حاز موسيقيو الجوقة الشهيرة كونسير لامورو على ضابط ايقاع ياباني هو يوتاكا سادو الذي وجد في باريس مصدر تفتح له, مضت خمس سنوات من العمل المشترك كان مفتاحها موسيقى متعة للقلب.
علاقة من النظرة الاولى ! هكذا يعرف يوتاكا سادو لقاءه ب اوركسترا كونسير لامورو التي دعته ليكون موجها لها, ويضيف: طلب الموسيقيون الذين يديرون عادة شؤونهم بأنفسهم، مني بعد التمرين الاول، ان اعود في السنة التالية، وبعد التمرين الثاني اضافوا هل يمنك المشاركة في حفلتين؟ وبعد الحفلة اقترحوا علي ان اكون ضابط ايقاع الجوقة .
كان الصوت في البداية مرعبا!.
ولد عام 1961 في مدينة كيوتو واصبح بعد دراسته في الولايات المتحدة مساعدا لليونار برنشتاين في فيينا, كان قد امضى قبل حفلته الاولى في باريس عام 1994، عاما مع اوركسترا بوردو- اكيتان ومجهولا تماما في العاصمة الفرنسية, من جهة اخرى كانت اوركسترا لامورو الجوقة الشهيرة التي تأسست عام 1881 تعبر مرحلة صعبة, يعترف يوتاكا سادو: في البداية كان الصوت مرعبا، لكن الموسيقيين لبوا طلبي مباشرة وتفاهمنا في الحال, لم نكن نعرف بعضنا ومع ذلك كنا كاصدقاء نتواجد بعد انقطاع , تشارك الجوقة ضابطها الجديد لجهة العمر متوسط الاعمار 35 عاما كما تشاركه الحمية والحماس, وهذا ما يسر للمشاهدين الذين يؤمون صالة بلايل حيث تعزف الجوقة, وعن الحضور يقول يوتاكا انه جمهور خاص، مشارك، حيوي، وحميم وعلى تناغم مع جوقته .
حفلات مدهشة حيتها الصحافة بأسرها واثنت على هالتها وعلى الانفعال المتحكم به بشكل رائع، وعلى الحضور والسلطة وشخصية الضابط الشرقية , اما الجوقة فقد استعادت طاقتها وبرامج تعج بافكار جديدة ونضارة مذهلة, يحب يوتاكا سادو الذي يميل الى العموميات في الموسيقى، دون التخصص كما يسود حاليا، الاطلالة على عوالم متنوعة مع اهتمام بنهاية القرن التاسع عشر مع ماهلر وريشار ستروس، كما يهتم ايضا برافيل الذي وجه بنفسه عام 1932 لو بوليرو ويحتل موقعا اساسيا على الاسطوانة التي تحضر حاليا والتي تمثل: تسجيلا لاعمال اوركسترا دو كونسير لامورو خلال تاريخها من تواقيع دوبوسي وفرانك وسان سايان وروسيل وفوري وشابرييه ودوكاس.
الموسيقيون الفرنسيون اقل مطواعية.
يقول يوتاكا سادو، موجه الجوقات الذي يتعاون مع حوالي ثلاثين جوقه في العالم، ان حياة ضابط الايقاع هي غريبة من نوعها، واحب هذا العمل, مع انه مطلوب حتى في نيويورك يقول لا ارغب حاليا بوظيفة مدير موسيقي مع ما يفترضه ذلك من عمل اداري ودعائي يسافر كثيرا خلال العام لكن الموجه الموسيقي اليابان يحب المكوث في العاصمة الفرنسية، لانه حسب تعبيره احب الناس هنا ولا اشعر بالتوتر في العلاقة التي تظل طبيعية وعفوية , اما في اليابان فان العلاقات مهنية ورسمية جدا ومن وجهة نظر موسيقية فان الجوقات اليابانية متأثرة جدا بالموسيقى الالمانية وهم مطواعون, اما في فرنسا فان الموسيقين لا يبرهنوا على نفس المطواعية، فهم اكثر استقلالية ويلزم النقاش معم بشكل دائم, فلكي تعزف فرقة فرنسية على البيانو يلزمها القناعة بضرورته وان تشعر بعمق مبرر طلب ذلك من قبل موجه الجوقة، يفترض الثقة.
حظي يوتاكا سادو بهذه الثقة في الوقت الذي حاز على ثقته بنفسه, لا يكف عن الكلام عندما يتحدث عن اشعاع برنشتاين لبنى كما يسميه، الذي اكتشف صفاته لقيادة الجوقة والذي اصطحبه الى اليابان وحل محله ايضا, يضيف يوتاكا عندي الكثير من الاسئلة له، لكني اشعر اليوم اني احوز على انواري الخاصة ,, تمثل تجربته الفرنسية جزءا هاما من نضجه.
سيلفي توما
عن مجلة أحداث الساعة في فرنسا العدد 20