Friday 10th September, 1999 G No. 9843جريدة الجزيرة الجمعة 30 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9843


في الهدف
إياكم ومحقرات الذنوب (2-2)
الشيخ/ عبدالله بن صالح القصيّر

فالاصرار على الذنوب شؤم على المصر في العاجل والآجل من وجوه:
أولا : ان الاصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة، فإن الله تعالى قال: (ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) وهذا مطلق في الذنوب، وقد علق الله تعالى الفوز بالمغفرة والجنة على ترك الاصرار فمن لم يترك الاصرار فقد تسبب في حرمان نفسه من المغفرة وما رتب الله عليها من ثواب، ولذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون .
ثانيا: ان تكرار المعاصي يسود القلب، ويضعف بصيرته شيئا فشيئا حتى ترين الذنوب على القلوب، فتعميها وتقسيها قال صلى الله عليه وسلم: تعرض الفتن على القلوب كما يعرض الحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، حتى يكون اسود مرباداً كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكراً، وذلك هو الران الذي قال الله تعالى فيه: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) وقال صلى الله عليه وسلم: أبعد القلوب من الله القلب القاسي .
ثالثا : ان المعاصي بريد الكفر، فإنها شعب ووسائل له، فإن للشيطان خطوات يتخذها، ليوقع الانسان في الكفر، ومن خطواته انه يسهل عليه الوقوع في الصغيرة، ثم يهونها في عينيه، ثم يوقعه فيما هو اكثر منها، ثم إذا كثرت الذنوب، وتعددت، وتنوعت، أيسه من التخلص منها، وقنطه من رحمة ربه، فلا يزال يستحوذ عليه حتى يستأسره ويستعبده، فإن الشيطان اغرى رجلا ممن كان قبلنا بالنظر إلى امرأة لا يحل له النظر إليها، ثم أغراه بتكرار النظر، ثم هون عليه فعل الفاحشة بها حتى فعل، ثم دل عليه حتى أوقعه في القيود والاغلال، وبينما هو يرسف في قيوده اتاه، وقال له: إنه هو الذي اوقعه فيما وقع فيه، وطلب منه ان يسجد له سجدة، فيخلصه مما هو فيه، فلم يزل به حتى كفر بالله العظيم، ثم تولى عنه، وتركه، وقتل ذلك الرجل مرتدا، ولخطورة التهاون بالمعاصي، والاصرار عليها، وتمكن الشيطان من الانسان بواسطة ذلك قال تعالى: (ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين* إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون).
وكم للمعاصي من شؤم وخطر على العصاة - إن لم يتوبوا - في الدنيا والآخرة، فالهم والحزن والمرض، والتعب، وضيق الصدر، وعسر الامر، وحرمان الرزق، ونسيان العلم، كل ذلك من العقوبات القدرية التي تكون تخفيفا وتذكيرا للمؤمنين وأنموذجا معجلا من عذاب الله للكافرين: (ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة) اللهم اصلح منا القلوب، واغفر لنا الذنوب، وارحمنا، إنك انت علام الغيوب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved