أوكلاند - جاكرتا- سيدني- الوكالات
تعهدت القوى الكبرى في العالم بتقديم دعمها الكامل لجهود الأمم المتحدة في تيمور الشرقية لكنها جددت القول بأنه يتعين على اندونيسيا ان تعيد الأمن الى الاقليم الذي يمزقه العنف.
وجاءت هذه الخطوة بينما انتهت مهلة حددتها الأمم المتحدة لاندونيسيا لاعادة السلام الى تيمور الشرقية وقبل تقرير ستقدمه بعثة لتقصي الحقائق في اندونيسيا الى المنظمة الدولية.
ولم يوص اجتماع طارىء عقده مسؤولون ووزراء من 20 دولة على هامش اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي أبيك في نيوزيلندا بأي اجراءات محددة بشأن تيمور الشرقية.
لكن المجتمعين وبينهم ممثلو اربع من الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اعربوا عن القلق البالغ لتدهور الوضع في تيمور الشرقية.
وأوضحوا ان السبيل الوحيد لانهاء الأزمة هو ان تعيد اندونيسيا الأمن الى الاقليم أو ان تطلب المساعدة لتحقيق ذلك.
وقتل مئات من الأشخاص في الأيام السبعة الماضية على أيدي مسلحين من ميليشيات مؤيدة لجاكرتا في تيمور الشرقية ترفض نتيجة الاستفتاء الذي اجري الاسبوع الماضي والذي وافق فيه 80 في المائة من الناخبين على استقلال الاقليم عن اندونيسيا.
وقال دون مكينون وزير خارجية نيوزيلندا انه سيتصل بالأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان لينقل اليه مساندة الاجتماع للأمم المتحدة وليحثه على رد سريع من مجلس الأمن الدولي اذا طلبت اندونيسيا مساعدة دولية لانهاء الفوضى واراقة الدماء في تيمور الشرقية.
ومن بين دول أبك الاحدى والعشرين تخلفت تايوان وهونج كونج عن الاجتماع الذي حضره مسؤول صيني بينما ارسلت اندونيسيا وماليزيا مراقبين.
وقال وزير الخارجية الكندي لويد اكسوورثي للصحفيين ان الأمر بيد مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة ليقررا أي اجراء دولي اذا لم تتمكن اندونيسيا من اعادة الأمن الى تيمور الشرقية.
وقال مسؤولون يابانيون ان وزير الخارجية الياباني ماساهيكو كومورا ابلغ الاجتماع ان سفير اليابان في جاكرتا اجتمع مع الرئيس الاندونيسي يوسف حبيبي وحثه على اعادة السلام الى تيمور الشرقية في أقرب وقت ممكن من أجل مصلحة اندونيسيا.
واضاف المسؤولون اليابانيون ان حبيبي رد قائلا انه مصمم على ان يفعل هذا رغم انه قد يستغرق بعض الوقت.
وقال مكينون ان بعثة للأمم المتحدة لتقصي الحقائق ارسلت الى جاركتا ستعود الى نيويورك لتقديم تقرير الى عنان في مطلع الاسبوع القادم.
ومن جهة أخرى اجرى وفد زائر من مجلس الأمن محادثات طارئة أمس الخميس مع الرئيس الاندونيسي يوسف حبيبي بشأن تيمور الشرقية.
وبدأ الوفد الذي يضم خمسة اعضاء محادثاته مع حبيبي بحضور كبار الوزراء والجنرال ويرانتو قائد القوات المسلحة الاندونيسية.
وقالت اندونيسيا انها ستطلب التدخل الدولي اذا احتاجته وتتعرض لانتقادات عنيفة لفشلها في اقرار النظام والأمن في المستعمرة البرتغالية السابقة.
وكانت اندونيسيا قد غزت تيمور الشرقية عام 1975 ثم ضمتها الى اراضيها في العام التالي في خطوة غير معترف بها دوليا.
وفي سيدني قال رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد أمس الخميس انه تلقى تأكيدات من الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بأن الولايات المتحدة ستقدم مساعدة لقوة دولية لحفظ السلام في تيمور.
وقال هاورد اذا اتخذ قرار بارسال قوة دولية لحفظ السلام فإن الولايات المتحدة ستدعم هذا الالتزام عمليا .
واوضح رئيس الحكومة أمام صحافيين ان كلينتون لم يستبعد ارسال قوات.
وقال هاورد ان المحادثات مستمرة حول تحديد طبيعة هذا الدعم بدقة , مؤكدا مجددا قوة كهذه لحفظ السلام مرتبطة بتكليف من الأمم المتحدة وموافقة اندونيسيا ومشاركة دول أخرى.