عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة وبعد
أطل علينا عام دراسي جديد مفعم بالحيوية والنشاط بعد اجازة قضاها المعلمون والطلاب حققوا فيها المتعة والتسلية في جميع مستوياتها من سياحة اجتماعية وفكرية وسياحة في الارض فالاجازة محطة استعادة النشاط الذهني وزيادة الطاقة لعام دراسي جديد نحو طلب العلم والعلا والمجد.
استعد الطلاب والاهالي لاستقبال هذا العام الدراسي الجديد بشراء اللوزام والادوات المدرسية وذلك ما نلاحظه من كثرة الرواد للمكتبات وهذه ظاهرة صحية واعية بأهمية الاستعداد لهذه السنة لاهمية العلم والتعليم في المجتمع وما يحققه من آثار ايجابية وتطورية بين الامم, ولكن هل يكفي الاستعداد المادي لاستقبال عام دراسي جديد؟الحقيقية الجواب يكمن في ما يريده اولياء الامور والطلاب من هذا العام الجديد هل الحصول على شهادة ام زيادة المحصول العلمي ام للتسلية وقضاء وقت الفراغ,, حاجات الناس تتباين نحو التعليم ولكني متيقن ان السواد الاعظم من المجتمع لم يسلك التعليم الا لتطوير فكره وثقافته وزيادة وعيه وعلمه والمساهمة في تطوير مجتمعه وأمته مع اخذ الشهادة بالاعتبار ليحصل على المكان المرموق له بالمجتمع ويساهم برقيه ويحصل على لقمة العيش بالحلال الذي يضمن له حياة سعيدة وكريمة, هذا ما يتمناه الوالد لولده وما تتمناه حكومتنا الرشيدة لأبنائها ليكونوا لبنة المجتمع بسواعد مثقفة واعية, لذا اهنىء الجميع بحلول عام دراسي جديد وانا اعتقد ان شبابنا الذي يسعى الى الرقي والتفوق متحمس لهذا العام مستعد له قلباً وقالباً، استعد له بالادوات وبالطاقة المتدفقة، حيث يريد ان يستغل هذه الطاقة بالتعليم فالذي ينبغي لنا قبل ان نستعد مادياً لابد من التخطيط لهذه السنة والاستعداد معنوياً وبث الحماس والنشاط في قلوب ابنائنا فلتكن البداية جادة من قبل المجتمع ككل نحو هذه التظاهرة التعليمية، لنستقبل هذا العام بنشاط وحيوية وتوجيه من قبل اولياء الامور والمدرسين على حد سواء وليكن التعاون متبادلا بين المدرسة وولي الامر للاطمئنان على الابناء وسيرهم في العملية التعليمية والتربوية, ليكن توجيه الابناء توجيهاً تربوياً مبنيا على الصدق والصراحة وتعويدهم على عدم تأجيل عمل اليوم الى الغد وتعويدهم على استغلال ما وهبته الدولة حفظها الله في سبيل التعليم من مدارس ومدرسين اكفاء ومواد دراسية وتعويدهم على الاستفادة من كل متاح لهم فلم توضع هذه المقدرات الا لاجلهم لاجل رفعتهم وزيادة ثقافتهم وتطورهم وحري بهم ان يستفيدوا من كل ذلك ويزيدوا من حصيلتهم العلمية والتربوية اذا ارادوا لهم ولمجتمعهم الرفعة والعزة,ويجدر بي ان انبه إلى ان الاستعداد يحتاج الى تخطيط كما ذكرت سابقاً وتعديل لبعض الامور التي تعود عليها الطالب اثناء الاجازة او جزها بالآتي:
1- الكثير من الاسر وابنائهم تعودوا على السهر في حلهم وترحالهم نتيجة الحرارة الشديدة اثناء النهار وكثرة النشاطات الليلية لذا من واجب الاهل ان يعوّدوا اولادهم على كسر هذه العادة ومحاولة تعويدهم على النوم باكراً لان الطالب إذا سهر يقل نشاطه واستيعابه اثناء طلبه العلم فطلب العلم يحتاج الى عقل واعٍ وفكر مرتاح وجسم نشيط حتى يكون اداؤه نحو المأمول والمطلوب منه يسعد به اهله ومعلموه.
2- توجيه الطالب الى الاوقات المناسبة للمذاكرة مع الحرص على الالتزام بالصلاة جماعة فمن المعلوم ان من فوائد الصلاة تنظيم الاوقات وتذكير الطالب بأن المذاكرة لها وقت والتسلية والمتعة لها وقت فالوقت المنظم هي سمة المجتمع المتحضر وديننا يحثنا على تنظيم اوقاتنا متمثلة في فروض الاسلام ومنها الصلاة.
3- ان نوضح للابناء عدم التسويف في الاعمال المدرسية من مذاكرة وواجبات وتحقيق المثل المتداول لا تؤجل عمل اليوم الى الغد والمبادرة بانجاز الاعمال الموكلة للطالب من قبل معلميه حتى لا تتراكم عليه المواد بعد فترة او اثناء الامتحانات فيصعب عليه المذاكرة واسترجاع المعلومات، اما اذا اتبع الطالب انجاز الاعمال في حينها والمداومة على المذاكرة في وقتها سهلت عليه المواد واستسهل استرجاع المعلومات وتخلص من هيبة الامتحانات ودخلها بكل ثقة واطمئنان.
4- مع بداية العام الدراسي الجديد تبرز وتظهر نشاطات اخرى غير دراسية كأنشطة جماعة تحفيظ القرآن بالمساجد والاهتمام بالقرآن وحفظه وحث النشء والشباب على الاشتراك بها، وكذلك وجود الدروس العلمية الشرعية في المساجد على ايدي علماء كرماء وكذلك دورات مفيدة للشباب,, فلابد ان يستثمرها الشباب لصالحهم وجعل اوقاتهم كلها في طلب العلم حتى نقضي على وقت الفراغ وقتل الاوقات بأمور لا تنفع مع الاهتمام بحاجة الانسان الى التسلية والترفيه عن النفس سواء في استغلال النوادي ومزاولة انواع الرياضات التي تفيد الجسم بالحيوية والنشاط، او الرياضات العقلية والثقافية والقراءة الحرة ومزاولة الهوايات المباحة,, جميع الانشطة يمكن ان نحققها بشيء من تنظيم للوقت والاهتمام به.
5- القنوات الفضائية ومتابعة النشء لها هي اكثر وسيلة لقتل الوقت ومدعاة للسهر وافساد للاخلاق,, وهي من الاسباب التي ادت الى تدني مستوى تحصيل الطلاب وسوء اخلاقهم,, فالمسئولية عظيمة امام اولياء الامور والمعلمين وعلى جميع فئات المجتمع ان ينبذوا هذا الشر ويقتلعوه من جذوره ويحافظوا على زهرة شباب ابنائهم من ان تدنسها اي كلمة خبيثة او اي امر يؤثر على اخلاقهم ودينهم وعلمهم وعفتهم,, إنها دعوة للجميع ان يحرصوا على ابنائهم بالتوعية الصالحة والتوجيه السليم واستغلال اوقاتهم ونشاطاتهم في أمور نافعة ومثمرة,اتمنى للجميع التوفيق والنجاح وان يسعد المجتمع بأبنائه وشبابه وسواعدهم البناءة,, انه على ذلك لقدير, ودمتم على خير
محمد علي القضيبي
القصيم