Friday 10th September, 1999 G No. 9843جريدة الجزيرة الجمعة 30 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9843


بنادر
تيمور الشرقية

في البعيد الذي لم يعد بعيدا ماذا يجري,؟
وأي صراع دموي يمشي عاريا في الساحات العامة حاملا جميع أدوات القتل ابتداء من العصي الغليظة والهراوات التي اكتشفها انسان الكهف وانتهاء باحدث أسلحة الدمار.
ما يجري في الاقليم المدعو بإقليم تيمور الشرقية مسألة لا يمكن ان يسكت عنها كل من له علاقة بالحلم الانساني والذي مفاده ان يكون البشر سواسية في الحقوق والواجبات.
ان يكون هناك ثمة استفتاء معناه ان الاطراف المتنازعة قد وصلت الى مرحلة من النضج السياسي الذي تؤهلها لأن تأخذ بيدها زمام امورها وتكون راغبة بشكل صادق في إنهاء مشاكل سياسية عالقة بين الاطراف منذ عدة عقود لم تستطع ان تحلها القوى العسكرية.
الخوف كل الخوف ان الاستفتاء التاريخي الذي بدأ في يوم الاثنين الماضي تحت مظلة الأمم المتحدة والذي من خلاله سيصل الجميع الى حل جذري لتقرير مصير الاقليم سوف يتحول الى بحيرة دم تغرق مواطني تيمور في اوحالها ومستنقعاتها والتي من الطبيعي ان تتكاثر فيها بيوض الكراهية السوداء والحقد المدمر.
وإلا لماذا تقوم الميليشيات التابعة لجاكرتا بأعمال عنف هستيري ضد العناصر التي تشتبه بتأييدها لاستقلال الاقليم,؟
لماذا تقوم هذه القوات المعادية للديمقراطية بمهاجمة الافراد العاملين مع الامم المتحدة والعمل على احراق المقر الرئيسي الذي يقوم بتنفيذ برنامج الاستفتاء الطامح لانهاء الصراع المتأجج بين الاطراف.
هل هو خوف الاقلية من انتصار الاغلبية المطالبة بالاستقلال,؟
هل تتصور هذه الاقلية انها قادرة على انهاء الاستفتاء لصالحها بقوة السلاح رغما عن انف الامم المتحدة؟ وهل هذا السلاح استطاع في السابق ان يقدم الحل الذي يرضي الطرفين المتصارعين؟
وإذا قامت الأمم المتحدة بارسال رجالها للقيام بهذه المهمة الصعبة ولم تترك لهم الميليشيات العسكرية تنفيذها بالصورة الجيدة هل تتصور العناصر الواقفة ضد استقلال الاقليم انها بذلك تنهي مسألة السيادة السياسية على تيمور الشرقية.
ان حق الاغلبية في حكم نفسها هو حق طبيعي ومشروع وغير المشروع دينيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا ونفسيا ان تقوم الاقلية المريضة بفرض هيمنتها على الاغلبية المطالبة بالاستقلال.
ان الصراعات الدينية والعقائدية غالبا ما تؤدي الى حروب اهلية وهي كما نعرف من متابعتنا لها في فترات زمانية مختلفة وفي اكثر من بلد فوق كرتنا الارضية تحول اقوى البلدان المتقدمة اقتصاديا الى بلدان فقيرة تمد يدها الى الدول الاخرى طلبا للمساعدة.
ان لم تنجح مهمة الامم المتحدة في مسعاها الطيب لحل هذا النزاع المدمر لشعب اندونيسيا في هذا الوقت بالذات وفي هذه المرحلة الحرجة من تاريخه اشك بأن تكون هناك فرصة اخرى متاحة.
هل ميليشيات جاكرتا تعي هذا الموضوع؟
ان لم تع ذلك علينا ان نجهز الدموع للبكاء على تيمور.
علي الشرقاوي

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved