1 - في عالم الكائنات: الإشارات الضوئية كوسيلة للاتصال!
تعتبر الإشارات الضوئية إشارات بصرية لها دورها الكبير في عالم الكائنات، إذ توجد على وجه طائر الرفراف علامة سوداء لتتعرف الإناث عليه, وعندما أخفى العلماء هذه العلامة من بعض الذكور اقتربت منها ذكور أخرى معتقدة انهم إناث، ولما وضعوا هذه العلامات السوداء في رؤوس الإناث اقتربت منهن إناث أخريات ظناً منهن انهن ذكور، وأخذن يتوددن إليهن، وفي رؤوس خنافس المصباح مصباحان دائريان يصدران ضوءاً متقطعاً ، فاذا ما القى الذكر بأنثاه يصبح الضوء مستمراً للاعلان عن انهما هنا، فلا يقطع خلوتهما آخرون.
وتقوم ذكور خنافس ذبابة النار بالإضاءة لأنها مزودة ببطاريات طبيعية في بطونها، وعلى هدى هذه الأنوار المتقطعة تصل الإناث اليها وتتعرف عليها بلون الضوء، ولاتستجيب للألوان الاخرى، وفوق الاعشاب بالغابات الاستوائية الكثيفة ترى الالاف من إناث بعوض امريكا قابعات ليلاً وسط اضوائهن، وكلهن رغبة في الزواج، إذ ترسل إشارتها الضوئية المتقطعة لتراها الذكور الطائرة فتحط على الأرض بالعشرات حولها، لتختار هي واحداً فقط من بينهم.
وعندما تريد السحلية الامريكية الزواج تضع الذكور خلفها رفرفاً ملوناً لجذب الإناث به إشارة ضوئية تظهر نوعه وجنسه للآخرين.
2 - لغة الأسماك؟
هل للاسماك لغة؟ وإذا كانت لها لغة فما هي؟ وماهي وظيفتها وكيف تستخدمها؟ إذ اثبتت التجارب العلمية ان الأسماك من اعظم محدثات الصوت، وانها تسمع به البشر وعن طريق آذان داخلية خفية داخل رؤوسها, والى جانب هذه الإشارات الصوتية - توجد إشارات اخرى شمية، وذوقية، ومن مجموع هذه الاشارات صوتية كانت أم شمية، أم ذوقية توجد ماتسمى بلغة الاسماك.
فعلى الرغم من ان هذه الاسماك ليس لديها حبال صوتية ولارئات إلا ان لها مثانات هوائية وأكياس عوم داخل اجسامها تعمل عمل الطبول، كما تحدث اسماك اخرى اصواتا بطرق مختلفة، فمنها مايصر على اسنانه ومنها مايقصف اشواك زعانفه، او يحك بعض عظامه ببعض محدثة صوتا شبيها بالصوت الصادر عن الحك والخربشة.
وتتعدد الإشارات الصوتية التي تصدرها الاسماك فسمكة الطبل او النفاثة اقوى محدثات الطبل تصدر اصواتا شبيهة بقرع الطبول، وسمك القرموط البحري يطلق قباعا شبيها بصوت مرجل قهوة ضخم عند صدوره من افراد سرب منه مجتمعة معاً، والسمكة العلجومية، تطلق قباعا ايضا شبيها بصوت القارب البخاري، ينتقل بسرعة تفوق سرعته في الهواء اربعة اوخمسة اضعاف، وسمكة جن البحر تصدر نقنقة شبيهة بنقنقة الدجاج.
وتعمد السمكة النفاخة الى صر العظام العلوية والسفلية الشبيهة بالاسنان الموجودة بفمها وتحاكي المنقار, وينتج انطلاقات طويلة من اصوات شبهية بصوت منشار يتحرك جيئة وذهابا خلال قطعة من الخشب، ويحدث حصان البحر صوتاً شبيهاً بطرقعة أصبع من الإبهام برفع رأسه من وضعه العادي الذي يصنع فيه زاوية قائمة مع جسمه لحك حافتين عظميتين من هيكله احداهما بالاخرى, وتصر سمكة الببغاء اسنانا في مؤخر فمها لتحدث صوتاً حكاكاً شبيهاً بالطقطقة.
وتستخدم الأسماك هذه الأصوات كوسيلة اتصال فيما بينها, او بمعنى ادق كلغة مشتركة, فأسماك القرموط البحري تستخدم هذه الاصوات لكي تعينها على البقاء قريبة من بعضها البعض اثناء الليل عندما تكون الرؤية متعذرة ليلا، ويحدث ذكر الجوبي صوتاً عبارة عن لطمات ذات طبقة صوتية منخفضة عند مغازلته لأنثاه التي تستجيب لصوته اللاطم, وتبدي انفعالات معينة وتقترب من الذكر ويحدث الالتقاء بينهما عند حلول موسم وضع البيض، وتنذر السمكة العلجوميةالأعداء وتبعدهم باطلاق القباع، في حين يعمل صوت الصفير على منع الاسماك الاخرى من الدخول الى منطقة النفوذ الخاصة بها، وكوسيلة للتزاوج خلال موسم وضع البيض.
وهناك حيوانات بحرية اخرى لها قدرة على الاتصال عن طريق تبادل الصفير والفرقعات، إذ يطلق الخنزير صفيراً مزدوجا كإشارة على ضيق ألم به، أو محنة وقع فيها، وتستجيب خنازير البحر الأخرى لهذا الصفير بان يرين عليها الصمت لفترة وتأخذ في تتبع صدر الصوت، وتقصي أسبابه، ثم تعمد إلى دفع ابن جلدتها الذي وقع في المحنة نحو سطح الماء، وتتبادل الصفير معه.
|