الله واطلق راكبو الدراجات النارية ابواقها وتوقف عمال بناء عن العمل في بنايات تحت الانشاء اثناء مرور الحافلات.
وتصف اسرائيل عددا كبيرا من السجناء بأنهم ارهابيون - على حد قولها- أو سجناء ارتكبوا مخالفات أمنية وحكم عليهم بالسجن لقتلهم فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع اسرائيل أو لتسببهم في اصابة اسرائيليين, أما الفلسطينيون فيعتبرونهم معتقلين سياسيين أو مقاتلين من أجل الحرية.
والافراج عن السجناء الفلسطينيين هو فاتحة لتنفيذ أول اتفاق سلام يوقعه عرفات مع ايهود باراك رئيس الوزراء الاسرائيلي وزعيم حزب العمل الذي تولى السلطة في يوليو تموز خلفا لبنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل اليميني الذي هزمه باراك في انتخابات مايو آيار.
ووقع الاتفاق في منتجع شرم الشيخ بمصر يوم الاحد الماضي.
وخلال اجتماعات عقدت مساء الاربعاء في سجون اسرائيلية تعهد السجناء المفرج عنهم ببذل قصارى جهدهم لاطلاق سراح باقي السجناء الفلسطينيين الموجودين في سجون اسرائيل.
وتقول اسرائيل ان عدد السجناء الموجودين في سجونها يقدر بنحو 1300 بينما يقول مسؤولون فلسطينيون انه يصل الى 1900 سجين.
قال زهير زياد الذي قضى 14 عاما من عقوبة السجن المفروضة عليه ومدتها 21 عاما ونصف العام بتهمة جرح اسرائيليين الناس الموجودون في السجن مهمون بالنسبة لنا نريد اطلاق سراحهم جميعا .
وفي تناقض واضح مع روح السلام اعلن الجيش الاسرائيلي أمس الأول الاربعاء انه سيمنع الفلسطينيين من دخول اسرائيل اعتبارا من أمس الخميس قبل يوم من بدء السنة العبرية الجديدة.
وتغلق اسرائيل عادة الضفة الغربية وقطاع غزة في العطلات اليهودية لأسباب أمنية,, بينما يصف الفلسطينيون الاغلاق بأنه عقوبة جماعية.
وكانت مشكلة السجناء من النقاط الحساسة التي تطلبت وساطة دبلوماسية مكثفة من مصر والولايات المتحدة.
وكان من بين الذين افرج عنهم جبر وشاح أحد أبرز المعتقلين الفلسطينيين وقادة المعتقلات بعد 14 عاما من الاعتقال، وكان في انتظاره والدته التي دأبت اسبوعيا على قيادة مسيرات أهالي الأسرى لاطلاق سراح ولدها التي صدرت بحقه أحكام كثيرة.
كما أفرج عن ماهر أبوالعوف الذي اعتقل في عام 1981 والذي يعد من زعماء المعتقلين في السجون الاسرائيلية ومفيد ابوزيد المتهم بقتل متعاونين فلسطينيين وجرح اسرائيليين والذي حكم عليه بالسجن مدة 99 عاما وعدد من المؤبدات.
وكان أبوزيد مسؤول الفهد الأسود الجناح العسكري لحركة فتح وقت الانتفاضة وأحد قادة صقور فتح العسكريين في الأراضي الفلسطينية.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved