الجزء الثاني
إبراهيم محمد الواصل من مواليد عنيزة ومن الرواة الموثوق بروايتهم لأنه يأخذ عن مصادر موثوقة ثم إذا سألته عن قصة أو عن قصيدة حدد لك الأبيات أو القصة عن مصدرها عن سنة حدوثها بالسنة والشهر وعن أسماء الحضور لمصدرها,, وأبو محمد ينطبق عليه بيت الشاعر راشد الخلاوي من قصيدة طويلة:
نفس إلى حدثتها أريحيه شيطانها عند المروات غايب أبو كلمةٍ لا قالها ما تغيرت كنك على ما قال بالخمس قاضب |
أي إذا روى سالفة أو قصيدة تكون موثقة وصحيحة وقد قال عنه الصديق الشاعر راشد بن جعيثن في مجلة اليمامة إنه شيخ الرواة، وقال عنه إبراهيم بن جلال إنه العملة الصعبة لأنه لا يتسرع بالرواية سواء قصيدة أو قصة إلا لمن يستحق التحدث معه عنها:
وقد سألت أبو محمد عن ستة من الشعراء القدامى وهم:
1- بصري الوضيحي.
2- زيد بن غيام.
3- عبدالله بن سبيل.
4- ساكر الخمش.
5- عبدالله بن عقيل.
6- عبدالله بن دويرج.
قال إنه معجب بأشعار هؤلاء وأنهم يميلون إلى الغزل العفيف على السليقة,, وقال إن بصري الوضيحي من الثابت من قبيلة شمر قال أبيات يسندها على صديقه علي بن شريخان من ضمنها يقول:
يا علي أنا وياك وش صاقعتنا الكل منا للعماهيج ميلاف حتى الجمل ذب أنجر يوم جتنا الهرش في قيد وانا تقل بكتاف قالوا عليكم غارةٍ والتفتنا قلت امنعن يالابس الطوق واشناف لكن شقاق الجيب يوم انحطتنا شقاق قنوٍ طالعٍ وسط كرناف |
ثم قال أيضا بصري:
أيا غدير بارد صافي ماه أياه وأيا شربكم للهماجي يسقي عروق القلب لهلاه لهلاه غرٍ تحت لثمة زمامه لواجي أبوثمان من تحت لثمة غطاه بيضٍ تلألأ كنهن عظم عاجي |
ثم قال بصري أيضا من ضمن أبيات حول وصف هدار:
البطن لا قبوط لا قطن منفوش لا مر عزليّان جلده ولا زال ألين من الدهدار ما يداني النوش اللي ترفعه الهبايب عن الطل من العام لامر سال لا علم لا طروش هذا شهر شوال وقصيرٍ زل |
وأيضا يقول بصري الوضيحي من ضمن أبيات يسند على صديقه علي بن سريحان:
يا علي اباشكي لك بليا مهونه عدي بحبس موقفين النطاير يا علي علة باطني تبخصونه عيني تهل من الدموع العباير على حبيب كن فلة قرونه فلة قماش عند راعي تجاير الناس كل امكسرٍ يجبرونه والقلب ما تسقط عليه الجباير |
أما الشاعر زيد بن غيام من الجبلان من مطير فهو يقول كان بالكويت وفيه بالكويت صاحب دكان اسمه أحمد النجدي وإذا جو رجال البادية يتقضون لوازمهم من الكويت يحطون مقاضيهم واغراضهم عنده ويتواعدون عنده الرجال ونساؤهم إذا بغوا يمشون لأنهم يجون للكويت لبيع منتوج حلالهم مثل السمن والأقط والصوف وزيد بن غيام من ضمنهم ويسأل أحمد صاحب الدكان بالأبيات التالية يقول زيد:
يا أحمد مقطفت الزماليق ماجوك ما شفت ما عينت هوما أحد جاك ما شفت من خده به المسك مدلوك زولٍ إلى منك تمقلته احياك لاجتك تمشي كن بقدامها شوك تاطا مثاني ثوبها يوم تنصاك فالى اسفهلّة واستمالتك بضحوك فقرب حفافيرك ووص بضحاياك |
ويقول زيد بن غيام ايضا من ضمن أبيات له منها:
على عشير نتف القلب تنتيف تنتيف شقران الحرار لعشاها ابو ثمان مثل در المشاعيف له حبةٍ من ذاقها مانساها |
ويماثله بيت للشاعر محمد الديري من ضمن أبيات له مرسلها للأمير الشاعر محمد الأحمد السديري يقوله:
على عشير نتف القلب تنتيف تنتيف شقران الحرار لعلفها |
هذا يقول لعلفها وابن غيام يقول لعشاها ولهذا يكون المعنى واحدا.
ثم سألت أبا محمد عن عبدالله العلي بن دويرج المتوفى عام 1356ه قال: ابن دويرج له غزليات كثيرة مع أنه عفيف وله شيمة عليا، لكن يقول الغزل ويجيد الوصف للتسلية مع أصدقائه فقط، يقول من أبيات بالغزل:
الله من قبل طوته اللواهيب طوي العزيب وليلة الخمس قارب من شوفتي وضحا عليها الدباديب ودي بها لولا أن فيها ذوارب تروم غير احوارها بالتجاريب ود حلولها من كثر الابهال خارب |
والكثير من الرواة يشهد بعفاف ابن دويرج ونزاهته لكن يقول الغزل للتسلية فقط.
ويقول عبدالله بن دويرج أيضا:
يامل عين تهل ودمعها بالمزيد لاقلت يا العين هيدي زاد مسكوبها تبكي على الجادل اللي مثل عنق الفريد شوفة خياله هوى النفس ومطلوبها الله ولا كل لا منه لبس للجديد مهرة عقيد يحف الذيل عرقوبها والا كما البكره اللي يوم حكم الرشيد اللي إلى جت تخطا دن دبدوبها يا كثر شري ليا من راح عني بعيد نار الولع ولعت قلبي بسلهوبها |
أما المطوع,, سعد بن ناصر الملقب ب(سعيدان) مطوع نفي فهو في سنة من السنوات كان يمشي ومر على خمس من النساء العفيفات جالسات حدر أثلة وشابات نار يتدفن عليها يوم شافن المطوع قالن تفضل يالمطوع تدف على النار يوم جاء سألنه قالن أنت شاعر وتقصد بالنساء ولا قلت فينا قصيدة,, وإذا هن ثنتان كبار بالسن وثلاث بنات قال المطوع أبياتا يذم فيها الثنتين كبار السن ويثني فيها على البنات الثلاث قال: لعل ه ذي هي وه ذي بهاذي: يقصد النار.
لعل هاذي هي وهاذي بهاذي وهذي تمهل هي وهاذي وهاذيك طير العشا ما يفرس إلا القذاذي وفرخ الحرار إلى نهمته يعشيك |
وأيضا يقول المطوع:
يا زين براق على دار نوره نورات واجد مير نوره بها زود الصاحب اللي كن خنة عطوره مباخر سيقت على جمرهن عود زل رمضان وزل معه الفطوره وقفاهن الموسم وأنا مثل مسعود مشروبي البارد يزيدن حروره شوب على كبدي ولو كان قرهود الحب يظهر حنطته من بذوره وقوت البلد عند الدلاليل ماجود لا شمس لا نصف الشهر من ابدوره لا حصةٍ فيها من الوزن عنقود جرحي لجا ما عاد يقلى ذروره وكبدٍ تدريق فوقها سم راصود |
أما الشاعر عبدالله الحمود بن سبيل من قبيلة باهلة من أهالي نفي تولى إمارة نفي فترة من الزمن وتوفي عام 1357ه حسب رواية الراوي الكبير عبدالعزيز بن عبدالله بن فايز الملقب (رضا) رحمة الله على الجميع.
كان عندهم أربعة في نفي واحد اسمه ثواب يلبس عقالا قديما ومتنتفا من كثر لبسه, والثاني يلقبونه بيزان من أهل شقراء وعايش عندهم في نفي والثالث يقال له جطلي عليه شال قديم ومتشقق من كثر الاستعمال والرابع يقال ابن عواد يبيع عندهم طيبا يسمونه ريح,, ويقول من نوع المداعبة:
أربع معاني من شراهن خسران واللي شراهن مفختن سلم الاجواد معصب ثواب ومقطع فوق بيزان وشالٍ على جطلي وريح بن عواد |
ويقول: ابن سبيل من قصيدة طويلة:
ياهن مما ينعش الروح شفلي مادام أنا ما جود والنفس حيه انا عليل الجوف ما ينعرف لي مانيب راع العله إلا برحيه يا ربي انك قادر تنتصف لي من واحد زوله غدالي انحيه إلى بغيت أضرب طريق وقف لي وارخى لثامه لهن تبدي اشفيه وإلى بغيت اتركه مجاله هنف لي ورجعت له والقلب ركب اردعيه |
وكان في نفي رجل معه نعجة يحرج عليها واشتراها بيزان بريالين ولا كان عنده ريالان ولزم أن يعطيه مقابل الريالين دلة عنده لانه قال ما عندي ريالان لكن خذ الدلة وأخذها مقابل قيمة النعجة وظن بيزان أن النعجة فيها توم حسب قول صاحبها يوم ولدت وإذا هو واحد وتحسف بيزان على دلته وقال:
لوا حسايف دلتي عند اخو ربعين غصبته عليها يوم ربي كتبها له وأشيل الهضيلة لين تاقف على الرجلين وانا مهتوي والمهتوي ما بغى شاله وانا قلت غدي إن الهضيلة تجيب اثنين ولا جابت إلا واحد يثغي لحاله |
وسألت أبا محمد عن عبدالله بن عقيل من العسكر اهل المجمعة الذي كان ساكنا بالكويت من مدة 63 سنة وهو شاعر ويجيد الوصف من ضمن قوله يتوجد على محبوبته يقول:
لو أن ما بي يصيب طويق وهضابه كان أصبح القاع هو والحزم متساوي ولو ان ما بي يصيب اخشوم حطابه كان اصبحت عثعثٍ يرعى به الشاوي |
ويقول أيضا من قصيدة طويلة
والله يالولا رفيق لي رفيق له ما يظهر الا عقب ليله وتقيوله قالوا نعيضك بغيره قلت لا بالله ما شفت بالناس لا مثله ولا حوله |
أيضا يقول عبدالله بن عقيل قبل 60 سنة
يا خليفة هلي فرقاك ما أبيها لا تغلى عليّه يا بعد روحي دوك عيني من الذر نوح أداويها ذارف دمعها والقلب مجروحي يا شبيه الغزيل في تمدريها أتصبر وحبك جاحني جوحي |
أما الشاعر ساكر الخمشي من ولد سليمان من عنزة فهو يجيد الوصف قال من قصيدة له يصف معشوقته:
ماذبحني وعيفني جميع السمار كود عكشاً مدامعها مدامع ظبي لاعني بالهوى لوع الوحش للطيار مثل ما لوّع الحذرات فرخ صلبي |
ويقول أيضا من قصيدة طويلة يصف ملامح معشوقته:
يا قو صبر صابرينه إعزامه عزالله أني لو تجودت مطروح على عشير شف بالي كلامه عقب ايديه وشبّع الروح للروح العين عين اللي زريقه حمامه نشدت أنا راعيه قبل أمس مطروح عليه قلبي ساعرٍ به اهيامه لكن ينهش ثومة القلب ينبوح |
أما عن الشاعر جعيلان الدغباسي الرشيدي من شعراء الكويت الشقيق توافق هو وصديقه الشاعر صقر النصافي ولابد أن يصير بين الشعراء مداعبات ونكت في ليلة من الليالي اجتمع الشعراء للمساجلات قال صقر اسمع يا جعيلان:
يا جعيلان ماحنا بألايف كل صيدته صيدت سميّه أنا أصيد بالريش الخفايف وانت تشيلها مثل النميه |
وفي إحدى الليالي اجتمع الشعراء للمساجلات ومن ضمن الحضور من الشعراء صقر النصافي والشاعر فايز بن خنشل السهلي والشاعر راشد الناهظ وكان قبل يومين توفي الشاعر ضويحي الهرشاني وصقر النصافي ما عنده خبر في وفاته,, قال فايز بن خنشل السهلي:
يا صقر كلٍ يبرق بالصلاة وذينه اجزم ان الموت شال ضويحي الهرشاني |
قال صقر:
لا تكاثر موتته كل العرب قافينه كل حي يا ابن خنشل غير ربك فاني |
ويقول إن هزاع الهزاع والد الصديق الممثل الشعبي عبدالعزيز الهزاع كان ساكناً في حارة الضليعة شرق عنيزة عام 1342ه وجيرانه تفرقوا واحد راح للغوص وآخر راح للغربية والسوق صار خالياً وتذكر ربعه وجيرانه الذين يسيرون عليه ويسير عليهم ويتبادلون السوالف والشارع الذي هو فيه يسمونه سوق منيف, قال هزاع:
يا شين سوقك غدا يا منيف اليوم ما عاد ينطبي راحوا هل الدقدقه والكيف ولا بقى إلا أنت والخبي |
أما الشاعر راشد الناهظ فهو من موالي الناهظ من أهالي البرود بمنطقة السر كان رئيس عمل بالكويت وجاء إليه ثلاثة من أعمامه الناهظ أهل البرود يوم الناس ينزحون للبلاد المجاورة لدورة الأعمال فتوسط لهم وشغلهم عنده بالاشغال وشاف تقلبات الدنيا أولاً هو عندهم يشتغل واليوم هم عنده وقال أبياتاً من ضمنها هذان البيتان قال راشد الناهظ:
أنا أحمد اللي جلا همي اللي من الرق نجاني من أول أقول يا عمي واليوم أنا عم عماني |
وراشد الناهظ له مساجلات مع كبار الشعراء مثل مرشد البذالي وخالد الوزان وغازي الشيباني وغيرهم وإلى لقاء آخر.
إبراهيم اليوسف