يعتبر البعض أنه من سوء التخطيط عدم تحديد الأولويات أو ربما عدم وجود آلية لبرمجة الاحتياجات وفق مبدأ العرض والطلب وتحديد الممكن وغير الممكن منها والكلفة المترتبة عليه حاليا ومستقبلا، لذا فهم عندما يقيّمون ما آلت إليه الأوضاع المحلية سواء ما اتصل منها بمخرجات التعليم والوظائف المتاحة وغير المتاحة لها، او حتى الموازنة العامة والعجز الذي طرأ عليها ولا زال، لا يعتبرونها أبدا أمرا مستغربا او غير متوقع، فالموضوع حسب رأيهم قد بدأ منذ أن فقدت الأسر الصغيرة مفتاح التخطيط السليم لمدخولاتها، فأخذت تتخبط بين الضرورة والترف، وبين المظهر والمضمون، ثم كانت النتيجة المفجعة: أموال مبددة ونفوس فارغة لا هم يشغلها إلا العبث والمباهاة!! وطبعا هذه العدوى انتقلت بدورها نحو الأوساط الاجتماعية الأكثر اتساعا وتطورت بانتقالها اشكال المسؤوليات وأحجام الإنفاق اللا مدروس بما في ذلك المؤسسات الخدمية وذات الصلة بتحقيق تطلعات البسطاء فمن يديرونها بشر ليسوا بمعزل عن التفكير العام للمجتمع، والسؤال هو: متى تتوصل معامل السلوك لابتكار مصل يضمن لنا الشفاء؟ بعدما أظهر فيروس العدوى قدرة فائقة على التنكر والمناورة وكأنه الإيدز؟!! .