Friday 10th September, 1999 G No. 9843جريدة الجزيرة الجمعة 30 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9843


نقاط فوق الحروف
أخلاقيات العامل المسلم

ينبغي ان يكون اجر العامل المسلم طيبا، وكي يكون الاجر طيبا، يجب ان يتم العمل في اطار من المبادىء والاخلاقيات التي وضعها الاسلام، والمبادىء والاخلاق الاسلامية، منها ما هو عام تشمل كل مسلم، ومنها ما ورد مخصصا لنشاط معين، تخص المسلم الذي يزاول النشاط.
(1) العامل المسلم لا يقعد عن العمل ولا يركن للبطالة.
يحذر الاسلام العامل من الركون الى البطالة ويدعوه للمساهمة في حلها بكافة الطرق، ويعده بحوافز العمل المعنوية في الدنيا والاخرة، بجانب الحافز المادي، فقد روى البخاري حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن يأخذ احدكم حبله فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه، خير له من ان يسأل الناس اعطوه او منعوه).
ويدعو عمر بن الخطاب رضي الله عنه الاغنياء والفقراء معا ان يتعلموا المهنة فانه يوشك ان يحتاج احدهم الى المهنة ويقول رضي الله عنه: (اني لأرى الرجل فيعجبني فأسأل عن حرفة له فاذا قالوا: لا ,,سقط من عيني.
(2) العامل المسلم لا يزاول عملا محرما للحصول على المال: لا يحصل العامل المسلم على اجر نتيجة مجهودات يقدمها لصاحب عمل محرم شرعا اونظير مزاولته الاعمال المحرمة بنفسه، لان في ذلك اضرارا بالاخرين وفي الحديث (لا ضرر ولا ضرار), ومن امثلة هذه الاعمال:
1 - العمل في صناعة الخمور وتجارتها، لما لها من آثار سيئة على عقل الفرد وجسمه وماله.
ب - العمل في الميسر بسائر صوره لانه يؤدي الى اكل اموال الناس بالباطل.
ج - العمل لدى تاجر في بخس الكيل والميزان، لانه اكل لاموال الناس بالباطل، واضرار بالمشترين.
د - العمل في صناعة وارتكاب غش الانتاج، لان في ذلك إلحاق الاذى بأموال وصحة المستهلكين.
(3) العامل المسلم يتقن عمله: يقول عليه الصلاة والسلام: (ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه) ويقصد باتقان العمل احكام ادائه بحيث يكون مستوفيا للمواصفات المطلوبة.
ويقدم القرآن الكريم مثلا لاتقان العمل، ويوضح ان جهد العمال واستخدام الادوات وصهر الحديد وصب النحاس المذاب عليه، ادى الى اقامة سد منيع، بلغ من اتقانه انه صد الاعداء عن البلاد،فلم يستطع المغيرون ان يتسلقوا السد لارتفاعه، ولا ان يثقبوه لصلابته (قالوا يا ذا القرنين ان يأجوج ومأجوج مفسدون في الارض فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا، قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة اجعل بينكم وبينهم ردما آتوني زبر الحديد حتى اذا ساوى بين الصدفين، قال انفخوا حتى اذا جعله نارا قال آتوني افرغ عليه قطرا، فما اسطاعوا ان يظهروه، وما استطاعوا له نقبا,,) الكهف 94 - 97.
(4) العامل المسلم يتجنب الاسراف في عمله: يقصد بالاسراف تجاوز القصد والاعتدال ويدخل في الاسراف.
أ - التضخم في مصاريف الانتاج التي لا مبر لها.
ب - عدم تقدير المسئولية في دراسة المشروعات الجديدة.
ج - الاهمال في التنفيذ بدون اليقظة الواجبة لسلامة العمل.
د - الاهمال في اداء الواجب الاداري، وتحقيق الهدف، اسراف وتبذير للاموال وضياع للجهود, والاسلام نهى عن الاسراف وكرر هذا النهي، وعالج الاسلام قضية الاسراف، حيث اوضح ان الله سبحانه لا يحب المسرفين ولا يهديهم يقول تعالى: (ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين) الانعام 141, ويقول تعالى: (ان الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) غافر 28, فالعامل المسلم يطبق في عمله احكام القرآن الكريم وتعاليم الاسلام في تجنب الاسراف، حتى لا يضر برب العمل ، ولا يبدد ثروة المجتمع، وابتغاء هداية الله ونيل ثوابه.
(5) العامل المسلم امين على الاموال العامة والخاصة: ولا سبيل لاستغناء الامان على الاموال العامة والخاصة الا بتخلق العاملين بالامانة، فتنبع الرقابة على الاموال من داخل العاملين انفسهم نتيجة لتمسكهم بتعاليم الدين، التي تنهى عن خيانة الامانة وتأمر باداء الامانات الى اهلها وتوجب معاقبة من يخون الامانة في الدنيا عقابا رادعا فضلا عما ينتظره في الآخرة من جزاء يقول تعالى: (ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها) النساء 58, ويقول عليه الصلاة والسلام(من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا، فما اخذ بعد فهو غلول) ويعني الحديث ان من جعل عاملا على اي عمل، فما اخذه من غير اذن فهو غلول، اي حرام يأثم به صاحبه.
ويشجع الرسول العاملين على التمسك بالامانة ويبشرهم بان لهم ثواب المتصدق بالمال، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (ان الخازن الامين الذي يعطي ما امر به كاملا موفورا طيبة بها نفسه حتى يدفعه الى الذي امر له به احد المتصدقين).
وينتج من هذا الحديث حكم الحالة العكسية، وهي ان كل من فوض اليه امور مالية، وقصر في ادائها، او تسبب في عنت مستحقيها، او نقص منها شيئا، او غيّر فيها، يكون هذا الشخص مرتكبا وزرا ومعاقبا من الله تعالى.
هذه اهم المبادىء والاخلاقيات الاسلامية التي ينبغي ان يتحلى بها العامل المسلم عند مزاولة أي نشاط اقتصادي.
د, زيد بن محمد الرماني
عضو هيئة التدريس وحدة بحوث الاقتصاد الاسلامي
بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية


رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved